بمشاركة أردنية، اختتام مؤتمر دولي في بلغاريا حول الدين والإرهاب
المدينة نيوز:-تحت رعاية نائب رئيس الجمهورية البلغارية السيدة إيلينا يوتوفا، نظم مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة البلغارية صوفيا مؤتمرًا دوليًا حول حول الدين والإرهاب، بحضور شخصيات دبلوماسية عربية وبلغارية.
وتوزعت أعمال المؤتمر على سبع جلسات شارك فيها باحثون ورجال من بلغاريا وفلسطين والأردن ولبنان وتونس والجزائر. وشارك فيه من الأردن الدكتور هايل عبد الحفيظ الداود وزير الأوقاف السابق، والأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، والدكتور يوسف العبدلات، من الجامعة الأردنية، والأستاذ جمعة العبداللات، كما شارك المطران عطالله حنا من فلسطين، وترأس المؤتمر مدير المركز الدكتور محمد ابو عاصي.
قدم الباحثون المشاركون أوراقًا تناولت العلاقة بين الدين والإرهاب ودور الدين نفسه في محاصرة هذا الإرهاب وكذلك تجارب بعض الدول في التعامل مع الجماعات المتطرفة. كما عرض الباحثون العلاقة بين الدين والسياسة والعنف. وتناولت الأوراق الأبعاد الفلسفية للدين والإرهاب وواقع العلاقات الإسلامية المسيحية في الشرق الأوسط والأبعاد الدينية للإرهاب في الشرق الأوسط.
وتحدث الدكتور داود والأب بدر في ورقتين حول الإرهاب المرفوض جملة وتفصيلا، ومن كل الديانات وأتباعها. فالدين سلام، وإذا اقترن به العنف، فقد معناه الروحي وتم تشويهه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى ركزا على النموذج الأردني الراقي بشكليه الداخلي والخارجي. وقالا انّ الأردن سطّر وصدّر لدول العالم أجمع العديد من المبادرات الوئامية على مدار العقود السابقة، وأصبحت منارة تستحق، فضلاً عن الاحترام والتقدير، أن تحتذي الدول بها وأن تحاول السير على خطاها. فرسالة عمان وكلمة سواء وأسبوع الوئام بين الأديان، واستقبال مهجري الموصل كلها نقاط مضيئة في تاريخ الأردن الحديث، إلا أنّ الرسائل الكامنة فيها تصلح لأن تتبنّاها دول الجوار فتقلص، إن لم يكن توقف، كميّة العنف المرتكب والدماء المراقة يومياً. وبين داود وبدر إن مبدأ المواطنة هو الأساس الذي يجمع مكونات الدولة والمجتمع على اختلاف أعراقهم وأديانهم، وإنّ المواطنين سواء في الحقوق والواجبات وعلى الجميع أن يتعاون من أجل بناء الأوطان وسعادة الانسان.
ومن خلال المناقشات الواسعة في هذه الجلسات والمداخلات، توصل المؤتمر إلى بيان ختامي أكد المؤتمرون فيه على انّ التطرف ظاهرة عالمية غير محصورة بأمّة بعينها ولا دين محدد، بل إن الأديان السماوية كافة: يهودية أو مسيحية أو اسلامية هي أديان محبة وسلام، إلا أن بعض المنتسبين إلى هذه الأديان هم من يسيئون ويحرفونها عن مقاصدها الالهية والإنسانية.
وقال البيان إن معالجة ظاهرة التطرف يجب أن تكون معالجة شاملة: خصوصا من خلال التربية على ثقافة الحوار وقبول الاختلاف والرأي الآخر والديمقراطية والتعددية، وهي تعق على عاتق الوزارات المعنية بالتربية والتعليم العالي والمؤسسات الدينية كالمساجد والكنائس التي يفترض أن تنشر روح المحبة والمودة والعيش المشترك بين الانتماءات الدينية كافة.
وأكد المجتمعون على ضرورة معالجة الأسباب الاجتماعية الاقتصادية التي ساهمت في ولادة التطرف، كما أكدوا على دور علماء الدين من مختلف الأديان في المناسبات كافة بالدعوة إلى رفض التطرف والكراهية وعلى رفض الذرائع أو المبررات الدينية لهؤلاء المتطرفين. وركز البيان الختامي على أنّ المناهج الدراسية هي وسيلة مهمة من وسائل بناء الانسان الذي يؤمن بحق الحياة وحرية الرأي والمعتقد وقبول الآخر، ومن أجل سعادة الانسان وخيره وعلى جميع الدول أن تبني مناهجها وفق هذا التصور، وأن تنقيها من كل الشوائب الذي يغذي التطرف والعنف.
وأوصى المؤتمرون بإنشاء هيئة غير حكومية للتعاون الاسلامي المسيحي في مواجهة التطرف الديني والكراهية من مجموعة من رجال الدين والفكر والسياسة في البلاد العربية وبلغاريا. ودعوا إلى اعتبار هذا المؤتمر هيئة غير حكومية للتعاون الاسلامي المسيحي، في مواجهة الكراهية والتطرف الديني، وكذلك اعتبار هذا المؤتمر نواة بهذه الهيئة التي ستتسع مستقبلا لتضم شخصيات دينية وعلمية وسياسية من بلغاريا والدول العربية.