70 ألف دينار لكل حزب في الأردن .. وماذا بعد ؟

تم نشره الأحد 31st تمّوز / يوليو 2016 12:52 صباحاً
70 ألف  دينار لكل حزب في الأردن ..  وماذا بعد ؟
د. فطين البداد .. وفي الصور موسى المعايطة ، وفي الخلفية وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية وشعار بعض الاحزاب الاردنية

ينتظر السياسيون في الأردن ما سيتفتق عنه ديوان التشريع ، من تسطير نظام للمساهمة في دعم الأحزاب السياسية ، بعد أن وافق مجلس الوزراء مؤخراعلى الأسباب الموجبة لنظام المساهمة في دعم هذه الأحزاب في الأردن .

يهدف المشروع إلى تحفيز انخراط الأحزاب في الحياة السياسية وخاصة في الإنتخابات ودعم وصولها إلى البرلمان .

وتقول المعلومات : إن المجلس وافق على الإبقاء على مبلغ الـ 50 ألف دينار التي تمنح للأحزاب سنويا ، بالإضافة إلى تقديم مبلغ 20 ألف لكل حزب بغية تشجيعه على المشاركة من خلال دعم حملاته الإنتخابية ، وأيضا تقديم مبلغ 5 آلاف لأي ائتلاف بين أحزاب معترف بها .

أي أن هناك إغراءات حكومية مالية للأحزاب لتحفيزها من أجل إثبات وجودها والعمل في ظل قانونها ، وهي مبادرة طيبة على كل حال .

إلا أن ما لم يخبر به النظام المقترح ، أو بالأحرى أسبابه الموجبة ، هو إجابة سؤال :كيف سيتم متابعة هذه الأموال " على ضآلتها " ، وضمان أن أمين عام الحزب ، أي حزب ، لن يضعها في جيبه .

قد يقول قائل : إن قانون الأحزاب يفرض رقابة داخلية ، ولكن من يضمن بأن هذه الأحزاب ، وأتحدث هنا عن بعضها ، ليست أحزابا عائلية ، وإذا كان ذلك كذلك ، فإن الرقابة تنتفي وتصبح كلاما فارغا .

وإذا نظرنا إلى واقع بعض هذه الأحزاب ، فإن الأسماء التي أسستها هي نفسها التي تتربع على كراسي إدارتها ، وهذا ، لمن يقرأ في علم السيكلوجيا، أمر طبيعي ، حيث إن حب الذات ، وفق علم النفس غريزة فطرية في الإنسان ، ولكن الذي ينظم الغرائز في العادة ، هي القوانين التي يجب أن تفصل تفصيلا كل شاردة وواردة ليس في الحزب السياسي فقط ، ولكن في كل شأن من شؤون الحياة العامة ، وهكذا تفعل الدول الديمقراطية التي لا تكتفي بإيراد أسباب واجبة لسن قوانين أو أنظمة ، بل تلحق مع هذه الأسباب أدق تفاصيل البنود التي تحيط بجميع هذه الأسباب ، ومن أجل ذلك فهي " أنظمة " مفصلة ، وقوانين غير مطاطة .

نحن مع أحزاب سياسية غير محددة العدد ، بل نحن مع إطلاق هذه الأحزاب بلا شروط ، انطلاقا من قاعدة " الشاطر يثبت وجوده " في ظل القانون ، ولكن الأهم من وجود أحزاب بالعشرات أن يكون كل واحد منها ذا مصداقية لدى الأردنيين ، فالمصداقية لا تتأتى من خلال مشاركة في الإنتخابات ، واستئجار المقرات ، وإصدار البيانات وتوزيع الملصقات ، بل من خلال العمل الجاد على الأرض وطرح برامج عملية و"العمل " على تحقيقها بغية خلق قواعد شعبية تصدقها ، فالقواعد في النهاية تؤمن بالأفعال وليس الأقوال .

دعم الأحزاب مهم ، بل إن المبالغ التي وافقت عليها الحكومة ، وكما قلت آنفا هي مبالغ قليلة ولا تكاد تذكر ، ولكنها مبالغ كبيرة إذا كانت ستنفق على البعض بحكم استحقاق " الشيخة " الذي لا زال يعشعش في عقول بعض الأردنيين وكأننا نعيش في العصر الحجري .

أما الحكومات فعليها أن تدرك بأن شعبا تتوفر له أسباب الحياة الكريمة ، والعدالة الإجتماعية كفيل هو نفسه بإيجاد أحزاب فاعلة على الأرض انطلاقا من نفس المبادئ الفطرية التي تؤكد : الملكية الفردية ، حفاظا على مكاسبه ومكتسباته ، أما بعكس ذلك فإن كل جهد لتفعيل وتنشيط الأحزاب سيكون أحلام يقظة .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات