مصير مفاوضات فيينا والملف النووي

تم نشره الأحد 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2021 12:06 صباحاً
مصير مفاوضات فيينا والملف النووي
د.فطين البداد

لا يمكن لأي مراقب مطل على المشهد أن يقتنع بالتصريحات التي تصدر هنا وهناك في ما يتعلق بالاتفاق النووي وما يجري تحت الطاولات في مفاوضات فيينا .

رجع الجميع الى بلدانهم على أن يعودوا الأربعاء أو الخميس هذا الاسبوع محملين بقرارات جديدة ، بعد أن تم إنهاء الاجتماعات مع الوفد الايراني بدعوى أنه لا يحمل صلاحيات .. هكذا قيل .

ولو لاحظنا التصريحات الأوروبية عقب انفضاض السامر الايراني مع مجموعة 4 زائد واحد ، لوجدنا بأن الاوروبيين وصفوا المباحثات بالمثمرة ، بينما ذهب الأمريكيون للتشدد ، لتتوالى التهديدات الأمريكية ، والمختتمة ، كالعادة ، بأن الحل مع ملف ايران النووي لن يكون إلا دبلوماسيا ، وهو ما يذهب كل هذه الجعجعات أدراج الرياح .

يركز الايرانيون على رفع العقوبات ، ويركز الآخرون على التخصيب والرقابة ووضع كامل الملف تحت الكاميرات والوكالة الدولية .. هي معضلات بدأت في العام 2003 ومن غير المنتظر أن تجد لها حلا خلال اسبوع من مفاوضات تهدهدها نسائم الرغبة المشتركة بعد أن ألقى إعصار ترمب باتفاق 2015 إلى الهاوية .

بل إن نتيجة الاتفاق الذي وافق عليه اوباما وبايدن وخامنئي ،آنذاك، كانت في بعض جوانبها معكوسة : فبدل أن يكون الأتفاق قد حسم مسألة نفوذ ايران في المنطقة وصواريخها وتخريبها وميليشياتها الطائفية ، وجدنا أوباما يخرج بلقاء صحفي يطلب فيه من العرب الموافقة على تقاسم النفوذ في المنطقة مع الايرانيين ، وجميعنا يذكر الغضب السعودي والخليجي أنذاك ، ونذكر بأن كل ذلك جاء بعد تحذيرات نارية كانت تطلق يوميا للضحك على العالم وعلى العرب بالذات ، وعلينا أن لا ننسى عقود الاوروبيين مع طهران والتي وصلت مئات المليارات عقب الاتفاق ، ولولا ترامب "المجنون " وللجنون حاجة احيانا ، لمضى اتفاق 2015 كما يجب ولانتعشت ايران وسيطرت بشكل مباشر على كثير من البلدان وبمباركة أمريكية واوروبية خالصة .

كل ما تريده الولايات المحدة هو الوصول لرقابة صارمة على الملف النووي ،لضمان عدم حصول ايران على القنبلة ، ولأن الايرانيين براغماتيون وأذكياء ، فإنهم لن يسمحوا للمفاوضات أن تصل لنقطة اللاعودة ، ونتوقع أن تنتهي باتفاق ما ،مع أن نكتة الموسم الدائمة : هي أن خامنئي أفتى بـ " حرمة " السلاح النووي " ! .

لقد كان بايدن ركنا أساسيا في اتفاق 2015 في عهد أوباما ، وهو رئيس الولايات المتحدة الآن ، ومن غير المنتظر أن يذهب إلى الحرب حتى لو أجرت ايران تجربة نووية .

جى بي سي نيوز 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات