عندما تكون المديونية خطراً

تم نشره الخميس 11 شباط / فبراير 2016 01:45 صباحاً
عندما تكون المديونية خطراً
د. فهد الفانك

صدق أو لا تصدق أن الدين العام في اليابان وصل في نهاية 2015 إلى 2ر228% من الناتج المحلي الإجمالي، وفي أميركا 6ر111%، وفي الاتحاد الأوروبي 2ر110%، والاتجاه للمزيد من الديون.

هذه الدول الكبرى والغنية تزيد مديونيتها منسوبة إلى حجم اقتصادها عن مديونية الأردن منسوبة إلى حجم اقتصادها ومع ذلك فإن هذه النسب الشاهقة للمديونية لا تدعو إلى القلق، ولا تثير شكوكاً في المراكز المالية لهذه الدول، ولا تزيد المخاطر في نظر المستثمرين.

السبب بسيط وهو أن هذه الدول مدينة بعملتها الوطنية، ويعود معظم ديونها لصالح مواطنيها، بمعنى أنها تقترض من نفسها، وليست مدينة للعالم الخارجي، كما أن قدرتها على إصدار عملتها الوطنية لا تحتاج سوى جرة قلم من بنوكها المركزية، ولو على حساب حدوث تضخم جامح.

لا تقف مشاكل اليابان عند ارتفاع مديونية الحكومة المركزية، فالتضخم سالب بنسبة 6ر0%، والنمو الاقتصادي سالب بنسبة 8ر0%، وإذا لم يكن هذا كافياً فإن عدد السكان في تناقص، ونسبة السكان فوق سن 65 ارتفعت إلى 25%، أي أن ربع الشعب الياياني متقاعد!.

لا نسرد هذه الأرقام والإحصاءات للإيحاء بأن مديونية الأردن ليست مرتفعة، ولا تثير القلق، وأن هناك مجالاً للمزيد منها طالما أن الحكومة تخطط لاقتراض مليارين من الدنانير سنوياً.

على العكس من ذلك فإن مديونية الأردن تجاوزت الحدود الآمنة، لدرجة أن صندوق النقد الدولي يرفض رعاية برنامج إصلاح اقتصادي جديد إلا إذا تعهدت الحكومة بتخفيض نسبة المديونية إلى ما دون 70% من الناتج المحلي الإجمالي خلال خمس سنوات.

الجزء الاكثر خطورة وحساسية من مديونية الاردن هو الديون المحررة بعملات أجنبية، العائدة لبنوك ودول أجنبية ومؤسسات إقليمية ودولية، وتبلغ حالياً 42% من إجمالي الدين أو 35% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي في حالة تسارع خلال السنوات الثلاث الاخيرة.

تضخم الدين العام سيء سواء كان محرراً بالدينار أو بالدولار، ولكن الخطورة الأكبر تكمن في المديونية الاجنبية التي توجهت الحكومة إليها مؤخراً بحجج واهية.

لتمرير القروض الاجنبية يتم وصفها عادة بأنها ميسرة، بل إن وزارة التخطيط تحسب بعضها ضمن المساعدات الخارجية مع أنها تستوجب التسديد مع الفوائد.

مديونية الأغنياء مصدر قوة، ومديونية الفقراء مصدر خطر.

(الرأي 2016-02-11)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات