بعد اعتقال "ودنان".. هذه رسالة السيسي للصحافة والمعارضة

تم نشره الأحد 18 شباط / فبراير 2018 10:07 صباحاً
بعد اعتقال "ودنان".. هذه رسالة السيسي للصحافة والمعارضة
الصحفي معتز ودنان اعتقل عقب مقابلة مع هشام جنينة- أرشيفية

المدينة نيوز:- تزامنت تحركات برلمانية مصرية لتغليظ عقوبة نشر أخبار "تضر بمصالح الدولة في جهات خارجية"، مع اعتقال السلطات المصرية للصحفي معتز ودنان على خلفية إجرائه حوارا صحفيا مع المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي السابق.

إذ تقدم عضو البرلمان المصري، إيهاب غطاطى، مطلع هذا الأسبوع، باستعجال موقع من 60 نائبا، مناقشة تعديل سبق أن قدمه على المادة 80 من قانون العقوبات، الخاصة بنشر "أخبار من شأنها الإضرار بالدولة والتحريض عليها من الخارج"، لتصل العقوبة للإعدام.

وكانت العقوبة تكتفي بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر، ولا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وهذه الحالة التي تشهدها مصر تجاه الإعلام، رغم السيطرة شبه الكاملة عليه من جهاز المخابرات المصرية، أثارت تساؤلات عما يخشاه النظام القائم من الإعلام، رغم كل هذه السيطرة.

وكان الصحفي المعتقل ودنان كشف في اللقاء مع جنينة عن وجود وثائق لدى سامي عنان تدين السيسي وقيادات في المجلس العسكري.

من جانبه، قال الخبير في الحملات الإعلامية يحيى عبد الهادي، لـ"عربي21"، إن "النظام في مصر يعلم خطورة الإعلام على مخططاته، ما دفعه لمواجهة الإعلام منذ الساعة الأولى لانقلابه، ولذلك، فإن ما جرى مع الصحفي معتز ودنان والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ومن قبلهم الفريق سامي عنان والمستشار جنينة بمثابة رسائل يوجهها السيسي للصحفيين والمعارضين في آن واحد".

وأوضح أن السيسي "لن يسمح إلا بصوت واحد يؤيد ويدعم ويهلل له ولنظامه".

ورأى عبد الهادي أن "بصمات اللواء عباس كامل واضحة فيما جرى مع ودنان تحديدا، وهي رسالة كذلك للصحفيين الذين مازال لديهم ضمير رافض لما يجري في مصر، ويريد نقله للعالم من خلال الوسائل الإعلامية المتاحة"، وفق قوله.

وتوقع عبد الهادي أن "تزيد القبضة الأمنية تجاه الصحافة والإعلام، باعتبار أن هامش الحرية الذي كان يظن أن السيسي يستخدمه في تجميل صورته يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، كما حدث مع الانتقادات التي وجهتها لميس الحديدي وزوجها عمرو أديب لما جرى مع المرشحين المحتملين للانتخابات الرئاسية".

وأشار عبد الهادي إلى أن "السيسي ونظامه تعاملوا مع الإعلام على أنه رأس الحربة في حروب الجيل الرابع، بالتالي، كان الهدف هو تحويل الإعلام المصري لإعلام الصوت الواحد حيث لم يعد مسموحا بوجود أي أصوات معارضة أو حتى مستقلة بدليل حجب أكثر من (466) موقع إلكتروني مصري وعربي ودولي".

حرب الساعات الأولى

من جهته، قال الكاتب الصحفي ورئيس المرصد العربي لحرية الإعلام قطب العربي إن "السيسي بدأ عهده بغلق كل المنابر المعارضة من قنوات وصحف ومواقع، وترك بقية المنابر التي تناغمت معه والأخرى التي كانت جزءا منه، ولم يمر وقت طويل حتى بدأ يتخلص من بعض الوجوه الإعلامية البارزة التي تنتمي لمعسكر 30 يونيو، بإبعادها عن الشاشات بشكل مباشر أو غير مباشر".

ودفع الأمر بعض الإعلاميين للاستقالة، كما حدث مع يسري فودة وريم ماجد وبلال فضل وإبراهيم عيسى وتوفيق عكاشة، الذي كان يصف نفسه بمفجر ثورة 30 يونيو.

وتم منع مقالات لكتاب كانوا محسوبين على معسكر 30 يونيو مثل سليمان الحكيم وغادة الشريف وعلاء الأسواني وسيد حجاب ومعصوم مرزوق وغيرهم.

وأكد العربي أن الهاجس الرئيس للسيسي "كيف يسيطر تماما على المنظومة الإعلامية، كما سيطر على المنظومة الأمنية، فهو يدرك أن هذه المنظومة كانت سلاحا قويا لإسقاط حكم الرئيس مرسي، ويمكن أن تفعل الشيء ذاته معه".

وقال: "من هنا بدأت عملية السيطرة بإبعاد الوجوه الإعلامية ذات الشعبية والتي تتمتع بقدر من الاستقلالية".

وأشار رئيس المرصد العربي لحرية الإعلام، إلى أن الخطوة التالية للسيسي كانت الأكثر جذرية، وهي السيطرة الأمنية على القنوات نفسها، وتأسيس قنوات جديدة خالصة للمخابرات مثل "دي إم سي"، وشراء أخرى مثل "أون تي في" و"سي بي سي" و"الحياة" و"العاصمة" و"القاهرة والناس"، وبعض الصحف والمواقع مثل "اليوم السابع" و"الوطن" و"صوت الأمة" و"مبتدأ" و"دوت مصر".

وأضاف العربي أن السيطرة وصلت لحد وضع ضباط جيش وشرطة على رأس تلك القنوات أو ضمن هياكلها الإدارية لضمان التزامها التام بالخط السياسي، والقيام باتصالات يومية من ضباط المخابرات الحربية بمعدي ومقدمي البرامج لتلقينهم ما يقولون بشأن الأحداث المختلفة، وفق قوله.

وكان ذلك ظهر في تسريبات الضابط أشرف الخولي، التي أذاعتها قناة مكملين وقبلها صحيفة "نيويورك تايمز".



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات