الأردن وما يجري في القدس وفلسطين

تم نشره الأحد 11 تشرين الأوّل / أكتوبر 2015 12:27 صباحاً
الأردن وما يجري في القدس وفلسطين
د. فطين البداد

تتعدد الإهتمامات الاردنية في العادة ، بين ما هو شعبي وما هو رسمي وما هو مشترك ، غير أن هذا الأوان مختلف وذو إيقاع خاص .

فلقد وحدت أحداث الأقصى والقدس وعموم فلسطين الدولة الأردنية كلها لتقف قيادة وشعبا وراء نداء الحرية الذي يهتف به الفلسطينيون، المنافحون بصدورهم العارية عن أقدس مكان للمسلمين بعد الحرمين ، مكان تعد الصلاة فيه بخمسمئة صلاة .

سيفشل الكيان العبري بالتأكيد ، في تنفيذ مخططه الخبيث في تقسيم مكاني وزماني للحرم القدسي الشريف ، بفعل صمود المقدسيين والفلسطينيين عموما في القدس والخليل وبيت لحم ورام الله وطول كرم وجنين ونابلس وغزة وغيرها ، ناهيك عن فلسطينيي الخط الأخضر الذين أشعلوها مظاهرات ملتهبة لم تكن تخطر لنتنياهو وأجهزته الأمنية على بال ، حيث بدأت الشرارة من مدينة يافا ، لتنتقل إلى عموم مدن الداخل ولا تنتهي في الناصرة ، ولربما ترتفع وتيرتها بعد جريمة العفولة ، إلا أن فشل المخطط الإجرامي هذا قد لا يستمر ، إن بدا له بأن العزائم خارت ، والمعنويات انهارت ، والعجز تفشى .

بيت القصيد هنا : ما سبق وكشفه رئيس وزراء أردني أسبق نقلا عن مصادرغربية ، عندما قال إن الإسرائيليين كانوا ينوون طرد كل الفلسطينيين في غمرة الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 ، وذلك انتهازا لـ " فرصة تاريخية " ولكن الأمريكان أفشلوا المخطط لكي لا تنقلب الأمور ، ولا يرغب أحد بأن تكون حرائق المنطقة في العراق وسوريا " فرصة أخرى " لابتلاع الحرم الشريف وتهويد القدس بالكامل مع إلقاء من تبقى من سكانها العرب خارجها ، وهو حلم قديم يجب التفطن له بعيون وآذان مفتوحة قبل أن يقع الفأس بالرأس .

هذه المرة ، فوجئ الإحتلال بصرخة من نوع خاص ، أطلقها فلسطينيو الضفة وفلسطينيو الداخل : صرخة أسمعته إيقاع معادلة ربما لم يفهمها بعد ، وهي أن القدس "عقيدة " وليست مجرد تراب وصخور وحصى .

ليس مستغربا أن يرفض الملك عبد الله الثاني تلقي أربع مكالمات من نتنياهو ،وفق ما كشفته الصحافة ألأسرائيلية نقلا عن نواب عرب في الكنسيت التقوا الملك في عمان ، فالموقف الأردني معروف وحاسم ، وقد تخسر إسرائيل كثيرا إن استمر الوضع على ما هو عليه في المدينة التي تحظى - رسميا - برعاية هاشمية مجمع عليها .

الوضع مشتعل ، إلا أن الإنتفاضة الشعبية العارمة تبدو بعيدة المنال ، لأسباب عدة ، أبرزها فقدان الإرادة السياسية لدى السلطة ، والأخطر : التنسيق الأمني ، وهنا تكمن المعضلة .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات