الحكومة والانتصار للمواطن: الداوء نموذجًا

تم نشره الأربعاء 19 حزيران / يونيو 2019 12:51 صباحاً
الحكومة والانتصار للمواطن: الداوء نموذجًا
د. مهند مبيضين

الظرفية الراهنة اليوم، تظهر أنّ حكومة الرزاز لم تعد عرضة للصراعات في بناء القرار، والطريق معبدة أمام الحكومة لاحداث حالة جديدة من الثقة مع المجتمع، وكل هذا يجعل الآفاق مفتوحة على علاقة افضل بين الحكومة والشعب وبصفة أقل توتراً.
والدكتور عمر الرزاز يبدو اليوم أكثر أريحية، لكن هذا لا يعني بأن الحكومة لن تمر بأزمات مقبلة، فالواقع اليومي قد يقذف بأي حدث ليكبر ويصبح له رأي عام حوله، ومن ذلك مسألة أسعار الدواء التي انتصر لها جلالة الملك ووجه الحكومة لاتخاذ اجراءات سريعة لتخفيف العبء عن الناس.
المؤتمر الصحفي الذي شارك به رئيس مؤسسة الغذاء والداوء، والذي جاء بعد دراسة للجنة متخصصة، فتم الاعلان فيه عن تخفيض اسعار أكثر من 1200 نوع من الدواء، كان حصيلة جيدة، لكن المؤتمر قيل فيه أن عدد الدول المرجعية في أمر التسعير قد زاد إلى 26 دولة، وكان قبل ذلك عددها ست عشرة دولة.
فأي دول تلك التي اضيفت، وهل كان التخفيض حقيقا أم كان نتيجة طبيعية للمراجعة السعرية؟ وفي المقابل هناك من يرى أن أدوية بعينها يستخدمها زارعوا الكلى غالية جداً، وهناك أدوية اخرى متعلقة بالامراض النفسية مرتفعة، وهناك أدوية السرطان أيضا.
السؤال ما هي الاخلاقيات التي تسمح للشركات بالربح الكبير الذي كشف عنه الجدل الاردني الأخير حول الأدوية، وكيف وصلنا إلى هذا الحال الربحي العالي جداً، ولماذا تنزعج الجهادت المعنية من النقد، ولماذا يكون الرفض للاعتراف بوجود خلل كبير يعطي ربحا للشركات بنسبة 40 % وللصيدليات بنفس القيمة وللحكومة 4 %؟
من المسؤول، ولماذا يترك الحال حتى يتدخل جلالة الملك؟ الجواب هو الرغبة بالربح ورفض النزول إلى مستوى آلام الناس وضيق العيش الذي هم فيه، وهذا امر يحتاج لاخلاقيات الحرف التاريخية التي كانت تضع الامانة والصدق وعدم الفحش في الربح في أعلى مراتب المهنة.
النقابات الحرفية في التاريخ الإسلامي، كانت متعقلة بحماية الحرفة من الفحش والانحراف والجشع، واليوم نحن احوج بكثير لتلك الممارسة التي نريدها كي تجعل الجميع جسداً واحداً، فهل من مستجيب؟
لقد كان هناك جهد جيد في الآونة الأخيرة من قبل الحكومة، التي لا بد لها من النجاح في حماية المستهلك، وفي ضمان علاج معقول له، والحكومة قادرة وبيدها كل القوة والحق لكي تمارس سطلتها على القطاع التجاري اينما كان ومهما كانت قوته.

الدستور 0الثلاثاء 18 حزيران / يونيو 2019.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات