فيديو: قصة حارة سعودية اعتاد سكانها الإفطار مع بعضهم سنوياً
المدينة نيوز :- عاشوا ذكرياتهم في هذا الحي، وفرقتهم الحياة والدراسة والعمل فيما بعد، لكن مشاغلهم لم تؤثر على جمعتهم التي يقيمونها في رمضان. فمع كل عام يبادر أهالي حي “بقّي لي” بـ الطائف بجمع بعضهم البعض على مائدة إفطار بوسط الحي، وكان غالبيتهم ممن تجاوزت أعمارهم الثلاثين، قد التقوا على مائدة رمضان ليعيشوا حكايات وقصصاً مرت بهم بكل زاوية أو شارع أو حتى زقاق.
ويتساءل كُثر عن سر تسمية الحارة بهذا الاسم، رغم أنها جزء من حي الشهداء الشمالي، وهو من الأحياء العتيقة في محافظة الطائف، لكن قسماً من هذا الحي الكبير كان مختلفاً لاختلاف طبائع أهله، ولهذا ذاع صيته حتى إن أي زائر من أبناء الطائف يزور إحدى مناطق المملكة لابد أن يُوجه إليه هذا السؤال: “هل أنت من حارة بقّي لي؟
و”بقّي لي” جملةٌ عامية تعني بالفصحى “أبقِ لي”، “أي أبقِ لي قليلاً أو أعطني قليلاً”. فأصبح من الشائع أن سبب تسمية الحارة بـ حارة “بقّي لي” هو أن شبابها يقاسمون المارة في الشارع طعامهم وشرابهم، ولا يتحرجون من أن يطلبوا منهم كذلك بعضاً مما يأكلون أو يشربون.
ووفقا لموقع العربية نت استشرت هذه الثقافة وأصبح أبناء الحارة لا يتحرجون من تقاسم الأكل والشرب، فلو شاهد أحد منهم آخر يسير في الشارع، وهو يحمل في يده “منتو” أو “بليلة” أو شيئاً ما من العصائر، إلا وسارع إليه وطلب منه المشاركة في الأكل أو الشرب مردداً عبارة الحارة الشهيرة “بقّي لي بقّي لي”.
يذكر أن الحارة كانت تشتهر بكثرة الأولاد في شوارعها وأزقتها، فضلاً عن كثرة البائعين الذين كانوا يتجمعون في ساحتين من ساحاتها، وكانتا مكاناً للأولاد، حينها كان البائعون يبيعون أكلات تجذب انتباه الجميع، لذلك فإن من يشتري من هؤلاء البائعين سيجد أحد الأولاد بجواره قائلا له: “بقّي لي”.