شعب واحد وقضية واحدة

تم نشره الإثنين 28 آذار / مارس 2011 03:06 صباحاً
شعب واحد وقضية واحدة
صالح القلاب

 

تكرر الادعاء بأن فلسطينيين وراء الأحداث الأخيرة في مدينتي درعا واللاذقية السوريتين وهذا بالطبع لا يمكن تصديقه حتى وان كان بعض المحسوبين على هذا الشعب المنثور في كل أرجاء الوطن العربي بل وفي كل العالم كله قد دفعتهم ميولهم وانتماءاتهم الحزبية والسياسية إلى الاصطفاف في هذا الاتجاه أو ذاك وهذا لا يقتصر على الشعب الفلسطيني وحده بل يمكن تعميمهُ على كل الشعوب العربية.

وحقيقة أنه استهداف مقصود أن يتم الزج باسم الشعب الفلسطيني كله في حادثة معينة حتى وان كانت هناك مشاركة من شخصٍ أو شخصين أو أكثر في مثل هذه الحادثة وهذا كان هناك مثله عندما شارك بعض الضباط الفلسطينيين الناصريين من منتسبي الجيش السوري في حركة جاسم علوان التي قام بها ضد بدايات حكم حزب البعث في عام 1963 فكانت تلك المشاركة الفردية حجة لقصف مخيم اليرموك بالمدفعية الثقيلة.

والآن فإنه قد لا يكون معروفاً أن تنظيماً يحمل اسماً فلسطينياً بقيادة ضابط سابق في الجيش السوري يقاتل إلى جانب كتائب القذافي بحجة التصدي لـ»عدوان إمبريالي» على دولة عربية.. فهل يعني هذا أن يتحمل الشعب الفلسطيني هذا الإثم وأن يدفع ثمن نزوات تنظيم أو منظمة أو حزب تورط في ما تورط فيه بدون استشارة هذا الشعب الذي مثله مثل كل الشعوب العربية فيه المنتمي إلى هذا الاتجاه أو ذاك لكن يبقى أن هؤلاء يشكلون أقلية لا يتحمل مسؤولية ما تقوم به الفلسطينيون كلهم.

وبالنسبة لنا في الأردن فإن ما يبعث على الاعتزاز والفخر هو أن الأردنيين الذين يُطلق عليهم وصف «من أصولٍ فلسطينية» لا يقلون انتماءً ووطنية وحباً للأردن عن إخوتهم وأشقائهم الذين يطلق عليهم وصف من «أصول أردنية» وهذا يتضح أكثر ما يتضح الآن في هذه المرحلة التي يشهد فيها الاستقطاب تأثراً بالحالة التي تسود في المنطقة العربية وضعية غير مسبوقة.

لا يوجد أي حزب ,من الأحزاب من الإخوان المسلمين ووجه عملتهم الآخر حزب جبهة العمل الإسلامي إلى الحزبيْن البعثييْن إلى الحزب الشيوعي إلى حزب التيار الوطني وحزب «حشد» وحزب الوحدة الوطنية وكل الأحزاب الأخرى, بلون واحد ثم وإن «الفرز» في هذه المرحلة بل وفي المراحل كلها لا يخدم إلاّ الذين يتربصون بالأردن كل الشرور والذين إن بقصد أو نتيجة التصرف الخاطئ وسوء التقدير يريدون دفن القضية الفلسطينية المقدسة فعلاً والتي هي قضية الشعب الأردني كله كما هي قضية الشعب الفلسطيني الشقيق والعزيز الذي هو الأقرب إلينا ونحن الأقرب إليه.

إن الاستقطاب الذي يشهده بلدنا الآن هو استقطاب سياسي تتشكل الانحيازات فيه على أساس المواقف والقناعات وربما المصالح الشخصية أيضاً وليس على أساس المنابت والأصول وهذا مع أن أصولنا كلنا واحدة ومنابتنا واحدة والدليل هو أن امتداداتنا من الغرب الى الشرق ومن الشرق إلى الغرب متداخلة وأن عائلاتنا وعشائرنا وقبائلنا ليس متشابهة فقط وإنما تحمل العناوين ذاتها والأسماء نفسها.

ولذلك فإنه علينا كلنا أن نفتح عيوننا جيداً وأن ندرك أن عنوان صمودنا ,في ما يمكن أن يكون ممر «ماراثون» هذه المرحلة الدقيقة, هو الوحدة الوطنية التي يجب أن نضعها في حدقات العيون والتي يجب أن نحميها من تسلل بعض المصطادين في المياه العكرة فنحن شعب واحد سابقاً ولاحقاً والى يوم القيامة ونحن كلنا أردنيون وفي الوقت نفسه كلنا فلسطينيون إذْ لا فلسطين بدون الأردن ولا أردن بدون فلسطين وهذه حقيقة تاريخية بقيت تتجسد على الأرض التي باركها الله في كتابه الكريم والممتدة من رمال شواطئ البحر الأبيض المتوسط في الغرب وحتى أقصى غدير ماء تنبت على حوافه زنابقنا الوطنية في آخر نقطة من صحرائنا الجميلة الممتدة نحو الشرق.(الراي)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات