.. ما يعرف عادة بـ”الشعب”!

تم نشره السبت 27 حزيران / يونيو 2020 12:28 صباحاً
.. ما يعرف عادة بـ”الشعب”!
إبراهيم جابر إبراهيم

الشعوب، أيضا، لئيمة!
ثمة تواطؤ مضمر بينها وبين حكوماتها في العالم الثالث.
تدرك هي الخاصرة الضعيفة للحكومات فتتجنب الضرب عليها، وتتحرش فقط بالجوانب التي لا تُخلّف جروحا فادحة أو كسر عظم!
ثمة اتفاق غير معلن بأن تستمر اللعبة، التي بدونها يضطر الطرفان لمغادرة الملعب، وترك ألقابهما العريضة في غرفة الملابس!
ينبغي أن تكون هناك معارضات صاخبة، وشعارات رائجة، وخطباء تمتلئ أشداقهم بالزبد… هذا ضروري جدا لتمارس الحكومات أعمالها!
يتوجب أن تتوافر حكومات بإيقاع مهيب، وبتسلط نسبي، وجبروت الى حد ما، وهذا أيضا ضروري جدا لتجد المعارضة مبررا لأن تبقى على رأس بياناتها!
هنالك تفاهم سري بين الطرفين، يخبئه كل منهما في جيوبه الداخلية،… مصلحة كليهما تقضي أن يبقى الاتفاق غير معلن، فشعبية أي طرف أتت من كونه يعارض الطرف الآخر!
ولو عرف الناس بأن وداً خفياً يجمعهما ففي ذلك مقتلهما معاً!
“البروباغندا” والجماهيرية الكاسحة والنجاح التعبوي في الشارع يقوم كله على فكرة وجود عدو، أو نقيض، أو خصم على الأقل!
لهذا تتكتم المعارضات، والحركات الشعبية دائما على اتصالاتها، وعلاقاتها بالنخب الحاكمة.
وهي -أي المعارضة- تكون في أحيان كثيرة المستفيد الأكبر، والأهم، من بقاء الحاكم حاكماً؛ حيث هي تجني الأرباح الهائلة جراء معارضته والتنديد به، وطرح نفسها كالملاك المنقذ!
وهي استراتيجيا لا تسعى للحلول مكانه، ففي ذلك خسارة عظيمة لها!
وإذا ما استدرجتها حسابات ما للانقضاض عليه فهي بالضرورة مضطرة وتغطي وجهها بيديها!
أما الحكومات، في العالم الثالث، فهي بخبث تُسرّب أحياناً شيئا قليلاً عن الغرام الخفي… بما يكفي لكي تحرق تلك المعارضات لدى قواعدها، ولتكشف زيف خطابها، وهذا في حال أرادت استبدالها بمعارضات جديدة!
في النهاية، الحكم والمعارضة في العالم الثالث، يحتاجان بعضهما كضرورة ومبرر بقاء… وكلاهما..
آخر الأمر يحتاجان لطرف ثالث يتلوان عليه ما يدعيان من حكمة؛ وهو الطرف الذي يعرف عادة باسم “الشعب”!

 

الغد 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات