صراع الإصلاحيين والمحافظين في إيران!

تم نشره السبت 22nd نيسان / أبريل 2017 12:49 صباحاً
صراع الإصلاحيين والمحافظين في إيران!
منار الرشواني

بدا سعي الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد إلى الترشح للرئاسة لمرة ثانية (فترة ثالثة) بمثابة مؤشر أو لربما دليل على تصدع داخل ما يسمى "تيار المحافظين" في إيران، والذي ينتمي إليه نجاد. إذ إن هذا المسعى يعني، ابتداء، تشتت قوة التيار في انتخابات 19 أيار (مايو) المقبل. أما الأهم، فهو أن قرار نجاد –بحسب ما ذكرت تقارير- جاء على النقيض من رأي المرشد علي خامنئي. هكذا، في المقابل، سيبدو رفض طلب ترشح نجاد من قبل مجلس صيانة الدستور، أول من أمس، دليلاً مضاداً لما سبق؛ أي هو تأكيد لقرار "المحافظين" لملمة الصفوف وتوحيد القوى لاستعادة كرسي الرئاسة ممن يسمون "الإصلاحيين"، بحرمان الرئيس الحالي حسن روحاني من الفوز بولاية ثانية.
لكن السؤال هنا: هل يريد تيار خامنئي حقاً، ولا سيما الحرس الثوري، استعادة الرئاسة الآن؟
السؤال قد يبدو غريباً بحكم وجود صراع بين معسكري "المحافظين" و"الإصلاحيين"، ظهر جلياً عقب انتخابات الرئاسة العام 2009، باندلاع اضطرابات عنيفة احتجاجاً على ما اعتبره الإصلاحيون، ممثلين بما عُرف بـ"الحركة الخضراء"، تزويراً أدى إلى فوز نجاد ذاته بولاية ثانية. إلا أنه على الرغم من ذلك، فإن من الضروري، بداية، تذكر أن الرئيس روحاني لا يمثل "الحركة الخضراء"، وأسوأ من ذلك أن يكون ممثلاً لها بأي درجة كانت. إذ في كل الأحوال، تظل الحقيقة المعروفة أن روحاني الموصوف بالإصلاحي (في مواجهة المحافظين)، فشل على امتداد السنوات الأربع لولايته الأولى، حتى في تحدي قرار "المحافظين" وضع رمزي تلك الحركة، مرشَّحي الرئاسة في العام 2009؛ مير حسين موسوي ومهدي كروبي، في الإقامة الجبرية منذئذ تقريباً. يضاف إلى ذلك استمرار حملات الاعتقالات بحق الصحفيين والمثقفين المناوئين لتيار المحافظين، وقبل ذلك استمرار إمساك الحرس الثوري بمفاصل الدولة الرئيسة، خصوصاً الاقتصاد.
بعبارة موجزة، لا يبدو أن وجود روحاني وتياره في الرئاسة، بل وأيضاً سيطرتهما أو شبه سيطرتهما على البرلمان، مؤذٍ أو حتى مقيد للمحافظين والحرس الثوري داخلياً. أما خارجياً، فإن هذا الوجود مفيد تماماً، عبر تقديم شخصيات إيرانية للغرب يُقال إنها "معتدلة"، لكنها –إن صح اعتدالها- لا تملك من أمرها شيئاً، كما تثبت سنوات حكم روحاني. وحتى الاتفاق النووي المعروف باسم "5+1" لم يكن ليمر من دون موافقة خامنئي وتياره المحافظ، والذي كشفت تقارير أنه بدأ التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قبل انتخاب روحاني في العام 2013.
على الرغم من كل ما سبق، يظل ثمة سبب جوهري قد يدعم احتمالية عزم المحافظين الجاد على الإمساك بالرئاسة في انتخابات الشهر المقبل، ولو بالتلاعب كما حصل في انتخابات 2009. يتمثل هذا السبب في تصاعد التوتر مع الولايات المتحدة الأميركية على خلفية البرنامج النووي والدور الإيراني في المنطقة، والذي قد يخلق أجواء حرب تؤدي بالمحافظين إلى عدم السماح بأي تباينات –وليس اختلافات بالضرورة- داخلية. ويساعد في هذا الخيار انكشاف ضعف روحاني وفريقه، وبالتالي انتهاء مفعول حضوره في تهدئة المجتمع الإيراني الذي يعاني أزمات عدة، كان يؤمل أن يكون انتخاب روحاني بداية للخروج منها. والجميع يذكر الاحتفالات الإيرانية الشعبية، المحرجة للمحافظين، بالاتفاق النووي، حد منعها من هؤلاء.

الغد 2017-04-22



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات