محاور خطبة الجمعة المقترحة : بوحدة الصف وصدق الانتماء نواجه خطر الإشاعة

تم نشره الخميس 11 شباط / فبراير 2016 04:40 مساءً
محاور خطبة الجمعة المقترحة : بوحدة الصف وصدق الانتماء نواجه خطر الإشاعة
محاور خطبة الجمعة - تعبيرية

المدينة نيوز - نشرت وزارة الاوقاف عناصر مقترحة لخطبة الجمعة بتاريخ 12/2/2016 م  ، والتي حملت عنوان : " بوحدة الصف وصدق الانتماء نواجه خطر الإشاعة " .

وتاليا محاور الخطبة :

• إن من أهم مقومات المجتمع وركائزه هو وحدة صفه ولحمة أهله وشيوع علاقة الألفة والمحبة بين أبنائه ، وقد أكد الدين الإسلامي الحنيف على هذه الركائز ودعا المسلمين إلى التمسك بها والعمل على تحقيقها فقال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) ) سورة آل عمران .

• ننعم في بلدنا العزيز الأردن بأمن واستقرار ووئام ومحبة بين أبناء الوطن وفي ظل قيادة حكيمة واعية ، وما كان لهذا أن يتحقق إلا بفضل وتوفيق من الله تعالى ثم بما نعيشه في الوطن من انسجام ومحبة وتعاون وثقة متبادلة ، إلا أن هناك عدو يتربص لم يروقه ما وصل إليه بلدنا الحبيب ، وقد عجز عن أن ينال من حصن الوطن المنيع ، فتجده يطلق الشائعات بين الفترة والأخرى بطرق متعددة وبأساليب خبيثة ، ومن هنا علينا أن نعي جيدا خطر الإشاعة وحقيقتها وأساليب مواجهتها والقضاء عليها .

• الشائعات من أخطر الحروب المعنوية، والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميراً، وأعظمها وقعاً وتأثيراً، وليس من المبالغة في شيء إذا عُدَّت ظاهرة اجتماعية عالمية، لها خطورتها البالغة على المجتمعات البشرية، وأنها جديرة بالتشخيص والعلاج، وحَرِيَّةٌ بالتصدي والاهتمام لاستئصالها والتحذير منها، والتكاتف للقضاء على أسبابها وبواعثها، حتى لا تقضي على الروح المعنوية في الأمة، التي هي عماد نجاح الأفراد، وأساس أمن واستقرار المجتمعات، وركيزة بناء أمجاد الشعوب والحضارات.

• لقد علّمَنا الإسلامُ ألا نصدّق كلَّ ما نسمع، لأنه قد يكونُ غيرَ مطابِقٍ للحقيقة. فقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} هذه الآية الكريمة تمثّل منهجاً علمياً وحياتياً وأساساً من أسُسِ هذا الدينِ العظيم. خطابٌ من الله للمؤمنين: إن جاءكم فاسقٌ بنبأ، ينبغي أن يُنظرَ إلى مصدر المعلومة أو الخبر. وينبغي ألا يتصرف إلا بعد التأكد من الخبر. وألّا يُنقلَ الخبرُ إلا بعد الوثوق من صحته، وإذا نقل الإنسان وحدّث بكل ما سمع فقد نقل ما يُظنُّ أنه كذب، وقد قال رسول الله ﷺ: (كفى بالمرءِ إثماً أن يُحدّثَ بِكلِّ ما سمع) رواه مسلمٌ.

• اتخذ الإسلام الموقف الحازم من الشائعات وأصحابها لِما لنشرها وبثها بين أفراد المجتمع من آثار سلبية، على تماسك المجتمع المسلم، وتلاحم أبنائه، وسلامة لُحْمته، والحفاظ على بيضته، بل لقد عدّ الإسلام ذلك سلوكا مرذولاً، منافيا للأخلاق النبيلة، والسجايا الكريمة، والمُثل العليا، التي جاءت بها وحثت عليها شريعتنا الغراء من الاجتماع والمحبة والمودّة والإخاء، والتعاون والتراحم والتعاطف والصفاء، وهل الشائعة إلا نسف لتلك القيم؟! ومعول هدم لهذه المُثُل؟!

• قصَّ الله علينا في سورة النُّور حادثةً ظاهرها الألم والقلق والشرُّ ولكنَّ حقيقتَها الخيرُ والرحمة والهداية, هذه الحادثة ُعلـَّقت قلبَ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا وجعلته في حيرةٍ وشك, وحزنٍ وقلق , هذه الحادثة علـَّقت قلبَ زوجتِه وحبـَّـه وأنسِه عائشة َرضي الله عنها وأرضاها شهرا كاملا فعاشت بمرض وقلق, هذه الحادثةُ هزَّت قلب أبي بكر وزوجه أمِّ رومان وأدخلت عليهما الشقاءُ والنكدُ, هذه الحادثةُ كشفت الحقائقَ وأظهرت المؤمنَ من المنافق، يُتـَّـهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضة وزوجه، وهو صلى الله عليه وسلم أغيرُ الناس وأشرفُ الناس يُرمى ويُتَّهمُ في عرضه وفي من؟ في عائشةَ َالصديقة ِبنتِ الصديق, في عائشة َالطهرِ والنَّقاء والعفافِ, في أُمِّنا التي فضلُها على النِّساءِ كفضل الثريد على سائر الطعام, عائشةُ رضي الله عنها التي أقرئَها جبريلُ السلامَ والتحيةَ, قال تعالى: {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

• الشائعات مبنيّة على سوء ظن بالمسلمين، والله عز وجل يقول: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ الظَّنّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنّ إِثْمٌ}، وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث)، كما نهى الإسلام أتباعه أن يطلقوا الكلام على عواهنه، ويُلغوا عقولهم عند كل شائعة، وتفكيرَهم عند كل ذائعة، أو ينساقوا وراء كل ناعق، ويُصدّقوا قول كل دَعيٍّ مارق.

• إذا كان في دنيا النبات طُفيليات تلتفُّ حول النبتة الصالحة، لتفسد نموّها، فإن الشائعات ومروّجيها أشدُّ وأنكى، لما يقومون به من خلخلة البُنى التحتية للمجتمع، وتقويض أركانه، وتصديع بنيانه، فكم تجنّوا على أبرياء؟! وأشعلوا نار الفتنة بين الأصفياء؟! وكم نالوا من علماء وعظماء؟! وكم هدّمت الشائعة من وشائج؟! وتسبّبت في جرائم؟! وفككت من أواصر وعلاقات؟! وحطّمت من أمجاد وحضارات؟! وكم دمّرت من أسر وبيوت؟! وأهلكت من حواضر ومجتمعات؟! بل لرُب شائعة أثارت فتنا وبلايا، وأذكت نار حروب طاحنة، وأججّت أوار معارك دولية، وإن الحرب أوّلها كلام، ورُب كلمة سوء ماتت في مهدمها، ورُب مقالة شرّ أشعلت فتنا، لأن حاقداً ضخّمها ونفخ فيها.

• الإشاعة سلاح جنوده مغفّلون أغرار، سحرتهم الشائعات ببريقها الخادع، فأصبحوا يرددونها دون أن يدركوا أنهم أدوات يُستخدمون لمصالح أعدائهم، وهم لا يشعرون. فكم أقلقت الإشاعة من أبرياء، وكم حطمت الإشاعة من عظماء، وكم هدمت الإشاعة من وشائج، وكم تسببت الشائعات في جرائم، وكم فككت الإشاعة من علاقات وصداقات، وكم هزمت الإشاعة من جيوش، وكم أخرت الإشاعة في سير أقوام.

• تطورت الشائعات بتطور العصور، ويمثّل عصرنا الحاضر عصراً انتشرت فيه الشائعات المغرضة بشكل كبير ومؤثر، وما ذاك إلا لتطوّر التِقنيات، وكثرة وسائل الاتصالات، التي مثّلت العالم قرية كونية واحدة، فآلاف الوسائل الإعلامية، والقنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية ومواقع التواصل الاجتماعي والهواتف النقالة وغيرها ؛ تتولّى كِبرَ نشر الشائعات المغرضة، والحملات الإعلامية المحمومة، في صورة من أبشع صور الإرهاب النفسي والتحطيم المعنوي، له دوافعه المشينة، وأغراضه المشبوهة، إنها ألغام معنوية، وقنابل نفسية، ورصاصات طائشة، تصيب أصحابها في مقتل، وتفعل في غرضها ما لا يفعله العدوّ وطابوره الخامس، مركّزة على شائعات الخوف والمرض، وزرع بذور الفتنة، وإثارة البلبلة بين الناس، لا سيما في أوقات الأزمات، فتسري الشائعة في الناس مسرى الهواء، وتهيج فيهم هيجان البحر المتلاطم.

• لا بد من إدراك جدية الموقف، وخطر الإشاعة، فإن كلمة عابرة وفلتة لسان لأول خاطرة قد تجر من سوء العواقب وكبير المصائب على الشخص والمجتمع ما لا يخطر لأحد على بال، ومن هنا فالمسؤولية جماعية في مواجهة الإشاعة والقضاء عليها وعلى أي مظهر من مظاهرها وكل ما يؤدي إليها، فالفرد والأسرة والمسجد والمدرسة والمؤسسات ووسائل الإعلام وغيرها كل له دوره في المحافظة على سلامة المجتمع من شرور الإشاعة ومن أخطارها، بدءاً بالوعي، وتقوية الوازع الإيماني، وتبيين الحقائق ونشرها، وعدم التساهل في نقل الكلام وبث الأنباء، لا سيما في أوقات الأزمات، وعدم التهويل والإثارة في التعليقات، والمبالغة في التحليلات، دون تزييف أو التواء، رفعاً للروح المعنوية، وبعداً عن الخور والضعف والانهزامية، ولا ينبغي أن يكون المرء أذنا لكل ناعق، بل عليه التحقق والتبيّن، وطلب البراهين الواقعية، والأدلّة الموضوعية، والشواهد العملية، وبذلك يُسدّ الطريق أمام الأدعياء، الذين يعملون في الخفاء ، ويلوكون بألسنتهم كل قول وزور.

ملاحظة :

يرجى الإعلان من خلال الخطبة الثانية عن توفر منح دراسية كاملة على نفقة وزارة الأوقاف للطلبة الذكور الحاصلين على الثانوية العامة بنجاح لدراسة الشريعة الإسلامية لمرحلة البكالوريوس أو الدبلوم ، بحيث يتم تعيين الدارس بوظيفة إمام بعد التخرج مباشرة ، فعلى الطلبة الراغبين بالدراسة ضمن هذه المنح مراجعة مديرية التعليم الشرعي في وزارة الأوقاف .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات