المدينة نيوز:- في موقف “بالغ الغرابة”، قال العالم المتقاعد بشكل جزئي، نيل هوايتهيد، إنه يريد وقوع المزيد من الزلازل في أقرب وقت ممكن. وكما يقال “إذا عرف السبب بطل العجب”، فإن هوايتهيد يبرر قوله هذا بأن الفترة الزمنية السابقة لحدوث الزلازل ساعدته في أبحاثه عن سلوك الحيوانات السابق على حدوث زلزال.
وقال إن البيانات التي تتوافر عن السلوكيات غير العادية لبعض الحيوانات، مثل ظاهرة الاختفاء الجماعي لها، يمكن استخدامها للتنبؤ بوقوع الزلازل، كلما أمكن سرعة ملاحظتها.
فقد درس هوايتهيد مظاهر سلوك الحيوانات في أعقاب الزلزال الذي وقع في “كرايستشرش”، ولاحظ تضاعف العدد المعتاد من القطط والكلاب التي اختفت من تلك المنطقة خلال الأسبوع الذي سبق وقوع الزلزال. ويتابع هوايتهيد قائلاً: “إنه حتى في اليوم السابق على وقوع الزلزال كان العدد أكبر من ذلك”.
والآن وقد طلب هوايتهيد، المقيم بمنطقة “بلمونت”، من سكان مدينته موافاته بالدلائل النادرة التي بدرت من حيواناتهم قبل الزلزال الحالي الذي وقع في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، فإن أحد أصحاب القطط أبلغه بأن قطته “أصابها الهياج لبضع دقائق قبل وقوع الزلزال، ثم اندفعت هاربة من المنزل”. كما أفاد أحد أصحاب الكلاب بأن كلبه كان ينبح قبل وقوع الهزات الارتدادية للزلزال.
وأضاف هوايتهيد في تقرير نشره موقع “ناشيونال” النيوزيلندي، “إذا كان الحيوان قد شعر بالانزعاج على نحو غير مبرر، أو إذا أبدى لذلك اهتماماً مفرطاً فلا تتجاهل الأمر”. واعترف هوايتهيد بأن استخدام الحيوانات كمراقب رسمي أو باروميتر لرصد الزلازل يمكن أن تكون له أخطاؤه، وذلك لأن من المحتمل أن عدداً أقل من الحيوانات قد لا يلوذ بالهرب قبل وقوع الزلزال، في حالة ما إذا كان الطقس سيئاً خارج البيت. كما أفاد بأنه لا توجد علاقة ارتباط بين سلالات معينة من الحيوانات من حيث كونه أكثر اتساقاً في تنبيه البشر قبل وقوع الزلازل.
وقال إنه مهتم بالاستماع إلى التقارير حول الأضواء في الجو، حيث إن ظهورها يمكن أيضا أن ينبئ بقرب وقوع زلزال، “حيث إنه ورد تقرير عن ظهور وهج أزرق في سماء (كرايستشيرش) قبل وقوع الزلزال”. وأفاد هوايتهيد بأن معظم من تواصل معهم من سكان “ويلنغتون” قد أخبروه بأنهم قد رأوا الضوء بعد زلزال 14 تشرين الثاني/نوفمبر وليس قبله. كما أفاد المقيمون بمنطقة “مونغاراكي” بأنهم شاهدوا الأضواء قرابة شاطئ “بيتون”.
ولم تفتر همة هوايتهيد عن اهتمامه بالتنبؤ بوقوع الزلازل بعد تقاعده عن عمله بمؤسسة “جي ان اس ساينس” بعد خدمة 27 عاماً.
وكان قد قضى ما يقرب من عام كامل في جامعة أوساكا، في الفترة 2002-2003، متتلمذاً على الجيوفيزيقي البروفيسور أيكيا الذي كان يؤمن بأن الحيوانات يمكنها التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها.
وبعد وقوع زلزال “كانتربري” بقياس 7,1 ريختر، في 4 سبتمبر 2010، فقد استجاب أكثر من 400 شخص لدعوة هوايتهيد للاهتمام بتسجيل الشواهد السابقة على وقوع الزلازل، ومنها السلوكيات الغريبة للحيوانات.