السفير الياباني يحاضر بالجامعة الاردنية

المدينة نيوز:- وصف السفير الياباني في الأردن هيديناو ياناغي العلاقات اليابانية الأردنية بالمتميزة، تقوم على الاحترام المتبادل وتوافق الرؤى المشتركة بين الجانبين.

وقال في محاضرة ألقاها في كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية تناول فيها السياسة اليابانية في الشرق الأوسط والعلاقات الأردنية اليابانية، إن جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه كان له دور بارز في تأسيس علاقات الصداقة بين اليابان والأردن، عزز في بنائها جلالة الملك عبد الله الثاني مستشهدا بعدد مرات زياراته لليابان حيث وصلت إلى (7) زيارات، بالإضافة إلى زيارة أعضاء كلا الحكومتين المتبادلة.

وأضاف أنه استناداً إلى هذه العلاقة الوثيقة، فإن اليابان تعد ثالث أكبر دولة مانحة غير عربية بعد الولايات المتحدة وألمانيا للأردن، بقيمة إجمالية تبلغ حوالي (4) مليارات دولار.

وأكد السفير ياناغي في المحاضرة التي جاءت برعاية عميد الكلية الدكتور محمد القطاطشة، التزام اليابان في توثيق عرى التعاون مع الأردن منذ سنوات طويلة، وتقديم يد العون للأردن وشعبه في كثير من المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية والسياحية .

وأوضح السفير ياناغي دور اليابان في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام للأردن من خلال دعم صناعاته، مثل صناعة السياحة وخلق فرص العمل التي تسهم في التخفيف من مشكلة البطالة بين الشباب، ومساهمته في مجال الطاقة الكهربائية، وفي قطاع المياه عبر جملة من المشروعات الحيوية، مشيرا إلى أن اليابان مدد قرض سياسات التنمية كدعم لميزانية الحكومة الأردنية حتى الآن بقيمة 900 مليون دولار أمريكي.

وعرج السفير خلال المحاضرة التي أدارها استاذ العلاقات الدولية في الكلية الدكتور ناصر طهبوب، على جهود اليابان في الحد من مشكلة الفقر في الأردن وتقليل الفوارق الاجتماعية في ظل توسع التفاوت الاقتصادي بين الفئات الاجتماعية في الأردن، من خلال مشاريع مشتركة بمساعدة ( JICA ) الفنية ومن خلال المنظمات الدولية تسهم في تمكين الأشخاص الضعفاء اجتماعياً من النساء واللاجئين المعاقين، ودعم توظيف الشباب كقوة دافعة للاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي المستدام في الأردن.

وثمّن السفير باسم بلاده الدور الإنساني الذي يقوم به الأردن تجاه اللاجئين السوريين وتحمل تبعات اللجوء منذ اندلاع الأزمة السورية، وقال إن اليابان يدعم تعزيز مرونة المجتمعات المضيفة في الأردن، ويعمل على تخفيف العبء على الأردن في الخدمات الاجتماعية العامة مثل التعليم والرعاية الصحية والصرف الصحي للمياه، منوها أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا ، قدم اليابان مساعدات للأردن بأكثر من مليار دولار أمريكي على المستوى الثنائي وأسهم في أنشطة المنظمة الدولية في الأردن بحوالي 220 مليون دولار أمريكي.

وفيما يتعلق بعلاقة اليابان في منطقة الشرق الأوسط، قال السفير ياناغي إن منطقة الشرق الأوسط تعتبر منطقة مهمة توفر موارد الطاقة للعالم بما في ذلك اليابان، حيث يعتمد اليابان على النفط من الشرق الأوسط منذ عقود عديدة، لا يزال اليوم اعتمادها على النفط من هذه المنطقة أكثر من 85 ٪. لذا فإن استقرار الشرق الأوسط أمر حاسم بالنسبة لسلام واستقرار المجتمع الدولي ، بما في ذلك اليابان.

وأضاف أن الشرق الأوسط يواجه العديد من التحديات التي تزعزع استقرار المنطقة، مثل إطالة أمد الأزمة السورية، ووجود منظمات متطرفة وتدفق اللاجئين والنازحين داخليًا، وكذلك عملية السلام في الشرق الأوسط ، وأوضاع الحرب الأهلية في اليمن ، وليبيا، مشيرا إلى اتخاذ اليابان لسلسلة من التدابير للتعايش مع مجتمعات الشرق الأوسط تتعلق بمساهمة اليابان الفكرية والبشرية، ودوره في الاستثمار في الناس، وتعزيزه للجهود السياسية.

وفي السياق، أكد السفير ياناغي توافق الرؤى بين الأردن واليابان بخصوص عملية السلام وتنمية منطقة الشرق الأوسط، وقال إن اليابان يحرص على تعزيز ودعم الجهود المبذولة لإحلال السلام في المنطقة، ويرفض الإرهاب بشتى أشكاله وأنواعه، ويدعم حل الدولتين وتسوية القضية الفلسطينية من خلال المفاوضات بين الطرفين، مستعرضا جملة المشاريع التي يساهم فيها اليابان لدعم بناء الدولة الفلسطينية وتنميتها اقتصاديا.

وفي ختام المحاضرة التي جاءت بحضور سفيري سويسرا واليونان لدى الأردن والمسؤول السياسي في السفارة الأمريكية والمستشار الثقافي في السفارة الروسية، دار حوار موسع بين المحاضر والحضور من طلبة الدراسات العليا في الكلية، تخلله الإجابة عن عدد من الاستفسارات المتعلقة بحيثيات السياسة اليابانية مع الأردن وفي منطقة الشرق الأوسط في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.

وفي تصريح له، أكد عميد الكلية الدكتور محمد القطاطشة دور كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية في خدمة مصالح الدولة الأردنية على المستوى السياسي وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بطروحات الدولة الأردنية المتعلقة بالسياسة الدولية، مؤكدا انفتاح عزم الكلية الانفتاح والاستفادة من تجارب دول شرق آسيا وروسيا وليس فقط دول الاتحاد الأوروبي، واليابان أقرب مثال لذلك باعتبارها دولة محورية لها رؤية تهيمن على الاقتصاد العالمي والسياسي.

في حين رحب طهبوب خلال إدارته للمحاضرة بالسفير الياباني، وقدم تعريفا مختصرا عن سيرته الذاتية، مشيرا إلى أن الكلية لديها اهتمام بالغ في تطوير علاقاتها الأكاديمية مع المؤسسات التعليمية اليابانية ذات السمعة المرموقة، وأن انعقاد مثل هذه المحاضرات بشكل دوري واستضافة شخصيات ومتحدثين من أصحاب القرار والمؤثرين ينسجم مع توجهات ورؤية الكلية في الانفتاح على العالم وتوثيق الشراكات مع شعوبه سعيا منها إلى الارتقاء بمكانتها لتصبح الكلية الأولى بين مثيلاتها في منطقة الشرق الأوسط.