ميانمار.. تنديد دولي بتنفيذ المجلس العسكري إعدامات بحق ناشطين معارضين

المدينة نيوز :- أعدم المجلس العسكري في ميانمار 4 سياسيين وناشطين معارضين، بينهم نائب سابق من حزب الزعيمة المدنية السابقة أونغ سان سوتشي، في أول خطوة من نوعها منذ عقود، وأثارت هذه الإعدامات ردود فعل دولية منددة.

وأكدت السلطات العسكرية في ميانمار -اليوم الاثنين- إعدام المعتقلين الأربعة بعد إدانتهم بالمساعدة في تنفيذ "أعمال إرهابية"، وكانت قد صدرت بحقهم أحكام بالإعدام في جلسات محاكمة سرية في يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان الماضيين.

واستنادا إلى الجريدة الرسمية، اتبعت حوادث الإعدام هذه "إجراءات السجن"، من دون أن تتحدد ظروفها أو تاريخ تنفيذها.

وكانت صحيفة "غلوبال نيو لايت أوف ميانمار" ذكرت أن السجناء الأربعة أعدموا بعد اتهامهم بقيادة "أعمال إرهابية وحشية وغير إنسانية".

ومنذ الانقلاب العسكري في الأول من فبراير/شباط 2021 حكمت ميانمار بالإعدام على عشرات المعارضين للمجلس العسكري.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قبض على فيو زيا ثاو، النائب السابق في "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية"، من حزب أونغ سان سوتشي، وحكم عليه بالإعدام لانتهاكه قانون مكافحة الإرهاب.

وحكمت المحكمة العسكرية على الناشط الديمقراطي البارز كياو مين يو، المعروف باسم "جيمي"، بالعقوبة نفسها.

والسجينان الآخران اللذان أُعدِما متهمان بقتل امرأة اشتبها في أنها تعمل مخبرة لدى المجلس العسكري.

وقتل الجيش الحاكم أكثر من ألفي مدني واعتقل أكثر من 15 ألفا آخرين منذ الانقلاب، وفقا لمنظمة غير حكومية محلية.

ويواجه الجيش اتهامات بالإبادة الجماعية بحق أقلية الروهينغا، ويذكر أن 740 ألف لاجئ من عرقية الروهينغا المسلمة فرّوا من البلاد إلى مخيمات في بنغلاديش ودول الجوار، هربا من فظائع ارتكبها العسكريون وأعمال عنف على نطاق واسع وصفتها واشنطن مارس/آذار الماضي بأنها "إبادة جماعية".

تنديد دولي

وقد أثار إعدام الناشطين الأربعة وابلا من الإدانات الدولية والحقوقية.

فقد دان البيت الأبيض بأشد العبارات إعدام الناشطين، وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي -في بيان- إن الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات الإعدام الشنيع الذي قام به النظام العسكري في ميانمار لناشطين مؤيدين للديمقراطية وقادة منتخبين، حسب تعبيره.

ودعا مجلس الأمن القومي النظام في ميانمار إلى الوقف الفوري للعنف، والإفراج عن المعتقلين، والسماح بعودة سلمية إلى الديمقراطية.

وقالت الخارجية الفرنسية إن باريس تدين بشدة الإعدامات التي حدثت في ميانمار، في حين وصفت الخارجية الألمانية الإعدامات بالمروعة.

كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بهذا الفعل، ووصفه بالانتهاك الصارخ للحق في الحياة والحرية وأمن الأفراد.

من جانبه، قال زير خارجية هولندا إنه مصدوم ومذعور لإعدام الأربعة، وقال إن هولندا تعارض عقوبة الإعدام وتدين حوادث الإعدام هذه.

وفي السياق، دان رئيس الوزراء الكمبودي هون سين -الذي يترأس رابطة "آسيان"- إعدام الناشطين، وعبّر عن قلقه العميق إزاء ما يحدث في الدولة الجارة.

أما المتحدث باسم الخارجية الصينية فقال إن بلاده تدفع دائما جميع الأطراف في ميانمار إلى مراعاة مصالح البلاد والتعامل مع الخلافات في إطار القانون، مضيفا أن بلاده ملتزمة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وأكد خبراء حقوقيون في الأمم المتحدة في وقت سابق أن المجلس العسكري إذا مضى بقراره تنفيذ عمليات الإعدام بحق الناشطين المعارضين -وهي الأولى في ميانمار منذ عام 1988- فقد يكون ذلك بداية لسلسلة من حوادث الشنق.

وزعم الجيش حدوث تزوير في انتخابات عام 2020 التي فازت بها "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" بأغلبية ساحقة.

وأطيح بأونغ سان سوتشي في انقلاب عسكري فبراير/شباط 2021، وهي قيد الاعتقال حاليا.

ونقلت سوتشي (77 عاما) إلى سجن في نهاية يونيو/حزيران 2021 بعد وضعها رهن الإقامة الجبرية إثر الانقلاب.

وتواجه الزعيمة المدنية المخلوعة كثيرا من المحاكمات بتهم قد يصل مجموع عقوباتها إلى 150 عاما في السجن.

المصدر : الجزيرة + وكالات