تقرير : هذا ما يفعله حزب الله بالقرب من الحدود الاردنية والاسرائيلية

تم نشره الأربعاء 26 حزيران / يونيو 2019 11:41 مساءً
تقرير  : هذا ما يفعله  حزب الله بالقرب من الحدود الاردنية والاسرائيلية
جندي من حزب الله على مدرعة امريكية اعطيت للجيش اللبناني - عن موقع جي بي سي

 المدينة نيوز - : كتب افي يسسخاروف، محلل شؤون الشرق الأوسط في تايمز أوف إسرائيل أنه في وقت سابق من الشهر، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، أن طائرات إسرائيلية قصفت مواقع تابعة لمنظمة "حزب الله"على الجانب السوري من هضبة الجولان. وإسرائيل لم تعلق على هذا التقرير.

وأفاد التقرير أن أحد الأهداف كان موقعا في تل الحارة، وهو جبل يُعتبر نقطة استراتيجية تطل على مرتفعات الجولان، في حين كان الهدف الآخر في القنيطرة، بالقرب من معبر حدودي مع إسرائيل خاضع لمراقبة الأمم المتحدة، حيث أشارت تقارير إعلامية عربية إلى وجود موقع للدفاع الجوي السوري ومركز مخابرات تابع لحزب الله.

وتحاول المنظمة المدعومة من إيران إنشاء جبهة في الجولان السوري منذ سنوات، لكنها لم تكن في السابق قادرة على الحصول على موطئ قدم كاف لها في المنطقة. ومع ذلك، فإن استيلاء الرئيس السوري بشار الأسد على المنطقة الحدودية في الصيف الماضي أتاح للمنظمة المتحالفة مع النظام فرصة أخرى لمحاولة إنشاء البنية التحتية اللازمة التي يمكن أن تهدد إسرائيل بالقرب من الحدود.

الغارات الإسرائيلية المزعومة بالقرب من الحدود كانت حدثا نادرا. في الماضي استهدفت إسرائيل قرى وبلدات على حدود هضبة الجولان بعد اكتشافها لمحاولات من قبل إيران وحزب الله لإنشاء خلايا وبنى تحتية في المنطقة.

لكن الحادثة سلطت الضوء أيضا على واقع لم يكن من الممكن تصوره في الماضي في سوريا: مع تحول حزب الله إلى إحدى القوى الرئيسية التي تحدد التوجه العام في هذا البلد بعد سنوات من الحرب الأهلية، أصبحت قوات الجيش السوري الآن تتلقى أوامرها في بعض الحالات من المنظمة – وتساعدها على التجسس على إسرائيل.

يمثل حزب الله في الأراضي السورية مقابل الحدود الإسرائيلية استمرارا طبيعيا لنشاط المنظمة التوسعي في الشرق الأوسط (في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، من بين دول أخرى)، والحرب الأهلية تدور رحاها في سوريا منذ ثماني سنوات تقريبا.

النفوذ المتزايد للمنظمة ملحوظ على وجه الخصوص في منطقة جنوب سوريا بالقرب من حدود الاردن واسرائيل التي يطق عليها السوريون اسم "حوران". في نفس المنطقة التي انطلقت فيها الاحتجاجات ضد الأسد في مارس 2011 في مدينة درعا، نشأت الآن حالة يتلقى فيها جنود سوريون "توصيات" – والتي هي في الواقع أوامر – من قادة حزب الله.

ويعمل قسم من الجيش السوري الذي يسيطر على الجزء الجنوبي من البلاد عن كثب مع العديد من المستشارين من حزب الله، الذين يستخدمونه لأغراض مثل جمع المعلومات الاستخباراتية، وكذلك مساعدة المنظمة اللبنانية في الاستعداد لحرب متوقعة في المستقبل مع إسرائيل (وكذلك مساعدتها في التعامل مع المعارضة المحلية).

بعبارة أبسط، هذه القوات السورية تقوم الآن بخدمة منظمة حزب الله الشيعية في لبنان. لا بد أن والد بشار الأسد، حافظ الأسد، يتقلب في قبره: خلال فترته شن الأسد الأب حربا على حزب الله في لبنان، أسفرت عن مقتل المئات من أعضاء المنظمة.

كيف انقلبت الموازين؟ لقد كانت الحرب الأهلية، من دون شك، هي الحدث الرئيسي، حيث أصبح الجيش السوري يعتمد الآن على مساعدة حزب الله وإيران من أجل البقاء.

في وقت سابق من الحرب، عندما بدا أن نظام الأسد في الرمق الأخير، قام حزب الله بإرسال عدد من المستشارين إلى المنطقة كان هدفهم المعلن المساعدة في محاربة جماعات المعارضة في حوران. منذ ذلك الحين حدثت أمور كثيرة، وقبل نحو عام – مع حصول الأسد أيضا على دعم من الإيرانيين ومن القوات الروسية  بشكل خاص – أصبح واضحا أن المعركة على سوريا حُسمت: لقد انتصر النظام. لكن حزب الله لم يتوقف عند هذا الحد – وبدأ في تأسيس قواته بشكل دائم في جميع أنحاء سوريا، وبالأخص في القطاع الجنوبي منها.

لقد حدثت هذه العملية بقليل من التردد من جانب قادة حزب الله، وخاصة فيما يتعلق بالآثار المالية المترتبة على ترك قوات على الأراضي السورية. في النهاية، انتصر التفكير الاستراتيجي المتمثل بوجوب وضع قوات ضد إسرائيل على الجانب السوري من هضبة الجولان.

لكن كان يجب القيام بذلك سرا: في أعقاب التفاهمات التي تم التوصل إليها بين إسرائيل وروسيا، أصبح التواجد الإيراني وتواجد حزب الله محظورا لمسافة تبعد حوالي 80 كيلومترا عن الحدود السورية مع إسرائيل.

وبالتالي فإن “المقر الجنوبي” الذي يديره حزب الله في الوقت الحالي يعمل بشكل سري في المنطقة المعروفة بإسم حوران، وهو منظمة عسكرية بكل ما في الكلمة من معنى، تعمل مع عشرات اللبنانيين ومئات السوريين، معظمهم من منطقة حوران: بسبب الصعوبات المادية التي جلبتها الحرب معها، لم يجد حزب الله صعوبة في تجنيد عدد لا بأس به من المحليين لخدمة أهدافه.

تركز القوة التي يقودها القائد اللبناني منير علي نعيم شعيتو (الملقب بالحاج هاشم) الآن بشكل أقل على التهديدات في الداخل وبشكل أكبر بكثير على التهديد القديم: إسرائيل.

المقر الجنوبي يمتلك أسلحة تتضمن صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ قصيرة المدى قوية بشكل خاص لا يقل وزنها عن 250 كيلوغراما وتتمتع بفعالية في مدى يصل إلى حوالي أربعة كيلومترات. كان هدف هذه الصواريخ بداية ضرب أهداف تابعة للمعارضة، ولكن الآن يراد استخدامها لأغراض أخرى مثل تدمير قرى إسرائيلية في هضبة الجولان أو الجليل الأعلى.

الغرض من المقر الجنوبي هو جمع معلومات استخباراتية عالية الجودة عن الجانب الإسرائيلي من الحدود. المقر يعمل تحت رادار القوات الدولية ويبذل قصارى جهده لإخفاء مساراته. سعيا لتجنب الهجمات الإسرائيلية على قواته، يبذل حزب الله قصارى جهده لتمويه نشاطه، حيث أن عناصره لا يعملون بشكل علني، وقد جندوا قوات من الفيلق الأول التابع للجيش السوري لتقديم المساعدة لهم في عمليات المنظمة.

ويُعتقد أن المجموعة قد أقامت حوالي 20 موقع مراقبة على الجزء السوري من مرتفعات الجولان  قبالة الأراضي الإسرائيلية. كل موقع من هذه المواقع مجهز بجنود سوريين، يرافقهم غالبا عناصر من حزب الله، لكن في بعض الأحيان يكونون بمفردهم. يقوم هؤلاء الجنود بجمع المعلومات الاستخباراتية وفقا لأوامر حزب الله: التدريبات على الجانب الإسرائيلي، الروتين الأمني ​​اليومي، النشاط في القرى والمزيد، ويتم إرسال المعلومات إلى العديد من غرف عمليات حزب الله في هضبة الجولان السورية، ومن هناك يتم نقلها إلى المقر الرئيسي في لبنان و/أو إلى الإيرانيين.

بالإضافة إلى ذلك، يستخدم المقر الجنوبي التكنولوجيا في محاولة للتنصت على الجانب الإسرائيلي، عبر شبكات اتصال ووسائل أخرى.

في الوقت نفسه يواصل حزب الله بناء قدراته الهجوميه في الجولان. يقود هذه الجهود القيادي المخضرم علي موسى دقدوق، المعروف أيضا باسمه الحركي “أبو حسين ساجد”، وهو لبناني مطلوب في الولايات المتحدة بسبب هجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، من ضمنها التخطيط لهجوم في كربلاء في عام 2007 أسفر عن مقتل خمسة جنود أمريكيين.

بحسب وزارة الخزنة الأمريكية، شغل دقدوق منصب “قائد لوحدة قوات خاصة تابعة لحزب الله وقائد فريق حماية الأمين العام لمنظمة حزب الله حسن نصر الله”. وتم اعتقال دقدوق في عام 2007 وسجنه في العراق، لكن أطلق سراحه بعد خمس سنوات وأرسل إلى لبنان.

ويقود دقدوق وحدة عمليات بكل معنى الكلمة، والغرض منها هو العمل بشكل أساسي في حالات التصعيد على نطاق واسع وتنفيذ هجمات عالية الجودة. في شهر مارس، أعلن الجيش الإسرائيلي كشفه عن خلية جديدة لحزب الله بقيادة دقدوق تم تشكيلها في قرية حدودية على الجانب السوري من هضبة الجولان.

وفي حين أن الضباط القياديين في هذه الوحدة هم لبنانيون، إلا أن معظم عناصرها – الذين يصل عددهم إلى حوالي 200 عنصر – هم من السوريين، والذين تم تجنيدهم، من بين أماكن أخرى، من قرى درزية مثل حضر وعرنة في الجولان السوري.

التخوف الآن هو من أن يقوم ذراعا الاستخبارات والعلميات بتوحيد الصفوف: إذا قرر قادة حزب الله استخدام قوات دقدوق لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل من هضبة الجولان، فعلى الأرجح أن يفعلوا ذلك بالاعتماد على معلومات استخباراتية يوفرها المقر الجنوبي للحاج هاشم.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات