مهزلة وقف اطلاق النار في ادلب

تم نشره الأحد 04 آب / أغسطس 2019 12:56 صباحاً
مهزلة وقف اطلاق النار في ادلب
د.فطين البداد

من مهازل المواقف الروسية في سوريا ، أن موسكو اثنت على وقف اطلاق النار " المشروط " الذي اعلنه النظام في ادلب تزامنا مع انعقاد اجتماع استانا الاخير ، في موقف أقل ما يقال فيه إنه مكشوف ومفضوح و" عيب " ان يصدر من دولة عظمى ، عضو في مجلس الأمن .

ليس كاتب هذه السطور من يقول ذلك ، بل ممثل الامم المتحدة في مجلس الامن شخصيا ..

فقد قال وكيل الامين العام للامم المتحدة ومنسق القضايا الانسانية " مارك لوكوك " في جلسة لمجلس الامن قبل ايام : إن الروس يدعمون المذابح في سوريا ، ويشاركون فيها .

أضاف بأنه ومنذ ثلاثة شهور ترتكب المذابح في ادلب بدعم روسي ، في حين قال المفوض السامي لحقوق الانسان إنه وخلال ثلاثة شهور قتل 550 سوريا في قصف للنظام وقصف للطائرات الروسية ما ادى لوقوع مذبحة جديدة في ادلب في منطقة خفض التصعيد ، بينما قتل 100 سوري خلال اسبوعين في ذات المنطقة ، كاشفا عن قصف الطائرات الروسية والنظامية للمدارس والمستشفيات مع ان منطقة خفض التصعيد المتفق عليها ايرانيا وروسيا وتركيا تأوي 4 ملايين سوري تجمعوا من مختلف مناطق سوريا ابان فترات الترحيل الروسية المعروفة .

وللعلم ، فإنها المرة الاولى التي تتهم فيها الامم المتحدة روسيا " رسميا " بارتكاب هذه المذابح ، ولكن يبدو أن المعطيات التي توفرت هذه المرة كانت دامغة وغير قابلة للتشكيك أو أن وراء الأكمة ما وراءها .

وكما قلنا في استهلالنا لهذه المقالة ، فإن اعلان النظام " موافقته " على وقف اطلاق النار في ادلب يثير كل عبارات السخرية من نظام لا يملك لا " الموافقة " ولا " الرفض " ويفعل ما يؤمر من قبل الايرانيين والروس في أي ارض بسوريا وتحت اي سماء ، وجاء موقفه الاخير بعد الانتقادات الاخيرة .

والمهزلة الاخرى : ان موسكو اعلنت ترحيبها بالقرار " السوري " وفق ما جاء على لسان الموفد الروسي الخاص الى سوريا الكسندر لافرنتييف خلال مشاركته في الجولة الـ 13 من اجتماعات استانا .

وكما يبدو ، فإن سيناريو حلب لا زال على طاولة الروس في ادلب ، ولقد شاهدنا جميعا كيف أن الحملة الاخيرة على هذه المدينة كانت تحمل نفس البصمات ، حيث لا زال سلاح الجو الروسي المنطلق من مستعمرة " حميميم" يطبق تجربة " جروزني " ، التي تكررت في حمص وحلب والغوطة وغيرها .

كل الاصابع تلعب في سوريا ، وما لم يتم منح جميع المشاركين في المذابح من الشرق والغرب مضافا اليهم اسرائيل ، جزءا أو " وضعا " ما في هذا البلد العربي الذي دمره النظام وحلفاؤه ، فإن النزيف السوري لن يتوقف ، لا وفق أستانا ، ولا وفق جنيف ولا غيرهما ، فكيف إذا علمنا بان الامريكان يدفعون بمئات الاطنان من الاسلحة الى مناطق سوريا الديمقراطية ..

هل ستنتهي الأزمة السورية ، او الثورة السورية ، او الحرب السورية .. كلا بالطبع ، إلا اذا تحقق الشرط المذكور ،وهو تقسيم الكعكة حتى آخر حبة خردل فيها .

جى بي سي نيوز - الاحد 4-8-2019



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات