إسرائيل بدأت ببناء مطار " تمناع " فماذا نحن فاعلون ؟

تم نشره الأحد 26 تمّوز / يوليو 2015 01:04 صباحاً
إسرائيل بدأت ببناء مطار " تمناع "  فماذا نحن فاعلون ؟
د. فطين البداد

ما قلناه عبر مقالين سابقين استحال حقيقة ، حيث كشفت وزيرة النقل الأردنية لينا شبيب قبل أيام ، في تصريحات صحفية، أن الإسرائيليين بدأوا فعلا في إنشاء مطار " تمناع " - إيلات - ضاربين الإعتراض الأردني عرض الحائط .

شبيب كشفت أيضا : إن الحكومة توجهت بشكوى إلى منظمة الطيران المدني العالمية ، وأن هذه المنظمة ستعين خبيرا لدراسة الآثار السلبية التي سيحدثها تشغيل هذا المطار على الأردن وحركة الملاحة في المنطقة .

ولأن الأمر بدأ يأخذ طابع التحدي الوقح من قبل الإسرائيليين ، فإن الضجة التي تم إخمادها خلال نقاش هذا الموضوع في البرلمان ، والتهديد بسحب الثقة من وزير الخارجية والعدول عن الأمر في مسرحية مشهودة ، وغير ذلك من تصعيد ثبت أنه " فستق فاضي " ، آن لها - الضجة - أن تتحول إلى غضبة حكومية حقيقية ليس على مستوى منظمة الطيران المدني التي لا تملك أي أذرع تنفيذية بغض النظر عن نتيجة تقرير خبيرها العتيد ، بل على المستوى الأممي ، ذلك أن إنشاء المطار المذكور هو خرق فاضح لاتفاقية وادي عربة في عدة مواد وبنود كما سبق وقلنا ذات مقال .

والذي يجعلك لا " تقبض " كلام الوزيرة بجدية ، هو ما تؤكده الحيثيات ، إذ إن هذه المنظمة ، وكما قلنا ، لا تملك شيئا سوى إرسال خبراء ، وإذا كان وزير الخارجية السيد ناصر جودة سبق وطمأن الأردنيين بأن هذا المطار لن يكون بالإمكان تشغيله إلا بالتعاون مع الأردن لأسباب فنية ، فكيف شرعت إسرائيل ببنائه ؟ .

وتعلم السيدة شبيب ، أن خيارات الأردن مغلقة تماما ،ذلك أنه ليس بإمكان هيئة الطيران إيقاف المطار ، كما قلنا ، وأيضا فإنه ليس بالإمكان اللجوء إلى التحكيم الدولي ، بسبب أن مثل هذا التحكيم يتطلب موافقة الطرفين ، وإسرائيل لن تذهب إليه ، وإذا ذهبت فإن وضع الأردن سيكون صعبا على اعتبار أن قرار التحكيم ملزم ، وإذا حكم ضدنا يكون" الفاس قد دخل في الرأس " كما يقول المثل العربي الشهير .

إذا كان الأمر كذلك ، فإنه ليس من سبيل إلا التركيز على خرق وادي عربة ، وبكل جدية وحزم ، وإذا فعلنا ذلك ، تكن إسرائيل في المصيدة ، لأن إنفاذ المعاهدة من شأن ضامنيها وهم الأمريكان ومن شأن المحافل الدولية السياسية .

كما سبق وقلنا : يجب أن ترد الحكومة بقوة ، لإفهام " أبناء العمومة " أن على ضفة النهر الشرقية بلدا لا يقبل الضيم ، وشعبا لا يسمح بالعدوان !.

د. فطين البداد

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات