قصة خاصة للأردنيين .. أقرأوها

تم نشره الأحد 24 تمّوز / يوليو 2016 01:24 صباحاً
قصة خاصة للأردنيين .. أقرأوها
د. فطين البداد

روى لي أحد الأصدقاء في الأردن قصة قد تستحق أن تروى ، تجسد حالة بعض المديريات والمؤسسات الحكومية في بلدنا : كيف تعمل ، وما هي قواعدها ومرتكزاتها خاصة إذا تعلق الأمر بمشاريع جديدة تخدم الصالح العام .

القصة لا تتعلق بقرار رفع الرسوم على السيارات المستعملة وتقصير عمرها وبأثر رجعي، ولا بوصول كيلو البندورة قبل أيام إلى دينار كما أخبرني الصديق المذكور ، ولا بالتسعة دنانير التي تقتطعها الحكومة على فواتير المياه تحت مسمى " المبلغ الثابت " .. ( أي أن كل مواطن يدفع التسعة دنانير هذه عند كل فاتورة ، حتى لو كان مسافرا تلك الفترة ولم يستهلك كوب ماء واحد ) ولا الرسوم الإضافية على فواتير الكهرباء ، أو مفاجآت لم تخطر على بال ، من مثل تسعير العصائر بناء على " الذوق " .. وهذه الأخيرة لها قصة أخرى ، لخصها لي بقوله : بأنك وإذا ما راودتك نفسك لشراء نوع من العصائر في عمان أو في أي محافظة أخرى ، فإن عليك التعرف على ذوق ضريبة المبيعات وليس على ذوقك أنت أو ذوق امرأتك أو أبنائك ، فمثلا ، إذا رغبت بشراء عصير برتقال طازح ، فإن سعره في بعض الأنواع هو دينار وربع الدينار ، وعندما تشتري عصير رمان مثلا ، ومن نفس الشركة المنتجة ، فإن سعره هنا يختلف ، لماذا ؟ لأن البائع سيخبرك حينها أن ضريبة المبيعات أبلغتهم بأن الرمان من نفس النوع أغلى سعرا لكونه : أعلى درجة " أو "ألذ " طعما ، وعلى القارئ الكريم أن يجرب بنفسه ، ليرى بأن أسعار العصائر ومن نفس الشركة التي يتعامل معها ، تختلف من نكهة لنكهة ، ومن ذوق لذوق وهكذا دواليك ، لتصل الإرتفاعات بما يفوق أحيانا دينارا كاملا وفق ما قال ، وكله بسبب ذوق ضريبة المبيعات ، لا ذوق المواطن الراغب بالشراء .

ويبدو أنني شردت بكم قليلا عن محور حديثي هنا ، ولكن ، ولكي لا أطيل عليكم أرغب في أن تستمعوا إلى هذه القصة الحقيقية التي رواها لي نفس الشخص الذي تسنم موقعا في نفس المكان الذي تدور فيه هذه الحكاية :

يقول الراوي : بأن إدارة مياه في الأردن ، استدرجت عروضا من الشركات المتخصصة لحفر وتجهيز آبار في إحدى المناطق وبصفة الإستعجال ، لاحظوا : صفة الإستعجال ، وذلك لحفر خمس آبار بكلفة مليون دينار .

وبالفعل ، تمت إحالة الموضوع على لجنة العطاءات الحكومية في الشركة ، وهكذا كان ، حيث بلغت التكلفة الفعلية ما يقرب من مليوني دينار ، ولكن المفاجأة التي لم يتوقعها أحد ، لا تتوقعونها أنتم كذلك .

فقد تبين بأن المياه التي تخرج من هذه الآبار لا تصلح بالمرة لكونها ملحا أجاجا .

ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إن الشركة ، قررت إقامة محطة تحلية لمياه هذه الآبار بكلفة 15 مليون دينار .

والأسئلة التي سيطرحها كل من قرأ هذه القصة :

من الذي حفر الآبار بدون دراسات فنية ؟ .

الإجابة في علم الغيب كما تعلمون .

هذه القضية وأمثالها كثير ، سبب وصول مديونية البلد إلى أرقامها الحالية ، ويكفي بأننا اضطررنا مؤخرا إلى توقيع اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي مرتكزين - ولا فخر- على : جيب المواطن المحتار .. والمستثمر الذي طار .. أما الشكوى فللعزيز الجبار !.

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات