هل توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل خلال أحداث الأقصى ؟

تم نشره الأحد 13 آب / أغسطس 2017 12:56 صباحاً
هل توقف التنسيق الأمني مع إسرائيل خلال أحداث الأقصى ؟
د.فطين البداد

حتى الإسرائيليون ، من بعض الكتاب والمراسلين الأمنيين والعسكريين الموثوقين أكدوا بان التنسيق الأمني بين السلطة وبين إسرائيل توقف تزامنا مع  أحداث الأقصى ، وإن كان قرار مثل هذا له تبعات قد تنعكس على وجود السلطة أصلا ، على اعتبار أن وجودها هو رهن بهذا التنسيق ، ونحن ، هنا ،  نريد أن نصدق ، لكي لا نظلم السلطة ، بأن التنسيق خفت وتيرته وقتذاك ولم يكن شاملا وكاملا كما كان قبل الأحداث ، أي أنه استمر ولم ينقطع .

 من ذلك ما كشفت عنه المصادر الأمنية عبر تسريبات للصحافة العبرية عن  اقتحامات أجراها الجيش الإسرائيلي في مناطق "  أ " وكذلك إعادة  جثامين لشهداء فلسطينيين ، وهي خطوات لا يمكن ان تتم إلا بالتنسيق بين ضباط الإرتباط من  الطرفين ، وأثناء أحداث الأقصى الأخيرة  .

فمن ضمن الدارج والذي بات قدرا مقدورا ، أن تقوم السلطة بإخلاء المناطق التي تتواجد فيها لتفسح المجال لقوات الإحتلال  للقيام باعتقالات ، ولقد نفذت قوات الإحتلال بالفعل خطوات من هذا القبيل بعد الإعلان عن وقف التنسيق العتيد وفق المصادر نفسها .

وإذا  لعبها الفلسطينيون " صح " كما يقال ، فإن عليهم إعادة التأكيد على مطالب لم تستمع إليها إسرائيل من قبل  ، وتعتبر بالنسبة لهم   مهمة للغاية وذات أبعاد شتى  .

 ومن بين هذه المطالب  على سبيل المثال إعادة الأمن الفلسطيني إلى معبر الكرامة ، وإعادة انتشار الشرطة الفلسطينية إلى ما كان عليه الأمر سابقا ، بالإضافة إلى الوقف النهائي للإقتحامات الإسرائيلية لمناطق " أ "  ومنح السلطة مساحات سيطرة  أكبر في مناطق " ب " و " سي " وغيرها .

بإمكان السلطة انتزاع مواقف إسرائيلية وأمريكية هذا الأوان : فالحليفان ترامب ونتنياهو  في أضعف حالاتهما : الأول بات يستجدي بيجين للضغط على بيونغ يانغ ، أما الثاني فموقعه كرئيس للحكومة بدأ يترنح ، وإذا كان هناك من حصافة ، فإن وقف التنسيق الأمني كليا يجب أن يكون هو الأصل  لأن في ذلك فرصة لن تتكرر ، دون أن يعني هذا أننا مع التنسيق الجزئي البغيض الذي هو في كل القواميس الوطنية  خيانة للقضية وشعبها ، ولكننا نتحدث هنا عن استحقاقات ضمن أوسلو الذي تعمل السلطة في هذه النقطة بالذات  تحت سقفه ، خاصة إذا علمنا بأن الليكود بدأ يبحث عن رئيس وزراء آخر بعد فضائح النتن ياهو  في ما ينسب إليه من رشا وفضائح  وغير ذلك من اتهامات قد تطيح به ، إن لم تكن  تودي به في السجن كما وقع مع  سلفه أيهود أولمرت .

وكما هو واضح ، فإن استمراء السلطة لوجودها السياسي في الضفة بفضل أوسلو الذي لم يعطها شيئا، ودوام  تنسيقها الأمني المجاني رغم كل جرائم الإحتلال كشف بأن هاجسها الوحيد هو بقاؤها حية على الأرض ، وإذا سأل الفلسطينيون :  ماذا أنجزت  من مشروع التحرير ؟  فإنهم لن يجدوا شيئا  ، سوى تحويل المظاهرات من غضب ضد إسرائيل بسبب الإحتلال  إلى غضب ضد السلطة بسبب تأخير الرواتب . 

د.فطين البداد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات