«دولة تحت الاحتلال».. ماذا بعد؟

تم نشره السبت 13 كانون الثّاني / يناير 2018 12:32 صباحاً
«دولة تحت الاحتلال».. ماذا بعد؟
ياسر زعاترة

بشّرنا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أن من القرارات المتوقعة للمجلس المركزي الفلسطيني الذي سيعقد غدا “تغيير طابع ووظيفة السلطة الوطنية الحالية وتحويلها من سلطة انتقالية إلى دولة تحت الاحتلال”.
ورغم ملاحظاتنا، وقبلنا وسوانا الكثير حول عقدة الدولة التي تحكّمت بالخطاب الوطني الفلسطيني منذ عقود، بدل التركيز على تحرير الأرض، وما ترتب عليها من مصائب منذ الاعتراف بقرار 242، وصولا إلى أوسلو، فإن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه فيما يتعلق بالقرار المشار إليه هو: ماذا سيترتب عليه، أعني فيما يتعلق بآليات التعامل مع الاحتلال في حال إقرار الصيغة؟
نفتح قوسا كي نشير إلى أن قرارات سابقة للمجلس المركزي لم توضع موضع التنفيذ وتم تجاهلها بالكامل، وفي مقدمتها وقف التعاون الأمني مع الاحتلال، لكن هذا الطرح الجديد يستحق وقفة رغم ذلك، لا سيما أنه يأتي عقب مسلسل من قرارات التصعيد الأمريكي الصهيوني، بدءا بقرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومرورا بقانون القدس الموحدة، وقانون (الليكود) بضمّ الضفة الغربية، فضلا عن مسلسل التهويد والاستيطان الذي يتصاعد على نحو مثير.
وحين نتحدث عن دولة تحت الاحتلال، فإن الأصل أن الحديث يجري عن دولة على كامل الأراضي الحتلة عام 67، وليس فقط المناطق التي تؤوي السلطة الحالية، والتي لا تتعدى عمليا 10 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية، فيما يعلم الجميع أن النسبة الأصلية هي 22 في المئة.
السؤال الذي يطرح نفسه على أصحاب هذا القرار هو: كيف ستتعامل الدولة الواقعة تحت الاحتلال مع من يحتلونها؟ مع أن السؤال الأفضل هو: كيف يتعامل الشعب الواقع تحت الاحتلال مع الدولة التي تحتل أرضه؟
هل سيتحول سلاح السلطة تبعا لذلك إلى سلاح يتصدى للغزاة الذين يدخلون ويخرجون يوميا كي يعتقلوا الفلسطينيين، وهل ستقر قيادة الدولة العتيدة بحق شعبها في التصدي للغزاة الذين يحتلون أرضه، أكانوا مستوطنين أم جنودا، أم ستواصل التعاون الأمني مع الدولة المحتلة ضد من يفكرون بمقاومتها؟
إن قرارا كالذي يتحدث عنه القوم يتطلب آليات جديدة مختلفة تعني الاشتباك مع كل رموز الاحتلال في أراضي الدولة العتيدة التي سيتم الإعلان عنها، ونبذ أي تعاون معها، وهذا يعني أن جميع رموز الاحتلال في أراضي الدولة هم أهداف مشروعة للمقاومين، وبكل الوسائل المتاحة، وليس فقط عبر المقاومة الشعبية، كما أن السلاح الذي يحمله رجال السلطة ينبغي أن يغير من عقيدته التقليدية التي بناها الجنرال دايتون، ويصبح حاميا للشعب وحائلا دون توغل قوات الاحتلال كل ليلة لاعتقال المقاومين، أو من يدعمون المقاومة.
هل لدى قيادة السلطة نوايا لفعل ذلك، أو أن القرار الجديد في حال تم اتخاذه سيوضع في الأدراج كما سبقه من قرارات، وستواصل السلطة السير وفق عقيدتها التي تم التأكيد عليها منذ العام 2004، بعد أن جرى الانقلاب عليها نسبيا خلال انتفاضة الأقصى، وصولا إلى عودة الاحتلال الكامل من جديد بعد عملية السور الواقي، ربيع العام 2003؟
إن توجها كهذا النوع يتطلب استراتيجية كاملة جديدة تتم بالتوافق مع كل القوى في الساحة، الأمر الذي يلتقي تماما مع فكرة الانتفاضة الشاملة التي ينادي بها جميع الشرفاء في الساحة الفلسطينية، فهل القيادة جاهزة لذلك؟ نتمنى من جديد، وإن ذهبت أمنياتنا السابقة على هذا الصعيد أدراج الرياح؛ مع الأسف الشديد بالطبع. 

الدستور 2018-01-13



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات