الأردن : ثلث الزيجات تنتهي بالطلاق

تم نشره الأحد 25 أيلول / سبتمبر 2022 12:10 صباحاً
الأردن : ثلث الزيجات تنتهي بالطلاق
د.فطين البداد

ما من شك بأن تشريع حق الخلع في الأردن والوطن العربي ساهم بشكل كبير في ارتفاع عمليات الطلاق التي تقع في مختلف البلدان وعلى أتفه الأسباب .

ولكي لا يكون مقالنا مصنفا في خانة علم الرياضيات ، فإننا نكتفي بالإشارة أن آخر الإحصاءات الرسمية قالت إن أكثر من ثلث الأردنيين مطلقون ، اي أن ثلث الزيجات وأكثر تنتهي بالطلاق ، والاسباب هنا كثيرة ومتشعبة ، سواء بقانون الخلع الذي - أنا بالمناسبة - لست ضده ، أو بغيره .

ولو نظرنا إلى التشريعات التي تصدر هنا وهناك في عموم الوطن العربي هذه الأيام ، لوجدنا أن اغلبها يساهم في عمليات الطلاق ، حتى لو كانت هذه التشريعات لا علاقة لها أصلا بالشأن الإجتماعي ، ومن ضمن ذلك قوانين العقوبات والأحوال الشخصية ، والعمل ، والتنفيذ ، والحريات إلخ ، ونضرب هنا مثالا واحدا يلخص ما يجري :

ففي قانون حقوق الطفل الذي اقره البرلمان الأردني مؤخرا تم استثناء الأمهات من رقابة الأطفال في المدارس وأوكل الأمر إلى الآباء بعد تعديلات اللجنة المشتركة ، ما دفع النساء والأمهات إلى رفض ذلك والدعوة إلى تنظيم اعتصام أمام مجلس النواب اليوم الأحد ، موعد نشر هذا المقال ، على أعتبار أن الأمهات هن الاقدر على مراقبة أبنائهن ومتابعتهم في المسائل الأكاديمية وغيرها ، ومن يتفحص هذا الأمر يدرك بداهة ، بأن ذلك قد يكون سببا جديدا في زيادة حالات الطلاق ليس لأن الآباء يرفضون رقابة الأمهات على ابنائهم ، بل لأن الآباء مشغولون بقوت عائلاتهم وبأوضاعهم المعيشية ، وهم في المحصلة غير مستعدين بسبب ظروفهم لمتابعة ابنائهم ، ما سيثير مشاحنات بين الأمهات والابناء والآباء ويتسبب بنهايات غير سعيدة للجميع ، وما إلى ذلك من تداعيات وهذا مثال من عشرات الأمثلة ضربناه للتوضيح والقياس .

من أجل ذلك قلنا بأن القوانين غير الإجتماعية متشابكة مع أشباهها من التشريعات التي سواء تلك التي على نماس مع المجتمع والأسرة أو غيرها ، مذكرين بأن قانون الطفل حدد الطفولة بكل من لا يبلغ الـ 18 عاما من الجنسين .

وكما أسلفنا ، فإن حالات الطلاق بدون قانون حقوق طفل بلغت ثلث الأردنيين ، ولا يعلم أحد إلا الله كم ستكون النسبة في قادم الأيام بعد تطبيق القانون ، وما سيخلفه على المجتمع من ويلات غير تلك التي ذكرنا اسبابها ومآلاتها والتي لم تكن تخطر على بال ابليس ، وأبليس هنا ، ليس ذلك الذي طرد ابوينا من الجنة ، بل مثل هذا القانون الذي سيضرب استقرار الاسرة في مقتل وينهي ما تبقى من ترابط ومن قيم الحب والإحترام والوقار وهيبة الأبوين وحرمة المنزل والعائلة .

يأتي كل ذلك وسط أجواء اجتماعية واقتصادية مشحونة اصلا ، يضاف إليه ما سيراه الأم أو الأب عبر الفضاء الألكتروني من قيام أطفال من الجنسين بنشر فيديوهات سلبية ، فما بالكم والأطفال " ما دون الـ 18 عاما " بمن فيهم المراهقون طبعا ، مسلحون الآن بقانون يحميهم ويمنع التعرض لخصوصيتهم سواء نشروا على مواقع التواصل أو التيك توك أو حتى مواقع " الشخلعة " .

حمى الله الأردن .

د.فطين البداد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات