مناظرات قطر تعزز مهارات التواصل والنقاش بين الطلاب العرب
المدينة نيوز :- وسط أجواء من التنافس والحماس، تستمر فعاليات البطولة الدولية السادسة لمناظرات الجامعات التي ينظمها مركز قطر للمناظرات، عضو مؤسسة قطر، بالتعاون مع جامعتي الفاتح سلطان محمد وابن خلدون، في إسطنبول.
ويتألق في البطولة التي تعد حدثًا عالميًا يحتفي باللغة العربية كأداة لمناقشة أفكار وقضايا معاصرة، مجموعة من الفرق المتأهلة للنهائيات، حيث يستعد الطلاب للدخول في منافسة شديدة خلال نهائيات البطولة التي أقيمت يوم الأربعاء، ومن بينهم رها مهنّد خليفة، الطالبة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، والتي تشارك في البطولة اليوم، بكثير من الحماس والثقة، وبروح تنافسية عالية.
تقول رها:" نعيش اليوم تجربة جميلة وغنية، وأجمل ما فيها التعرّف على ثقافات أخرى وعلى زملاء من مختلف الدول العربية ما يعزز لدينا الشعور بالتلاحم والترابط، فداخل قاعة المناظرة نحن متنافسون ولكن خارجها، نحن أصدقاء"
وتتابع:"مع تأهلنا للنهائيات، نشعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، لقد تمكنا من المشاركة في هذه المناظرات بناءً على تأهلنا من البطولة الوطنية للمناظرات في الأردن، لذا، فنحن واثقون بأننا نمتلك المهارات اللازمة التي ستسمح لنا بالتميز، وإن كان هدفنا من المشاركة ليس الفوز، بل أن نكون جزءًا من حدث عالمي رائع، وأن نستكشف المزيد من وجهات النظر ما يصقل شخصيتنا ومهاراتنا".
وفقًا لرها، بعد كل مناظرة، هناك درس جديد تتعلمه، حيث أن مواجهة أي فريق قوي، تسهم في تحسين أداء فريقها، ورفع مستواه، كما أن الاستماع إلى آراء لجنة التحكيم ونصائحهم، يحفزهم على تقديم الأفضل في الجولات القادمة.
تقول رها:" هنا، نحن نتعلم الكثير، المواضيع الشيقة التي تطرح، التواصل مع لجنة التحكيم ومع الزملاء، وأحيانًا مع نظرائنا من دول غير ناطقة بالعربية، كل ذلك، يفيدنا ويوسع مداركنا، ويضفي المتعة على هذه التجربة التي ترافقنا تفاصيلها طوال حياتنا".
لأول مرة، تشارك زينب البلوشي، طالبة من الكلية العالمية للهندسة والتكنولوجيا- سلطنة عمان، في بطولة دولية للمناظرات، حيث كانت لها عدة مشاركات سابقة لكن على المستوى المحلي فقط، وهي تؤكد أن التواجد في مدينة كاسطنبول، تتميز بالتنوع والتاريخ العريق، وكذلك تضم عددًا كبيرًا من الناطقين باللغة العربية، كل ذلك جعل التجربة أكثر تشويقًا.
تقول زينب:" تتميز البطولة بوجود تناغم وانسجام كبير بين المتناظرين من مختلف دول العالم، كما أن تنوع مدينة اسطنبول يضفي نكهة خاصة على هذه الفعالية، نحن نختبر هنا أجواءً ثقافية ومعرفية واجتماعية ستترك أثرًا كبيرًا على مسارنا المستقبلي".
لدى زينب شغف بعالم الصحافة والسياسة والعلاقات الدولية، حيث تحرص على متابعة نشرات الأخبار، ولديها اهتمام خاص بالمناظرات، وهو ما دفعها لأن تشارك في البطولات التي تجرى محليًا في بلدها، أو البطولة الدولية لمناظرات الجامعات، باعتبارها مساحة للتعبير عن آرائها.
توضح زينب:" غالبًا حين نناقش، فنحن نعبر عن أفكارنا الشخصية، لكن، في هذه البطولة، قد نشكل جزءًا من فريق المعارضة أو فريق الموالاة، وهو ما يعلمنا تقدير الآخر، وتقبل أفكارهم ووجهات نظرهم مهما كانت مختلفة عن أفكارنا. التواصل مع الموالي ومع الخصم يعزز قيم احترام الرأي الآخر لدينا، كما أنه يغني مخزوننا اللغوي ويعزز مهارات الخطابة لدينا".
وتضيف زينب:" التناظر ليس مهارة نستخدمها فقط في البطولات، بل هي تنعكس على حياتنا الشخصية، حيث نتعلم الحوار باعتباره جسر التواصل مع الآخر، في وقت، تشتد حاجتنا فيه إلى التواصل وفهم كل الثقافات كي يكون العالم مكانًا أفضل للعيش".
وتختتم:" أنا فخورة بتواجدي هنا، وبكوني أمثل بلدي عمان، في بطولة دولية رائدة، وأشكر مؤسسة قطر على هذه المبادرة التي تحدث تغييرًا حقيقيًا فينا، وتجعل منّا أفرادًا أفضل".
