‘‘المرضى النفسيون‘‘ يعانون من ارتفاع أسعار الكشفيات والعلاجات

تم نشره الأحد 14 كانون الثّاني / يناير 2018 11:38 مساءً
‘‘المرضى النفسيون‘‘ يعانون من ارتفاع أسعار الكشفيات والعلاجات
شخص يعاني من اضرابات نفسية - ارشيفية

المدينة نيوز:-  تحرص أم خالد (اسم مستعار) على أن تتوارى عن الأنظار أمام بوابة إحدى العيادات الطبية المختصة بالعلاج النفسي في أحد المستشفيات الحكومية.
لا يقتصر الأمر على ذلك، بل تغطي وجهها بحجابها، خجلا وتحسبا من أن يشاهدها أحد من أقاربها، ويتحول الأمر لـ”وصمة عار” بحقها، خصوصا أنها تعاني من حالة نفسية عابرة تتطلب علاجا مؤقتا، ومن الممكن أن تتعافى بشكل تام.
أم خالد وغيرها من السيدات، ضمن 200 ألف “شخص” قاموا بمراجعة عيادات الطب النفسي في المملكة في العام 2016، كما بين مدير المركز الوطني للصحة النفسية، الدكتور نائل العدوان، والتي تتم في العيادات الطبية النفسية في المملكة، والبالغ عددها 49 عيادة موزعة على مختلف مستشفيات المملكة، منها أربع عيادات فقط تستقبل المرضى بشكل يومي، وأخرى تستقبلهم لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، وهناك عيادات تستقبل مرضاها يوما واحدا في الأسبوع ، وفق الغد . 
شعور أم خالد بالخجل وإخفاء وجهها عن المراجعين في المستشفى لم يأت عبثا، هو نتيجة قناعتها بنظرة المجتمع السلبية لمن يعاني من أي اضطراب نفسي قد يشعر به الفرد، خاصة أنها تسكن في منطقة تضم نسبة كبيرة من أقاربها أو جيرانها منذ سنوات.
الحرج وتجنب مواجهة الآخرين
الحرج وتجنب الآخرين خلال فترة مراجعة الطبيب النفسي، حالة متكررة لدى العديد من المواطنين، فهناك أشخاص لديهم قصص مشابهة، وأكثر تعقيدا في المجتمع.
فنرى الشخص الذي يعاني من اضطرابات نفسية يصبح “مختلفا ومنبوذا اجتماعيا” إلى الحد الذي قد يؤثر على العلاقات الاجتماعية لجميع أفراد الأسرة وليس على المريض فقط، وهناك العديد من العلاقات الاجتماعية التي انهارت بسبب وجود مريض في إحدى العائلات!
ومنها حال الثلاثيني محمود (اسم مستعار) الذي فقد حماسه للزواج مؤخرا، إثر تقدمه أكثر من مرة لخطبة فتاة، وتلقيه رد الرفض من عائلاتهم.
يفصح محمود عن السبب في عدم قبول طلبه من أهل العروس، وهو بعد السؤال عنه، والعلم بأن والده يعاني من اضطراب نفسي، ويتردد لعيادات الطب النفسي، على الرغم من أن والده لا يظهر عليه أي ردود فعل سلبية للمحيطين، بالإضافة إلى أنه متعلم ومثقف، ولكن تعرض لضغط نفسي دفعه لمراجعة الطبيب واتباع علاج معين.
يقول محمود: “الناس يتعاملون مع الموضوع بطريقة سلبية، خاصة عندما يطلقون مسميات غبر مرغوبة ومحرجة اجتماعياً، كمصطلح “مجنون”، الذي يُعرض العائلة للضغط النفسي والقلق والتوتر والانعزال عن المجتمع، عدا عن الضغط الاقتصادي للأسرة التي تضطر إلى شراء دواء غالي الثمن بين الحين والآخر للوالد، الذي لطالما كنت فخوراً به، وسأبقى كذلك”، على حد تعبيره.
وصمة اجتماعية تلاحق الأفراد!
يؤكد أخصائي علم الاجتماع، الدكتور حسين محادين، أن هناك ما يسمى بـ”الوصمة الاجتماعية”، والتي تظهر في المجتمع حول أي شخص قد يعاني من بعض الأعراض النفسية، والتي في المحصلة هي مرض عضوي كغيره من الأمراض التي يمكن أن يتخلص منها الإنسان بعد فترة من العلاج اللازم، لذلك يتطلب الأمر التوعية بأهمية معالجة القضايا النفسية بمعزل عن النظرة الاجتماعية الخاطئة.
ويطالب محادين بضرورة التوسع في زيادة عدد الأطباء النفسيين في مجتمع يعاني من تحولات سريعة في قيم الحداثة الفردية وضعف في قيم التكافل والتساند الاجتماعي التي كانت تلعب دوراً أكثر مما هو عليه الآن، بالإضافة إلى إيقاع الحياة المتسارع وارتفاع تكاليف الحياة من جانبها الاقتصادي، وعوامل أخرى أسهمت في إنتاج ما يسمى بـ”الاغتراب لدى الفرد”.
في حين يرى استشاري الطب النفسي والإدمان ومدير المركز الوطني للصحة النفسية، الدكتور نائل العدوان، أن هناك أسبابا إيجابية عدة أدت إلى زيادة أعداد المراجعين، كما يظهر في الإحصائيات المتوفرة لدى الوزارة، ومن أهمها زيادة الوعي لدى المجتمع بضرورة العلاج.
بالإضافة إلى هجرة المرضى للقطاع الخاص في العلاج النفسي والذي ترتفع فيه التكلفة العلاجية، وتطور الخدمات الصحية التي تقدمها الوزارة في هذه الجانب، والتي من أبرزها أن العلاج فيها للمواطنين “مجاناً”، وفق العدوان.
16 أخصائيا و45 طبيبا مقيما في عيادات الطب النفسي
ويشير العدوان إلى وجود 16 أخصائيا، و45 طبيبا مقيما في عيادات الطب النفسي، موزعين على المستشفيات العامة والمراكز الصحية الشاملة وحماية الأسرة ومراكز الإصلاح والتأهيل في المحافظات، مبينا أن الإحصائيات العالمية حول ذلك في العام 2012، بينت أن الأردن من أفضل الدول العربية في نسبة التغطية الصحية، بما يعادل 1.2 طبيب لكل 100 ألف مواطن، وتعد هذه من النسب المقبولة عالمياً.
ويلفت العدوان إلى أن هناك بعض المؤسسات الدولية التي تقوم بعلاج العديد من الحالات النفسية، كما في الهيئة الطبية الدولية التي تقدم خدماتها تحت إشراف وتعاون وزراة الصحة، والتي من شأنها أن تسهم في التخفيف من العبء على وزارة الصحة؛ إذ تقوم هذه المنظمة بتقديم العلاج والجلسات للاجئين في الأردن والسوريين على وجه التحديد، إلا أن الوزارة في اتفاقها مع المنظمة اشترطت أن يكون هناك علاج للمرضى الأردنيين في الأماكن التي تتواجد فيها هذه العيادات، والتي تقوم الوزارة بتوفير الغرف الطبية لهم.
وقد يعود العدد “المحدود” للأخصائيين النفسيين، بحسب العدوان، إلى الآلية التي يمر بها الطبيب حتى يصل لمرتبة أخصائي استشارة نفسية، فعلى الطبيب أولاً أن يتخرج من كلية الطب، ومن ثم سنة امتياز، ليكون مؤهلا للطب العام، ثم يمر بمرحلة تستمر لمدة أربع سنوات ليكون طبيبا مقيما في علاج الطب النفسي يتم خلالها تدريبه وإخضاعه لمجموعة من الاختبارات السنوية، ليحصل بعدها على البورد الطبي في العلاج النفسي.
وينوه العدوان إلى أمر مهم هو ضرورة أن يميز الفرد ما بين استشاري الطب النفسي، والأخصائي النفسي الذي لا يرتقي لدرجة “الطبيب النفسي”، ويكون قد تخرج من كليات الإرشاد النفسي فقط، وليس لديه المؤهل للعلاج النفسي الطبي.
أما مدير البرامج في الهيئة الطبية الدولية، الدكتور أحمد البواعنة، فقد أكد، في حديثه لـ”الغد”، أن الهيئة تقدم خدماتها في الأردن منذ العام 2008، ضمن 28 دولة في العالم، وتسعى إلى تحسين نوعية الحياة من خلال التدخلات الصحية والأنشطة ذات الصلة التي تبني القدرات المحلية في جميع أنحاء العالم.
انطباعات غير منصفة عن المريض النفسي
حالة أخرى تؤثر عليها نظرة المجتمع السلبية هي (ختام) ولديها طفلان، تعاني من حالة نفسية تضطرها إلى تناول أحد أنواع الأدوية مرتفعة الثمن، وبالرغم من نصح صديقاتها لها بمراجعة عيادة الطب النفسي في وزارة الصحة، إلا أنها امتنعت عن ذلك، بحسب إحدى صديقاتها التي تؤكد تعاطفها معها.
وعليه، يعتقد محادين أنه لا يمكن تجزئة علم النفس بمعزل عن علم الاجتماع، وحركة المجتمع التربوية التي تتعرض لها أسماعنا منذ الطفولة حول النفس والحالة النفسية، وما نشاهده عبر وسائل التلفزة المختلفة “ثقافة الصورة” التي تسهم ضمنياً في إعطاء انطباعات غير منصفة وغير علمية عن الطب النفسي وأن الحديث عن المريض النفسي فيه نوع من الإشهار وقد يحمل الوصمة الاجتماعية، ورسخ في الذهن الشعبي أن من يصاب بحالة نفسية هو شخص غير سوي.
هذه الصورة النمطية، كما يصف محادين، جعلت الفرد يتعامل مع المرض وكأنه مرض غير عضوي كبقية الأمراض، على أن الكثير من القضايا التي يرتكب فيها أشخاص جرائم يتم تبريرها بأنها حالة نفسية، رغم أن العلوم تشير إلى أن علمي النفس والاجتماع يبينان أن الدوافع للشخص وهواجسه لا تظهر على الملأ إلا من خلال السلوك المعبر عنها.
ويشير العدوان إلى أن هناك أحكاما اجتماعية سلبية تصدر بحق المريض النفسي، ويطلق عليه مصطلح “المجنون”، مبينا أن هذا المصطلح غير مقبول اجتماعياً ولا علمياً وينافي طبيعة الحالة النفسية التي يمر بها أي فرد، ولكن توارث ذلك المصطلح، جعل المريض النفسي ينعزل عن المجتمع.
الأمراض النفسية تهدد المجتمعات إن تأخر العلاج
كما يرى العدوان، فإن الأمراض النفسية تهدد المجتمعات وتزيد من نسبة الانتحار، في حال لم تتم المتابعة والعلاج، مناشدا الجهات المختلفة بأهمية التوعية، ومن أبرزها وزراة الصحة التي يقع على عاتقها تنظيم المحاضرات التوعوية في مختلف المؤسسات والدوائر المجتمعية.
ويضيف أن على وزارة التربية والتعليم أن توعي الأجيال المقبلة بضرورة أهمية العلاج النفسي وتقبل المريض في المجتمع وعدم نبذه وتحسين الصورة المجتمعية، من خلال المناهج الموجهة للطلاب، والحث على العلاج النفسي من خلال المرشدين النفسيين الموجودين في المدرسة، وتغييب “ثقافة العيب” في هذا الجانب.
ويشدد العدوان أيضا، على دور العبادة في هذا التوجيه المجتمعي، من خلال الخطباء والأئمة، بأن يكون الخطاب موجها للشباب، كأن تكون هناك توعية بخطورة المخدرات التي من شأنها أن تؤدي إلى حدوث حالات نفسية وجسدية مع الإدمان عليها، وأن يكون هذا الخطاب كذلك موجها للأهل في الوقت ذاته.
وينبه، من لجوء بعض الأشخاص للعلاج النفسي على يد المشعوذين، والذي له دور سلبي ومدمر على المريض وأسرته، مشيداً في الوقت ذاته بدور الإعلام الذي يعمل جنباً إلى جنب في التوعية الصحية والاجتماعية حول المرض النفسي.
ارتفاع أسعار “الكشفية”
عيادات الطب النفسي تتسم بارتفاع أسعار “الكشفية” مقارنة بعيادات القطاع العام، ما يعد سبباً في عزوف المرضى عن التوجه إليها. ويبلغ عددها، بحسب إحصائيات وزارة الصحة، 44 عيادة، موزعة كالآتي: 36 عيادة في عمان، و3 عيادات في الزرقاء، و5 أخرى في محافظة إربد.
في حين أن هناك “تسعيرة” محددة من قِبل نقابة الأطباء للكشفية التي تُدفع للطبيب في عيادات القطاع الخاص، والتي تتراوح بين 20 و40 دينارا، مع وجود هامش للزيادة بـ”10 دنانير”، إلا أن هناك تجاوزات من قبل بعض الأطباء، كما يؤكد مراجعون وأطباء كذلك من القطاع ذاته، والتي قد تتجاوز “الكشفية” لديهم بحدود الخمسين دينارا على الأقل، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الأدوية التي تُصرف للمراجع.
أخصائي الطب النفسي، في أحد مستشفيات القطاع الخاص، الدكتور علاء الفروخ، يرى أن ارتفاع أسعار مراجعات وكشفيات أطباء الطب النفسي مقارنةً مع باقي الأطباء في التخصصات الأخرى مرتفعة في مختلف دول العالم وليس فقط في الأردن، مبرراً ذلك للمجهود الذي يقوم به الطبيب وتعرضه للكثير من الضغوط في عمله لتعامله مع أمراض معقدة، بالإضافة إلى أن الطبيب يقضي وقتا طويلا مع المراجع له في العيادة، ويبذل معه مجهودا ذهنيا وجسديا كبيرا إلى أن يصل لمرحلة الشفاء.
ارتفاع بأسعار الأدوية
بيد أن الفروخ، أكد أن أسعار الأدوية المرتفعة هي شأن جهات أخرى لا علاقة للطبيب المختص بها، ولكن هناك خيارات وبدائل عن الأدوية مرتفعة السعر بأدوية لها المفعول ذاته تقريباً وأقل سعراً، وهذا يعود إلى المريض وقدرته على شراء الدواء المناسب له.
ويتمنى الفروخ، من المجتمع، أن يتخلى عن ثقافة العيب والخجل والخوف ومواجهة خطر تمادي الأمراض النفسية واللجوء للطبيب النفسي والتخلص من الاعتقاد بوجود وصمة عار على المريض، الذي من شأنه أن ينقذ حياته وحياة عائلته والمجتمع ككل.
الأمراض النفسية لا تقل عن 25 % بين أبناء المجتمع
ويؤكد الفروخ، أن نسبة انتشار الأمراض النفسية في مجتمعاتنا وفي العالم في تزايد مستمر، من خلال الأعداد المتزايدة للمراجعين في عيادات الطب النفسي.
وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة لنسبة المرضى النفسيين في الأردن، إلا أنه، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن الأرقام تبين أن شخصاً من كل أربعة أشخاص يعانون من أعراض لها علاقة بالصحة النفسية وبحاجة للمتابعة أو العلاج النفسي”، وهذا يعني أن 25 % من الأشخاص “مرضى نفسيون”.
وهذا ما يؤكده الدكتور الفروخ، الذي يرى أن الأمراض النفسية لا تقل عن 25 % بين أبناء المجتمع، وهم فئة بحاجة إلى مساعدة أو علاج ودعم نفسي بمختلف الأشكال، وعلى الأفراد أن يعوا ذلك بعيداً عن “العيب والخوف من الوصمة”.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات