التعديل الوزاري على حكومة الملقي

تم نشره الإثنين 26 شباط / فبراير 2018 01:07 صباحاً
التعديل الوزاري على حكومة الملقي
د. رحيل محمد غرايبة

عندما يحدث تغيير أو تعديل وزاري يصبح حديث الشارع والصالونات السياسية الأول، ويصبح مادة دسمة للمواقع الإخبارية التي تحاول استراق السمع من حول بعض الغرف المغلقة من أجل نسج الروايات المتوقعة التي تدور حول الخارجين والداخلين في التشكيلة الجديدة، وربما تدور ما نسبته 99% من الأحاديث والأقاويل حول الأشخاص والأسماء، ونسبة قليلة جداً تتحدث عن أفكار ورؤى وبرامج ومضامين حقيقية للعملية السياسية.
بعض المتحدثين وعددهم قليل جداً، يحاول ملامسة فكرة التعديل بطريقة تقترب قليلاً من  محاولات الفهم والافهام ومن الحد الأدنى للتعليل الذي يدور حول بعض المضامين وعناوين رئيسية ثلاثة؛ التحفيز الاقتصادي، وإصلاح القطاع العام، ومعالجة الظواهر الاجتماعية المتمثلة بظواهر السطو على البنوك والمؤسسات المالية، بالرغم من أنّ نسبة ما هو جديد في هذا الطرح لا تعدو 10% مما كان يطرح سابقاً، ويبقى السؤال قائماً ومعلقاً وهو المتعلق بصميم الموضوع  ويمكن صياغته على النحو التالي : أين دور الشعب الأردني بهذه المسألة؟ وهل الشعب معني بهذا الحدث على وجه التحديد ؟ وهل لهذا الحدث مساس في معيشة الناس ومستقبل وطنهم وأبنائهم؟.
الملحوظ في هذا السياق أن الدور الشعبي مغيب تماماً، سواء كان ذلك بشكل مباشر، أو غير مباشر، حيث يتم التعديل والتغيير دون مشاورات مع مجلس النواب، بكونه هو المؤسسة الشرعية الدستورية التي تمثل الشعب الأردني.
وفي الوقت نفسه لا يتم التشاور مع الأحزاب السياسية بوصفها أطراً شعبية سياسية  تجمع مجموعات كبيرة من أصحاب الرأي والخبرة أو من الذين يقتربون من ملامسة الواقع السياسي، كما نلحظ عدم التشاور مع القوى المجتمعية الأخرى على صعيد العمل النقابي أو المؤسسات الأخرى المنتخبة من قطاعات شعبية متعددة ومختلفة، كما لا يتم التشاور مع القوى العشائرية التي تعد البديل الواقعي للأحزاب في عمليات الفرز والانتخاب والتمثيل التي تجري على صعيد الانتخابات البرلمانية والبلدية ومجالس المحافظات.
إذا كان هناك غياب كبير وواضح لكل هذه المؤسسات والقوى والتشكلات السياسية والمجتمعية والمحلية، فتبقى الإجابة معلقة في كيفية الاختيار وطرق التشكيل وحقائق التغيير وأسرار التعديل.
يبدو من خلال هذا الاستعراض والاستقراء الملموس أن المعركة تكاد تكون منحصرة بمعسكرين  : البيروقراط  والنيوليبرالية واللذان يختفي من قاموسهما اللجوء إلى الانتخابات وصناديق الاقتراع .

الدستور 25 - 2 - 2018 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات