متطلبات رمضان والعيد ومستلزمات المدرسة تثقل كاهل اولياء الامور

المدينة نيوز- آثرت شريحة مرتفعة من الأسر في محافظة الطفيلة تأمين احتياجاتهم اليومية من المواد التموينية والسلع الرمضانية على شراء مستلزمات العام الدراسي الجديد مؤجلين مستلزمات ومشتريات العيد والمدارس لقادم الأيام وفق ما أبدوه . وفيما إلحاح الأطفال وطلبة المدارس على ذويهم لتجهزيهم بملابس العيد ومستلزمات الدراسة من حقائب وقرطاسية أصبح أولياء الأمور يتعاملون مع معادلة معيشية ومصفوفة مطالب ذات أرقام وعناصر طبيعية اختلطت مكوناتها بين الضروريات الأساسية والثانوية في ضوء رواتب متآكلة وسيولة نقدية ضعيفة وموجة غلاء طالت مختلف أنواع السلع .
المواطن أبو خالد قال " لقد أصبحت في معترك وحيرة بكيفية تسير أوضاعي المالية لأسرتي المكونة من تسعة أفراد من أين ابدأ بتوزيع راتبي المحدود الذي سيوجه على مطالب واحتياجات تفرقت على غذاء الأسرة في رمضان ومستلزمات العيد والمدارس وأجرة المنزل وأقساط بنكية .
وتشير المواطنة أم قصي ولديها ستة أبناء أيتام براتب ضمان اجتماعي ورثته عن زوجها المتوفى ، قدره 150 دينارا إنها اضطرت إلى تأجيل مشتريات المدارس من ألبسة وزي مدرسي وقرطاسية لحين انقضاء رمضان ، كونها لا تملك ما يكفيها لشراء تلك الاحتياجات الأساسية في ضوء ارتفاع الأسعار ، ورفض التجار بيعها بالتقسيط فيما وصفت خيبة أملها عندما طلبت من احد تجار الألبسة بيعها بالتقسيط فرفض لترجع مع أطفالها لمنزلهم بحزن ممزوج بحسرة الفقر ومرارة الحياة وشح إمكاناتها .
مقابل ذلك اعتبر رب أسرة معوزة تلك المشتريات من الألبسة سواء للعيد او المدارس كماليات ثانوية كونه لا يكاد يتمكن من توفير قوت يومه لأولاده الصغار حيث سرق الفقر والعوز بهجة أبناءه بلباس جديد للعيد ، وفرحة العودة للمدارس .
ويجد المراقب للحركة الشرائية في الطفيلة تركيزا ملحوظا على شراء المواد الغذائية ضمن أولى الأولويات في الأيام الرمضانية التي تزامنت مع بدء المواطنين بتأمين نفقات العام الدراسي الجديد سواء لطلبة المدارس والجامعات .
وتشير توقعات التجار بان تتجه الحركة التجارية بنشاط متواضع خلال الأسبوع الحالي نحو محلات النوفتيه والمكتبات ومحلات الألبسة مع صرف الرواتب ، مؤكدين بان سد جوع الأسرة في أيام الصوم لا يمكن تأجيله مقابل توفير ألبسة ومستلزمات مدرسية يمكن توفيرها في وقت لاحق .
وفي الوقت الذي يؤكد فيه أصحاب محلات الألبسة وبيع القرطاسية ومستلزمات الدراسة بان موجة الغلاء وارتفاع أسعار الألبسة والقرطاسية من مصادرها ادت الى تراجع نسبة الإقبال الى نحو 50 بالمئة عما كانت عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي ، يشير مواطنون بان جيوبهم خاوية وقدرتهم الشرائية عاجزة عن تلبية المتطلبات اليومية المتزايدة من الاحتياجات المتنوعة والملحة ، مرددين المثل الشعبي " العين بصيرة واليد قصيرة " .
وفي محافظة الطفيلة التي سجلت المرتبة الثالثة في نسبة الفقر بين محافظات المملكة وفق دراسات دائرة الإحصاءات العامة للعام 2008 بنسبة وصلت إلى 21.1 بالمئة ، وبتوزيع نسبي بلغ 2.2 بالمئة ، و نسبة بطالة بين الإناث ارتفعت إلى 31،6 بالمئة ، وبين الذكور نحو 19 بالمئة ، بسبب قلة المشروعات الإنتاجية والاستثمارية، فان مطالبات شعبية متزايدة تنادي بضرورة إنعاش القطاعات التنموية في المحافظة عبر مشروعات اقتصادية وإنتاجية وتشغيلية وسياحية لإخراجها من بوتقة الفقر والبطالة التي انعكست (بترا)