مراقبون: إيران تريد ضربة محدودة تقوي موقفها ولا تسقطها
المدينة نيوز :- تدل كل المواقف والمؤشرات والتحركات العدائية لإيران أن ما وصفه الرئيس الإيراني حسن روحاني بـ"الصبر الاستراتيجي" على العقوبات بدأ ينفد، حيث قال مستشاره حسام الدين آشنا، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب إذا لم يكن يريد الحرب فيجب أن يخفف العقوبات.
وفسر مراقبون هذه التصريحات بأنها تعبر عن رغبة النظام الإيراني بالحرب المحدودة بهدف خلط الأوراق ورفع التصعيد إلى حافة الحرب دون الدخول بها بشكل مباشر لكي تضع إدارة ترمب تحت ضغط المجتمع الدولي والرأي العام الأميركي المناهض للحرب.
وقال آشنا في تصريحات الجمعة، إنه "إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يريد حربا مع طهران فعليه أن يخفف الحظر "، وذلك بعد تصاعد التوتر العسكري بين البلدين في أعقاب إسقاط إيران لطائرة مسيرة أميركية.
ونشر حسام الدين آشنا تغريدة على "تويتر" قال فيها: "الحرب والحظر وجهان لعملة واحدة. إذا كنت لا تريد حربا فعليك أن تفعل شيئا ما بشأن العقوبات".
وتشير التطورات خلال الأيام والأسابيع الأخيرة إلى أن إيران تخلت تماما عن سياسة "الصبر الاستراتيجي" وتدفع باتجاه زيادة التوتر مع الولايات المتحدة وبلدان المنطقة.
ويربط مراقبون إسقاط الطائرة المسيرة الأميركية على المياه الدولية وعلى بعد 17 ميلًا قبالة ساحل إيران تمهيدا للتصعيد العسكري كعمل استفزازي مباشر من قبل الحرس الثوري ضد القوات الأميركية.
و بالنظر إلى جميع المؤشرات الحالية، يزداد خطر الحرب نتيجة الضغوط الأميركية المتزايدة وتفاقم الأزمات الاقتصادية في إيران يوما بعد يوم.
وكانت الحكومة الإيرانية تتبنى سياسة الصبر بناءً على توصية الدول المتبقية في الاتفاق النووي، وكذلك بعض أعضاء الحزب الديمقراطي الأميركي الذين يوصون الإيرانيين بالانتظار لانتخابات أميركا العام المقبل على أمل خسارة ترمب وعدم تجديد ولايته.
ولكن مع سريان الحظر النفطي في مطلع مايو/أيار الماضي، والأزمة المالية للاستمرار في إدارة الدولة بالتزامن مع عجز في ميزانية تمويل دعم التدخلات العسكرية الإيرانية في دول المنطقة، بالإضافة إلى استمرار الاحتجاجات والإضرابات في الداخل، بدأ قادة النظام في طهران يشعرون باليأس من جدوى الاستمرار بالمقاومة والصبر الاستراتيجي.
وأدى هذا اليأس باتجاه تحريك وكلاء النظام في دول المنطقة لاستهداف أميركا وحلفائها، وكذلك التهديد بالخروج من الاتفاق النووي مع تعليق بعض الالتزامات ومنح فرصة للأوروبيين ستنتهي بعد حوالي أسبوعين ويعودون للأنشطة المحرمة دوليا إذا لم تنف مطالبهم في تجاوز العقوبات الأميركية ودعم إيران تجاريا.
ويتوقع الإيرانيون أن تؤدي الاستفزازات العدائية المستمرة إلى قيام أميركا بشن عمليات عسكرية محدودة، مثل الغارات الأخيرة لمعاقبة نظام الأسد بعدما استخدم الأسلحة الكيمياوية.
وبالتالي يرى النظام الإيراني أن الضربة العسكرية ستقويه وتضعه في موقف الضحية أمام العالم، وهذا ما يروج له من خلال لوبياته في الغرب وداعميه من بعض الدول الكبرى مثل روسيا والصين.
ويرى محللون أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يعرف هذه اللعبة جيدا، ولذا امتنع عن توجيه ضربات محدودة وفي نفس الوقت أكد على سياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدتها إدارته منذ عام، والتي أوصلت اقتصاد إيران إلى حافة الانهيار.
المصدر : العربية