المجلس العلمي الهاشمي الثالث يبحث في نهضة الامة وشروط انطلاقها

المدينة نيوز - مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، رعى وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية عبد الرحيم العكور الجمعة في قاعة المؤتمرات الكبرى في مسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين اعمال المجلس العلمي الهاشمي الحادي والستون (الثالث لهذا العام ) بعنوان " نهضة الامة : شروطها، مجالاتها ، آثارها ، معوقاتها" .
واشتملت محاور المجلس الذي اداره الدكتور وائل عربيات على تشخيص واقع الامة وسبل النهوض بها الى مستوى التحديات والتعامل مع المعيقات التي تواجهها في هذا المجال.
وشارك في فعاليات المجلس من جمهورية مصر العربية الداعية الاسلامي الدكتور محمد هداية ومن السودان رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي ومن الاردن استاذ الفقه الحديث والمدرس في الجامعة الاردنية الدكتور امين القضاه.
واستهل رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي حديثه حول النظرة الشمولية للكون والانسان والمياه وقال انني اشيد في هذا البلد الاردن الذي يقف على ثغر هام من تطور الامة كما اشيد بالحراك الفكري الذي اجده في كل زيارة للاردن حيث ان البلد يجمع بين الحسنيين الحراك الفكري والاستقرار وما ينتج عن ذلك بالاحساس بالمشكلة وابعادها مبينا ان اصول الانسان واحد والكون الذي نعيش فيه واحد والمصير واحد فالجميع اخوان اما بالطبيعة البشرية او بالايمان .
واضاف كيف نجعل هذا العلم صورة تليق بحقوق الانسان الذي بينه الوحي وكشف عنه الانسان ، وقال ان العولمة تخضع لمسائل ايدولوجية وهي تسعى للهيمنة وان العالمية هي التي تعترف بالمصلحة المشتركة والمصير الواحد وتقام على اساس العدالة.
وقال ان التوجه لتوحيد العالم اليوم حقق انجازات كثيرة على مختلف الاصعدة مشيرا الى ان النظام العالمي والعالم يهتم بالامن الا ان دولا معينة تسيطر على مجلس الامن وتتمتع بحق النقض مبينا ان هذا النظام ناقص.
وبين ان الحضارة الغربية التي ينقضها ثلاثة اشياء تتمثل في البعد الروحي والبعد الاخلاقي والبعد البيئي ،لان هذه الابعاد مهمة للنظرة الشمولية للكون والانسان حيث ان الانسانية لها ابعاد مادية وروحية موضحا ان الحضارة الاسلامية يوجد فيها جميع الابعاد السابقة ولكن بصورة جنينية في حضارتنا ولكنها قد قمعت ولم تؤت ثمارها لسببين الاستبداد والجمود الفكري ، وهذان السببان مسؤولان عن تخلفنا وان ما حققه الغرب من تقدم كان بدايته نور الحضارة العربية الاسلامية.
وبين الدكتور محمد هداية ان هناك الشعور بالحاجة للنهضة كما بين اثر عملية الاصلاح في اطالة عمر الامم في اطار نهضة الامة ، وقال ماهي النهضة حيث ان القرآن الكريم لم يستخدم هذه الكلمة مطلقا حيث انها كلمة عرفت عن العرب قديما في الشعر والنشر مبينا انه يجب ان نحذف من قاموسنا كلمة الاديان حيث ان كلمة الدين لا تجمع وان النصرانية واليهودية رسالات دينها وشرعها الاسلام.
واضاف ان نشر الدعوة التي بدأ بها الرسول عليه الصلاة والسلام هي نهضة وهي عكس التخلف وان النهضة هي مسؤولية المسلمين الذين تخلفوا عنها مبينا ان المكتبة الاسلامية لم تتطور منذ خمسمائة عام وفي لسان العرب كلمة النهضة تعني معنى لغوي واصطلاحي والمعنى اللغوي الطاقة والقوة والثورة على تخلف معاصر حيث ان المعنى الدقيق لهذه الكلمة ان كلمة نهضة اختص بها الفرخ اذا ما استطاع ان يقوم ويطير ،حيث انها بداية التحرك للتمرد على واقع متخلف مبينا انه لا نهضة للمسلمين الا من خلال كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، كما بين ان كل مسلم على وجه الارض يجب ان يحكمه الدين في كل افعاله واقواله.
وتحدث الدكتور امين القضاة عن شروط النهضة المتعلقة بالانسان والتراب والوقت ،وقال ان العالم شهد في القرن الاخير تغييرات كبيرة منها الثورة التكنولوجية والتحول في اساليب الصراع بين القطب الواحد مبينا ان الحضارة تساوي الانسان والتراب والوقت وان الامة تعيش واقعا مؤلما متخلفا ولا بد لها من النهوض .
واضاف ان الانسان هو العامل المهم في المشروع الاسلامي لذلك لا بد ان يكون هناك تغيير في منهجه واسلوبه وواقعه.
وحضر المجلس امام الحضرة الهاشمية سماحة قاضي القضاة الدكتور احمد هليل وعدد من الوزراء والاعيان والنواب والقضاة الشرعيين وكبار ضباط القوات المسلحة والامن العام والدفاع المدني وقوات الدرك وسفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين لدى المملكة والمدعوين.
يشار الى ان المجلس العلمي الرابع والأخير لهذا العام سيكون بعنوان فقه الواقع : ضوابطه وأصوله.(بترا)