"زيارة الأقصى".. الأبعاد الدينية والسياسية في "عين على القدس"
المدينة نيوز:- أكد مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، الشيخ عزام الخطيب، أن زيارات السياح الأجانب غير المسلمين للمسجد الأقصى المبارك، كان مرحبا بها لغاية عام 2000، عندما كانت السياحة تحت إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية، لالتزامهم بالتعاليم وشروط الزيارة ولإدراكهم أن هذا المكان مقدس وله حرمة وخصوصية لدى المسلمين.
وبيّن الخطيب في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني، مساء أمس الإثنين، أن الحال تغير منذ عام 2003، حين اتخذت اسرائيل قرارا أحاديا وانفراديا بفتح باب المغاربة للسياحة دون تنسيق مع دائرة الأوقاف، وعبر ترتيبات سياحية اسرائيلية لا تلتزم بخصوصية المسجد، بهدف تزوير الرواية التاريخية للمكان.
وحذر الخطيب من أن اسرائيل تحاول فعلا تغيير كل المشهد في المسجد الأقصى المبارك، خاصة من خلال الاقتحامات التلمودية اليومية التي يقوم بها أتباع اليمين المتطرف ومنظمة أمناء جبل الهيكل، عدا عن السياحة التي يقودها مترجمون وأدلاء سياحة يهود يقدمون شرحا للسياح عن الهيكل.
من جانبه، أوضح المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، الدكتور وصفي الكيلاني، أن زيارة غير المسلمين للمسجد الأقصى موضوع قديم ومستمر منذ أواخر العهد العثماني وزمن المجلس الإسلامي الأعلى وحتى تاريخه، إلا أنها باتت في الفترة الأخيرة لا تخلو من المكر الاسرائيلي من خلال تسميم الرواية عن الأماكن المقدسة.
وأشار الكيلاني الى بعدين مهمين جدا، يتعلقان بطرح موضوع القدس من قبل الأردن في منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والأمم المتحدة، ما أدى الى قيام بعثات دبلوماسية بتنظيم زيارات لباحثين الى المسجد الأقصى، لتقصي الحقائق على الأرض، وكذلك البعد السياسي الذي تقوده دولة الاحتلال، وهو محاولة تحويل مفهوم الصراع على الأرض الى صراع ديني.
ويرى الكيلاني أن الرد المناسب من العالم الإسلامي هو تكثيف عدد القادرين على الوصول الى فلسطين والقدس الشريف، مشيرا الى أهمية الفتاوى التي صدرت بهذا الخصوص من الاتحاد العالمي للمسلمين، التي تقول ان الزيارة مندوبة ومستحبة للمقتدر ما أدى الى تدفق أعداد كبيرة من دول إسلامية وغيرها مثل تركيا وماليزيا وأندونيسيا والهند وغيرها.
وقال وزير القدس السابق في السلطة الوطنية الفلسطينية، ومسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر، إن الزيارات التي قام بها ممثلون لدول الاتحاد الأوروبي الى الحرم القدسي الشريف من خلال دائرة الأوقاف الإسلامية، يمثل بحد ذاته اعترافا واضحا بسلطة دائرة الأوقاف على الحرم، واعترافا بالدور الأردني في رعاية المسجد الأقصى المبارك.
وأعرب عبد القادر عن اعتقاده بأن هذه الزيارات تشكل ردا سياسيا ودبلوماسيا أوروبيا على الانتهاكات الاسرائيلية كونهم أكدوا قدسية ومكانة المسجد الأقصى، مشيرا الى أن الزيارات الميدانية تعطي فكرة عن الانتهاكات الاسرائيلية أكثر بكثير من التقارير والرسائل والبرقيات المرسلة للقناصل الأجانب، وتفضح الانتهاكات التي تحاول اسرائيل حجبها عن وسائل الإعلام.
فيما أكد وزير شؤون القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية عدنان الحسيني، أهمية التواصل مع السلك الدبلوماسي الأوروبي، لأن الذي يزور ويشاهد على أرض الواقع غير الذي يسمع ويقرأ، معربا عن أمله بأن تفضي هذه الزيارات الى رؤية حجم معاناة المقدسيين، ورفع تقارير الى بلدانهم لما شاهدوه.
وأشار وزير الاقتصاد الفلسطيني الأسبق وعضو مجلس الأوقاف، مازن سنقرط، الى الزيارة الثالثة لممثلي دول الاتحاد الأوروبي في فلسطين الذين ينسقون مع الحكومة الأردنية ووزارة الأوقاف ودائرة الأوقاف، مثمنا هذا النهج الجديد لأهميته في مأسسة العلاقة بين الأوقاف الإسلامية ممثلة ومشرفة على المسجد الأقصى المبارك، وبين هذه المؤسسات والهيئات الدبلوماسية الكبرى.
من جانبه، أكد ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين، أحمد الرويضي، أهمية اطلاع المجتمع الدولي في هذه المرحلة على الواقع، حتى يدرك العالم أن هناك خطرا حقيقيا يتهدد المسجد الأقصى المبارك بما يمثله من قيمة دينية لدى العالم الإسلامي.
وثمّن الرويضي دور دائرة الأوقاف الإسلامية في لقاءاتها مع ممثلي الدول الأجنبية المعتمدة في القدس ورام الله، من أجل أن يكونوا على اطلاع بشكل جدي وحقيقي على ما تمارسه حكومة الاحتلال من انتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك.
ولفت الرويضي الى أن هذه اللقاءات على المستوى الدولي داخل المسجد الأقصى المبارك، تشكل رسالة سياسية إعلامية مهمة جدا لها إيجابياتها، لأنها توصل الرسالة بشكل حقيقي من المتابعين يوميا على الأرض الى أصحاب العلاقة.
وبيّن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق، الدكتور هايل عبد الحفيظ، أن مبدأ زيارة المسجد الأقصى المبارك مشروع من حيث الأصل بنص الحديث الشريف، لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد، وذكر من هذه المساجد المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف في حديث لتقرير "القدس في عيون الأردنيين"، عندما يكون المسجد الأقصى تحت الاحتلال ينبغي أن يزيد التعلق به ويزداد التواصل معه حتى يبقى دائما في وجدان المسلمين، لأن الإيجابيات المترتبة من وراء هذه الزيارة أكثر بكثير من المفاسد التي يسميها بعض الناس (التطبيع)، وأنا لا أرى في هذه المسألة تطبيعا، بل العكس تنفيذا لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، بأن نزور مسجدنا ونؤكد حقنا الشرعي والتاريخي والسياسي والإنساني فيه.
من جانبه، قال مطران اللاتين في عمان، المطران وليام الشوملي، ان من المفروض أن تكون الأماكن المقدسة مفتوحة لأتباع كل الديانات، لأن الحج هو فريضة من الفرائض الكبرى التي تطلب من المؤمنين، وهو ركن من الأركان الأساسية.بترا