الأردنيون وما يجري في الأقصى

تم نشره الأحد 20 أيلول / سبتمبر 2015 12:12 صباحاً
الأردنيون وما يجري في الأقصى
د. فطين البداد

ضجت المحافظات الأردنية والعربية قاطبة بمظاهرات واحتجاجات ضد الممارسات الصهيونية في القدس الشريف ، في صورة كانت متوقعة ، لما تعنيه هذه المقدسات للعرب وللمسلمين ، وخاصة الأردنيين الذين يعتبرون انفسهم يقفون على أرض الرباط مع الكيان ، بغض النظر عن حالة السلام ومعاهدة وادي عربة وظروف المنطقة .

فرغم مرور 21 عاما على توقيع المعاهدة برعاية أمريكية ، لا زال الأردن الشعبي- بالمجمل - يرفض رفضا باتا التطبيع مع الكيان الغاصب ، إلى أن تعود الحقوق الوطنية الفلسطينية المغتصبة ، والحقوق العربية والإسلامية والمسيحية السليبة من يد كيان مجرم ، لا يخفي أطماعه الخبيثة في بيت المقدس وما حول بيت المقدس ، ولا أهدافه السرطانية في التهويد واقتلاع السكان والإستيلاء على الثروات .

والأردن ، وبصفته معنيا بالقدس الشريف كابرا عن كابر ، هب بكل قوته ليكبح جماح الصهاينة في مشروعهم الهادف لتقسيم الأقصى زمانيا ومكانيا ، ومن أجل ذلك ، رأيناه يتواصل على مدار الساعة مع أشقائه واصدقائه في العالم ، ويقدم لمجلس الأمن مشروع بيان ضد الإنتهاكات التي يرتكبها الإحتلال ، ولقد صدر البيان فعلا ، إلا أنه كان بيانا فاترا خجولا لا يستحق القراءة ، مما حدا بالأردن إلى الإعلان عن أن سلوك إسرائيل سيتسبب بسحب السفير ، ويزيد من توتر العلاقات إلى درجات مجهولة ، وهو ما دفع وزارة الخارجية الصهيونية للإيعاز لسفارتها في عمان إلى إصدار بيان ، صدر فعلا نهاية الأسبوع - وحمل - كالعادة - أباطيل وأكاذيب ، وتأكيدات على أن الصهاينة سيبقون على الوضع التاريخي للقدس كما هو ، وعلى الدور الأردني ، مع أن الوقائع على الارض تقول بغير ذلك .

وإذا كان بيان مجلس الأمن أكد على الدور الأردني في القدس ، إلا أنه في - المقابل - لم يكن صارما تجاه الكيان ، بل طلب من المصلين عدم إثارة الشغب ، وهي مفارقة مضحكة ومخجلة ، تؤكد بأن حق العرب والمسلمين لن ترده قرارات مجالس الأمن ولا بيانات السفارات .

الأردنيون ، وعلى رأسهم الملك ، غاضبون جدا ، فالأقصى هو أولى القبلتين ، ووجهة الإسراء من البيت الحرام ، ومنطلق العروج إلى السماء ، ويخطئ الإحتلال الأرعن إن اعتقد بان الأردن وحيد في المعركة : إنها معركة الأمة بأسرها ، معركة لا هوادة فيها ، يحتشد لها مليار ونصف مليار من البشر ، فأولى القبلتين وثالث الحرمين هو مهوى القلوب ، ونبض الأفئدة ، أما أولئك الرعاع ، فلا شك أنهم سيعلمون أي منقلب ينقلبون .

" وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " ( الروم 6 ) .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات