يا ظريف الطول!

تم نشره الجمعة 19 كانون الثّاني / يناير 2018 12:18 صباحاً
يا ظريف الطول!
حلمي الأسمر

-1-
الحب، علامة من علامات الرفض، والنأي عن الامتثال لمشيئاتهم الخبيثة، كي نبقى منشغلين بهمومنا فلا نعي ما يدور حولنا من إحكام لحالة حصار الفرح، ومصادرة الراحة، ومساءلة كل من يسقط عاشقا في حب من يحب؛ لأنهم يفضلون ان نعيش حالة الكراهية، والبغضاء والمشاحنة، لأن من يحب ير الأشياء بصورة مختلفة، ويشعر أن الحياة تستحق أن تُعاش، وأن تتحسن ظروف عيشها، وهو في سبيل ذلك مستعد للدفاع عن مكتسباته في الحب؛ فلا يسمح لأحد بمصادرة فرحته، وهنا مكمن الخطر، وهنا تحديدا يصبح الحب خطرا عليهم، ويتعاملون معه باعتباره سلعة ملاحقة قانونيا، شأنها شأن المخدرات والسلاح الفتاك، الحب، يا ظريف الطول، يجلو الخلق ويهذب النفس، وهم يريدوننا وحوشا ننهش لحم بعضنا البعض، ونلهو عنهم بتعذيب أنفسنا، والبطش بكل من يفكر أن يحب، تارة باسم الدين، وتارة باسم الحفاظ على الأخلاق و»قيم المجتمع!» وأخرى بحجة الحفاظ على  الحياء العام من أن يخدش، وهل ثمة قيم للمجتمع، وخدش لحيائه أكثر من مصادرة كرامته، وقهره برغيف خبزه، واستعباده بوظيفة هي أشبه بما يقوم به ثور الساقية؟ هل ثمة إهانة أكثر من أن تُسلب الكبرياء والرغيف، إلا أن يكون مغمسا بتراب الذل وماء الوجه؟
-2-
كنت أنوي الكتابة في ألف موضوع وموضوع،، فإذا بي أذوب كقطعة سكر في فم الذكرى الدفينة، ذكرى أول همسة وقرصة ودعابة وكركرة، وأول قبلة تطبع على الجبين الخارج للتو من البيت الأول: الرحم، أيكون عبثا أن يسمى رحما؟ هل ثمة رحمة أكثر من دفئه وحنانه واحتضانه؟ أين هو الرحم البديل الذي يلم شعثك ونثارك وقد دخلت بتؤدة ووقار مشوبة بالرعونة والولدنة نحو الستين؟ من منكن يا نساء الأرض تمتلك رحما يتسع لكل هذه الكينونة المتسربلة بالمزاجية والتقلب والإيمان والضلالات والتوبات والكر والفر والأرق والقلق والحنين المزمن الأبدي إلى حضن أمه؟
ويحك يا ظرف الطول! إلى أين سحبتك الكلمات؟ أإلى بوح لا تستطيع الدفاع عنه، وأنت الطفل الكهل وأنت تقف على بوابة الأبدية، في نقطة التقاء برزخي، بين ما يزيد عن نصف قرن مضى.. وسنوات أو أيام أو ساعات تنتظر مضيها، مسكونة بذلك الموال الكوني الذي يقطر دمعا ودما وندى؟ -
-3-
داخل النص:
الحاء والباء/ قيل في تفسيرهما:  الحب : هو أن تحب، هو تلك المعادلة الصعبة السهلة، الحاء: حرارة، والباء : برودة، عندما يلتقيان فتشعر بتلك الصدمة، أو ذلك الحب !!
الحب قصة لا يجب أن تنتهى ..إن الحب مسألة رياضية لم تحل ..إن جوهر الحب مثل جوهر الوجود لابد أن يكون فيه ذلك الذي يسمونه  المجهول  أو  المطلق  ..إن حمى الحب عندي هي نوع من حمى المعرفة واستكشاف المجهول والجري وراء المطلق! (توفيق الحكيم/ زهرة العمر)..
 الحب هو تلك العاطفة السامية التي تجعلنا نتزوج وننجب الأطفال وننشئ الأسرة ، وفي ليالي الشتاء الباردة نجتمع حول المدفأة لاعنين في سرنا آباء الذي كان السبب !، آه يا حبيبتي، ألم يكن من الممكن أن نكون أسعد حالا لو لم يكلل حبنا بكل هذا النجاح؟  (محمد عفيفي)

الدستور 2018-01-19



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات