مخاوف أمنية من "هجوم" جديد على الكونغرس الامريكي

المدينة نيوز :- لا تزال "مشاهد الحرب" حاضرة بقوة أمام أعين أعضاء مجلس النواب الأمريكي، حين اقتحم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول.

وبينما وضعت ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز أغراضها الشخصية على طاولة قبل المرور عبر جهاز كشف المعادن ودخول مجلس النواب الأمريكي، الأسبوع الماضي، قالت النائبة الديمقراطية عن نيويورك، وهي عضوة بالكونجرس منذ 2019 صراحة: "لم أشعر بالأمان أبدا هنا".

ويواجه الأمن في كابيتول ضغوطا لكل من المشرعين وضباط الشرطة الذين أقسموا على حمايتهم، حتى في وقت يتذكرون فيه التمرد العنيف الذي وقع العام الماضي وسط استمرار جلسات استماع لجنة 6 يناير/كانون الثاني.

وشاهد الأمريكيون مقاطع فيديو جديدة واستمعوا إلى شهادات عن "مشاهد الحرب" لأنصار ترامب المتطرفين وهم يهاجمون أفراد الشرطة الذين يفوقهم عددا، ويقتحمون الكابيتول ثم ينتشرون في أرجائه مرددين تهديدات ضد أعضاء الكونجرس، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وقال أوكاسيو-كورتيز العام الماضي إنها عاشت مواجهة قريبة بما يكفي في 6 يناير/كانون الثاني لدرجة أنها اعتقدت أنها ستموت.

وحتى مع عودة مزيد من الساسة والموظفين والسياح إلى كابيتول هيل مع انحسار جائحة كورونا، يتم التعبير صراحة عن المخاوف، في وقت انخفض فيه أعداد ضباط الشرطة وازدادت فيه التهديدات على الساسة بدرجة كبيرة، بما في ذلك ضد أعضاء لجنة 6 يناير الحزبية هذا الأسبوع.

وقال عضو الكونجرس الديمقراطي عن ولاية ميسوري، إيمانويل كليفر: "يوجد شخصان الآن في السجن الفيدرالي اللذان هددا حياتي.. آخر شخص حكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر لرغبته في قتل النائب ستيف كوهين وأنا".

وكان رجل من مدينة ماريونفيل بولاية ميسوري قد وجه تهديدات عنيفة وعنصرية هاتفيا، وتحدث عن تعليق المشانق لعضوي الكونجرس، بعد أعمال التمرد.

ويقضي رجل من كانساس سيتي في ولاية ميسوري حكما بالسجن 10 أعوام لمحاولته إلقاء قنابل حارقة على مكتب كليفر عام 2016.

وقال كليفر: "أقلق دائما بشأن الأمن.. أسير بأرجاء المكان هنا الآن وأنا أشعر بمستوى متوسط من الارتباك. عندما أرى الناس يفعلون أشياء غريبة أو يلتقطون شيئا ما، أقلق، كثيرون منا كذلك".

وفي الوقت نفسه، قال قائد شرطة الكابيتول، توماس مانجر، إن في السنة العادية تخسر القوة متوسط 80 ضابطا في التناقص الطبيعي للموظفين، مثل التقاعد أو تولي وظائف أخرى، لافتا إلى أنه "في العام التالي لـ6 يناير، شهدنا ما يقارب الـ250".

وتكاد تكون الوكالة أقل بـ20% عن عدد الموظفين الذي يريده مانجر، ويقود جهودا مضنية لتعيين وتدريب العديد من الضباط الجدد في أسرع وقت ممكن.

وأرسل مانجر رسالة بريد إلكتروني إلى ضباطه في 15 يونيو/حزيران يعرض عليهم منحة احتفاظ بالموظفين بقيمة 8 آلاف دولار إذا ظلوا بالقوة حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2023.

واعترفت رسالة البريد الإلكتروني بـ"تحديات" عمل الشرطة في مبنى كابيتول هيل منذ أحداث 6 يناير/كانون الثاني العام الماضي.

وقال مانجر: "لدينا الآن عدد ضباط أكثر مما كان لدينا منذ ثلاثة أشهر، وسيكون لدينا المزيد من الضباط بعد ثلاثة أشهر من الآن.. لذا الأنباء السارة هي أننا بدأنا التفوق على الاستنزاف".

ووضعت أجهزة كشف عن المعادن خارج غرفة مجلس النواب بعد هجوم الكابيتول، في ظل مزيد من الأجواء السامة هناك وحول مجمع الكابيتول هيل الأوسع نطاقا، مع وجود انقسام عميق بين المشرعين بشأن جميع جوانب التمرد تقريبا.

ويمكن رؤية صفوف طويلة في بعض الأوقات خارج مباني مكتب مجلس النواب بالجهة الغربية من الكابيتول بسبب التدابير الأمنية التي تتضمن تسجيل دخول الزوار وأن يصطحبهم موظفو الكونجرس.

وقال مانجر إن أعداد الموظفين كانت "أكبر مشكلة نواجهها"، وفي حين تمثلت الأولويات الأخرى في تحسين الاستخبارات، والتخطيط التنظيمي، والمعدات، والتدريب.

ومع النقص في عدد الموظفين، "تجاوزت" الوكالة الوضع بجعل الضباط يعملون لنوبات مضاعفة "وكانت هذه استراتيجية غير مستدامة. أقصد، كان الضباط منهكين".

وأوضح أنه أعطى الأولوية للتعيينات وأحرز تقدما في "إعادة الوكالة إلى مكانها"، وكان يحرز تقدما في "إعادة الوكالة إلى حيث يجب أن تكون"، والذي قاله إنه سيستغرق "بضع سنوات على الأقل".

وكالات