لبنانيون قضوا تحت أنقاض زلزال تركيا وسوريا وأكثر من 30 في عداد المفقودين

تم نشره الثلاثاء 07 شباط / فبراير 2023 05:46 مساءً
لبنانيون قضوا تحت أنقاض زلزال تركيا وسوريا وأكثر من 30 في عداد المفقودين
الدمار جراء الزلزال

المدينة نيوز :- لليوم الثاني على التوالي، تركّز الاهتمام في لبنان على متابعة قوة الزلزال المدمّر الذي ضرب كلاً من تركيا وسوريا وأثار الذعر في لبنان نتيجة ارتدادات الهزة الارضية القوية التي حجبت الهزّات السياسية والقضائية فتراجعت إلى المرتبة الخلفية ليبقى في الواجهة الاستنفار لمواجهة تداعيات الكارثة التي فرضت نفسها على ما عداها.

وعلى الرغم من أن الهزة الارضية التي اصابت لبنان بقوة لم تسفر عن ضحايا واقتصرت على تصدّع بعض الابنية القديمة وبعض الانهيارات في التربة، إلا أن الفاجعة أصابت بعض العائلات اللبنانية التي تواجد أفرادها سواء في سوريا أو في تركيا، إذ أفيد أن 7 لبنانيين قضوا في الزلزال وأن هناك 30 لبنانياً آخرين في عداد المفقودين. وبين الذين قضوا حتفهم كاهن كنيسة السيدة العذراء للروم الكاثوليك في حلب الأب اللبناني عماد ضاهر من البرامية شرق صيدا الذي عُثر على جثمانه تحت أنقاض المبنى الذي كان يقطنه في منطقة العزيزية في سوريا بعدما اصرّ على عدم ترك حلب حيث نُقل عنه قوله “إذا كان هناك خطر أنا معهم عالحلوة والمُرّة”.

وبين الضحايا اللبنانيين في سوريا الشابة سيلينا الهضام ووالدتها سوسن وهما من منطقة جبل محسن في طرابلس وكانتا في زيارة إلى اللاذقية.

وفي تركيا، أفيد نقلاً عن “مكتب المنية للاعلام” عن وفاة الدكتور وسام محمد خير الاسعد وابنته وهما من منطقة وادي خالد جراء الزلزال، فيما انقطع التواصل مع الشاب باسل حبقوق من منطقة مغدوشة وكذلك مع الشاب ايلي حداد من حريصا اللذين كانا في رحلة سياحية وينزلان في أحد الفنادق التركية.

ولا تزال بلدة مرياطة تترقب مصير عائلة محمد مصطفى عجاج الملقب بـ”أوجان”، إذ فقد التواصل مع منى عجاج وأولادها الأربعة، فيما لا يزال رب العائلة محمد مصطفى عجاج ونجله أحياء كونهم كانوا يعملون خارج المنطقة التي وقع فيها الزلزال. وكانت العائلة غادرت إلى تركيا منذ 4 سنوات واستقرّت في مدينة أنطاكية.

وتحدثت أنباء عن طلب المواطن محمد شما النجدة لانتشاله من تحت الركام قبل فوات الأوان، كذلك تمّ في بيروت تناقل نداءات استغاثة من ثلاثة لبنانيين لمساعدتهم على الخروج من غازي عنتاب حيث ينامون على الطرقات من دون مأوى ولا طعام وبحال نفسية سيئة وهم فرح أبو السل وعماد بزي وريم السحمراني.

وعلم أن هذه النداءات وصلت إلى وزارة الخارجية والمغتربين التي دعت المواطنين اللبنانيين للتقيّد بإجراءات وارشادات السلامة الصادرة عن السلطات المختصة في سوريا وتركيا وعلى الاتصال بسفارة لبنان في أنقرة وفي دمشق. كذلك، فإن وزير البيئة ناصر ياسين الذي كلّفه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي متابعة الوضع في تركيا تواصل مع السفير اللبناني في أنقرة ومع فريق الانقاذ اللبناني الذي سبق أن توجّه إلى جنوب تركيا للمساعدة.

مشاهد موجعة

وكانت المشاهد الموجعة من سوريا آلمت اللبنانيين الذين دعوا إلى مساعدة إخوانهم بغض النظر عن أي حسابات سياسية، ولوحظ أن بعض الناشطين تناقلوا تغريدة الكاتبة غادة السمان التي استغربت الحديث عن “جسر جوي عربي نحو تركيا والاكتفاء بالدعاء لسوريا”.

وأعرب العديد من السياسيين عن تضامنهم مع سوريا بينهم الامير طلال ارسلان الذي كتب “سنوات من الحرب الكونية الظالمة والحصار الجائر على شعب بأكمله، سنوات من التعمّد إلى تجويع الناس لتركيعها وقهرها من دون حسيب أو رقيب أو وجه حق، سنوات من التعنّت والاستكبار والظلم.. واليوم وبعد إرادة ربّ العالمين يريدون الاستمرار بنهجهم وحصارهم بلا مساعدات او رحمة في سورية”، وتوجّه أرسلان “إلى أصحاب الضمير في العالم والعالم العربي إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وجامعة الدول العربية الغائبة عن السمع والبصر”، بالقول “ساعدوا سورية وأبناءها في محنتهم فلا أحد أكبر من الله، الدنيا تدور والأوضاع تتبدّل، حينها لن ينفع الندم”.

واشار وزير الثقافة محمد وسام المرتضى إلى أن “سوريا تحت الأنقاض يا ايها الغرب العظيم، متروكةٌ لتواجه مصيرها”، وقال “الواضح ان ليس لها الا الله ومن يخاف الله”.

واستغرب رئيس حزب التوحيد وئام وهاب “أن يقوم قادة عرب بالتبرع لمساعدة تركيا ولا يتجرأون على التواصل مع سوريا لدعمها في مواجهة الزلزال خوفاً من الإدارة الأمريكية”.

تجدر الاشارة إلى أن الحكومة اللبنانية قررت المشاركة ولو بشكل رمزي في عملية البحث والإنقاذ بعد الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا. وأكد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية ان “سوريا بلد شقيق، وبالتشاور مع الرئيس ميقاتي اتخذنا قراراً بفتح مرافقنا الجوية والبحرية امام شركات النقل المحملة بالمساعدات الانسانية من الدول والمنظمات الدولية وإعفائها من رسوم المطارات والمرافئ خصوصاً تلك المتعلقة بمواجهة تداعيات الزلزال”، موضحاً “أن قرارنا جاء نتيجة لامتناع بعض الشركات عن الرسو والهبوط في المرافئ والمطارات السورية نتيجة العقوبات المفروضة عليها”.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أنها “سترسل 15 عنصرًا من فوج الهندسة إلى الجمهورية العربية السورية للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ”، كما أشارت المديرية العامة للدفاع المدني اللبناني إلى انها “سترسل 20 عنصراً الى سوريا للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع الزلزال”.

بدوره، أكد أمين عام الصليب الاحمر اللبناني جورج كتاني “أن فريقاً وصل إلى تركيا وفريقاً آخر سيتوجه إلى سوريا للمشاركة في عمليات الاغاثة”.

وبعد اجتماع طارئ للهيئة التنفيذية في “حركة امل” وبناء على توجيهات الرئيس نبيه بري أعلِن عن “توجه فرق إسعاف وانقاذ من الدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة الاسلامية إلى سوريا الشقيقة للمساعدة في أعمال الإغاثة”.

وعلى الرغم من رمزية المشاركة اللبنانية في عمليات الانقاذ بسبب الازمة المالية والاقتصادية الخانقة، لقيت هذه المشاركة تنويهاً من كثير من اللبنانيين. وغرّد رئيس الكتائب سامي الجميل “شباب وصبايا من الدفاع المدني، الصليب الأحمر، فوج إطفاء بيروت، الجيش اللبناني تخطوا كل الصعوبات المادية والمعنوية اللي عم بتواجهن ببلدن واندفعوا ليلبوا نداء الانسانية ويساعدوا المنكوبين من الزلزال. ألف تحية إلكن وصلواتنا للمصابين يشفوا والرحمة للضحايا”.

وكان الرئيس ميقاتي أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس متضامناً بعد الزلزال المدمر، وابلغه وضع الامكانات اللوجستية المتاحة في لبنان في خدمة جهود الاغاثة الجارية.

الرحمة لا تتجزأ

وعلى مواقع التواصل، رصدت “القدس العربي” بعض التعليقات التي دعت إلى التعاطي مع الكوارث من منطلق انساني، وكتب الاعلامي طوني ابي نجم “الانسانية هي احساس بالآخر بغض النظر عن هويته ودينه وانتمائه. ما حصل في تركيا وسوريا كان يمكن أن يحصل في لبنان وفي أي مكان في العالم”، مضيفاً “شكراً لجنود الجيش وعناصر الدفاع المدني والصليب الأحمر الذين ذهبوا للمساعدة. يذكرونني بقصة فلس الأرملة”.

وكتبت مهى دلال “رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان ورغم الحالة المادية المزرية، شكلنا أزمة خلية وتكاتفنا لدعم اشقائنا في سوريا، ذلك لمد يد العون ومساعدتهم في هذه الرحمة التي حلت بهم، هذا واجبنا وهذا ما تربينا عليه، نعم سيبقى لبنان ذلك الأب الفقير المنهك الذي ما يزال يعمل لمساعدة عائلته، ونعم سيبقى لبنان منارة الشرق، وأتمنى من الجميع دعم اشقائنا”.

ورأت دينا خالد أن “الرحمة ما بتتجزأ…”، وسألت “الكل متجه على تركيا ليش ما بيتقسموا بين تركيا وسوريا؟؟ البلدين منكوبين!!!”.

واعتبرت هنادي حافظ أنه “تم فتح أكثر من جسر جوي مع تركيا والبعض أغمض عينيه عن ضحايا زلزال سوريا”، وقالت “إهمال الضحايا السوريين عمل غير أخلاقي وأهيب بالحكومات العربية سرعة التحرك بشهامة العروبة”.

اما الاعلامية شهير إدريس فكتبت “لا يأتي النوم إلى عيوننا… فكيف سننام ولا يزال الآلاف من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ تحت الأنقاض في هذا البرد القارس وقد يكون البعض منهم على قيد الحياة ويستغيث النجدة”، وختمت “الرحمة الإلهية فقط ستكون إلى جانبهم في هذه الأوقات الصعبة. لا يسعنا سوى الصلاة والدعاء لهم ولمن غادر هذه الدنيا”.

القدس العربي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات