قاعدة المجرب لا يجرب وحكم البصرة

تم نشره الأربعاء 26 كانون الأوّل / ديسمبر 2018 08:26 مساءً
قاعدة المجرب لا يجرب وحكم البصرة
اسعد عبدالله عبدعلي

 سنوات مريرة ومتعبة وشديدة القسوة هي التي مرت على غالبية الشعب العراقي, بسبب فساد وعبث الطبقة السياسية الحاكمة, والتي حولت نهار العراق الى ليل شديد الظلمة, اضاعت العدل عن عمد, وهي تتبجح يوميا بالطهارة والعفة والتدين, لكن ثبت لكل ذي عقل انهم مجرد لصوص ودواعر وسفلة قد تمكنوا من السطو على كرسي الحكم في العراق!

وقد حاولت المرجعية الصالحة محاصرة الفاسدين, عبر جهود كبيرة وكثيرة, ونذكر هنا اطلاق جملة مباركة اصبحت فيما بعد كقاعدة سياسية مهمة, في عملية التغيير واقصاء الفاسدين, وهذه الجملة هي (المجرب لا يجرب), والتي كانت قاصمة لظهر جناح الولاية الثالثة, وساهمت بشكل كبير في تحقيق التغيير في قمة الهرم, ثم اصبحت قاعدة لكل الجماهير في عملية الانتخاب, بحثا عن اناس شرفاء لا يسرقون ولا يكذبون ولا يخونون, ولم تكن لهم مساهمة بحكم الفترة السابقة التي شهدت اكبر عمليات سرقة وفساد بتاريخ العراق الحديث.

محافظة البصرة تشهد صراع كبير بين جناحين سياسيين للهيمنة عليها, وهما الدعوة والحكمة, فاطلق كل واحد منهما حملة اعلامية صاخبة, بعناوين الاصلاح ومحاربة الفساد والقرار البصري, للتاثير على الراي العام.

وللتذكير فان اخر ثمان سنوات كانت البصرة بيد هذين الحزبين, "الدعوة وجناح الحكيم", وفاجعة البصرة تضخمت بشكل مخيف خلال هذه الثمان سنوات, حتى تحولت الى سرطان قاتل يصعب علاجه, ولا حل له الا بالاستئصال, فالفشل الذي جثم على البصرة علته ممن حكمها وعبث  بأموالها, فالأمر بيدهم وكانت اخر فضائحهم هروب الوزير الاسترالي "ماجد"! بعد ان انتشرت رائحته النتنة في كل العراق, فكان الهرب بغطاء سياسي, كي يكون بعيدا عن المسائلة ولكي تحفظ الاسرار عن الجماهير.

اعتقد لو نعود لقاعدة المرجعية الصالحة فاننا نرتاح من كل هذا الصخب, ويصبح الطريق واضحا, فالمجرب " الدعوة وجناح الحكيم", يجب ان لا يسمح له بالعودة لحكم البصرة, بعد الفشل الذريع في السنوات الثمان السابقة, والا اعتبر خروجا على راي المرجعية, واصطفاف ضد الاتفاق العراقي, وخنجر غدر بحق المرجعية الصالحة, ولو تم وصار الامر بيد احد هذين الفريقين السياسيين "الدعوة وجناح الحكيم" فانه يؤسس لتضعيف راي المرجعية, ويفتح الباب لرفض ما يطالب به السيد السيستاني, من اهمية ازاحة المجربين الذين ثبت فشلهم.

ملاحظة اخيرة حتى اذا قدم هذين الكيانين السياسيين " الدعوة وجناح الحكيم" اسماء جديدة, يجب ان ترفض, لان الاقصاء يجب ان يكون للكيان السياسي وليس للفرد, لان المشكلة ستبقى ما دام نفس الكيان السياسي هو من يقف وراء الاسم الجديد.

ننتظر ان تنتصر ارادة المرجعية الصالحة على ارادة الاحزاب في واقعة البصرة.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

العراق – بغداد

الايميل/ assad_assa@ymail.com

 

  



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات