انطلاق فعاليات المؤتمر الفلسفي العربي

تم نشره الخميس 18 آب / أغسطس 2022 01:18 مساءً
انطلاق فعاليات المؤتمر الفلسفي العربي
المؤتمر الفلسفي العربي

المدينة نيوز :- انطلقت صباح اليوم الخميس في قاعة رم بالجامعة الاردنية بعمان، جلسات المؤتمر الفلسفي العربي الحادي عشر تحت عنوان "الفلسفة والعلم".

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي رعى حفل افتتاحه وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وقدم لها استاذ الفلسفة في الجامعة الاردنية الدكتور توفيق شومر، قال رئيس الجمعية الفلسفية الاردنية الدكتور ماهر الصراف ان المؤتمر يستمد أهميته من نوعية البحوث المقدمة فيه، مشيرا الى أنه لا كينونة للفلسفة بلا علم ولا كينونة للعلم بلا فلسفة.
ولفت الصراف في المؤتمر الذي نظمته الجمعية الفلسفية بالشراكة مع قسم الفلسفة بالجامعة الاردنية وبالتعاون مع الجمعية الفلكية الاردنية والجمعية العربية للفيزياء والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ويستمر ثلاثة أيام، إلى أنه إذا كان ثمة وصف دقيق على العلاقة بين العلم والفلسفة فهو الجدل، ذلك أنهما متمايزان عن بعضهما أشد ما يكون التمايز، ومتداخلان أشد ما يكون التداخل، وهذه سمة أساسية من سمات الجدل.
وأشار إلى أنه رغم مشروطية الفلسفة بالعلم الا ان العلم ليس المحدد الوحيد لخطابها، وليس الفضاء الوحيد المهيمن عليها طوال مسيرتها.
وثمنت النجار في كلمتها بالجلسة الافتتاحية، جهود القائمين على المؤتمر والإبقاء على حضور التفكير العلمي الناقد، لافتة إلى أنه "دون تعميق وجود العلوم الإنسانية والفلسفة لا يمكن تعميق وجودنا في الحضارة العالمية".
واشارت إلى العهود الزاهرة في الحضارة العربية الإسلامية حينما كانت الفلسفة حاضرة بقوة، مشيدة بدور الجامعة الاردنية التي تحتضن أساتذة علم وفلسفة وتعمل على تجديد طرح السؤال والعلاقات بين مختلف العلوم.
وقالت، نحن في الأردن لدينا القدرة لتقديم الكثير، مؤكدة ان الاردن قادر على الإبداع والابتكار و تجديد نفسه دائما.
وفي كلمته نيابة عن رئيس الجامعة قال نائبه لشؤون الكليات الانسانية الدكتور أحمد مجدوبة، إن كوكبة متميزة من العلماء والباحثين والدراسين يشاركونَ في هذا الملتقى البهي، وأمامَهم الكثيرُ فيما يخصُ مناقشة الفلسفةَ والعلم والعلاقاتِ المتشابكة والمتشعبة بينهما، للخروجِ برؤى دقيقة وعميقة يفيدُ منها الجسمُ الأكاديمي والمجتمعُ والإنسانية.
واشار إلى أن الجامعة الأردنية اتخذت قراراً حكيماً وصائباً عام 2016 بإدراج "الفلسفة والتفكير الناقد" ضمنَ متطلبات الجامعة الإجبارية إيماناً منها بأن هذه المادة ستكسبُ جيلَ الشبابِ المهارات الأساسية التي يحتاجونها أثناء دراستهم وفي حياتهم وفي سوقِ العمل، لأن المهارات التي يكتسبُها الطلبة من الفلسفة تحديدا والإنسانيات عموماً، هي التي لها الدورُ الحاسمُ في نجاح الفرد في حياته وعمله.
ولفت إلى أنه في ظلِ الخطابِ العام المهيمنِ على الساحة والذي يتسمُ بعضه حتى لا نقول معظمه بالسطحيةِ والتعميماتِ الجارفة والعواطفِ الجياشة وأنصافِ الحقائقِ والسوداوية، متسائلا "أين دورُ الخطابِ الفلسفيِ العميق ودورُ العقل في فضاء سيطر فيه (المؤثرونَ) الجدد، الذين تبوأوا الصدارة وأخذوا يقودونَ المشهد ويوجهونَ دفة السفينة نحو المجهول؟".
وقال "في زمنٍ داهمتنا العولمة وأخذتنا على حين غرة، وصدّرت إلينا كلَّ ما هبّ ودب (إضافة إلى القليلِ النافع بالطبع) بدأ بعضُنا أو معظمُنا، يتلقفُ كلّ أو جلّ ما يصدّرُ إلينا، وتحولنا في الغالبِ الأعم إما إلى منبهرينَ أو مندهشينَ أو مستقبلينَ ومتلقين ومستهلكين أو مناكفين أو محبطين، نسألُ، وفي نسأل: أين صوتُنا في المشهدِ العالمي، أين خطابُنا المنافِس، أين فكرُنا الذي يُبهرُ أو يُدهشُ الآخرينَ ويجعلُهم يتلقونهُ ويتلقفونهُ كما نتلقى ونتلقف؟"والقى شخصية المؤتمر المكرمة المفكر الدكتور هشام غصيب كلمة أعلن فيها عن استحداث جائزة الباحثة الراحلة الدكتورة حياة الحويك عطية للدراسات الثقافية والمنبثقة عن مؤسسة حياة الحويك للدراسات الثقافية، مستعرضا مسيرة الباحثة الحويك في مجالات البحث العلمي الدقيق والصارم والإعلام والأدب والفكر والسياسة والثقافة والترجمة .
وفي ختام الجلسة الافتتاحية سلمت النجار والدكتور المجدوبة درعا تكريميا لشخصية المؤتمر الدكتور غصيب كما تسلم غصيب منحوتة مهداة من المهندس عيسى حدادين احد أبرز داعمي الجمعية الفلسفية والمؤتمر.

وشارك في الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر الفلسفي الحادي عشر، والتي ترأستها عضو الهيئة الإدارية في الجمعية الفلسفية الأردنية الدكتورة لينا الجزراوي، الدكتور محمد الشياب من جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في ورقة حملت عنوان: "الحداثة والتأسيس لوعي عقلاني علمي من منظور هشام غصيب"، والدكتور همام غصيب في ورقة حملت عنوان: "أشتات مجتمعات في فلسفة العلم" وقرأها بالنيابة عنه رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار السكجي، وذلك لتعذر حضور صاحب الورقة لأسباب صحية.
وتناول الدكتور الشياب في ورقته الخطوط العريضة لمشروع المفكر الدكتور هشام غصيب الفكري، لافتًا إلى أن المفكر غصيب يعتبر الحداثة مشروعًا فكريًا فلسفيًا متجهًا نحو المستقبل أي التحرر والتقدم والذي يتيح للمجتمعات العربية تجاوز تأخرها الحضاري والانخراط في حركة تاريخ الكون.
وتحدث عن مفهوم الحداثة لدى المفكر غصيب وجدل العلاقة بين العلم والفلسفة وفلسفة التنوير والتي بحسب غصيب أساسها العقل والعقلانية.
أما الدكتور السكجي الذي قرأ ورقة الدكتور همام غصيب، فأشار إلى أنها تحمل عنوان اشتات لأنها بحسب صاحب الورقة شذور متناثرة شتى، باعتبارها مجتمعات تنضوي تحت مظلة واحدة: فلسفة وعلم، مشيرا إلى أن الدكتور همام غصيب اقتبس هذا العنوان من كتاب معروف للكاتب الكبير محمود عباس العقاد والمعنون اشتات مجتمعات في اللغة والأدب.
وفي الجلسة الثانية من المؤتمر الذي استضافت يومه الأول قاعة رم في الجامعة الأردنية، وحملت عنوان "العقل والانسان" وترأستها أستاذة الفلسفة في الجامعة الدكتورة دعاء علي، شارك كل من رئيس الجمعية الفلسفية الدكتور ماهر الصراف بورقة حملت عنوان: "التداعيات الفلسفية للفسيولوجيا الدماغية" والدكتور موفق محادين في ورقة حملت عنوان: "فلسفة الديالكتيك كصمام أمان إنساني للعلم" والمهندس المختص في الذكاء الاصطناعي جهاد ابراهيم بورقة حملت عنوان: " الطريق من الذكاء الاصطناعي إلى الوعي الاصطناعي".
وتحدث الدكتور الصراف في ورقته عن التداعيات الفلسفية التي أفرزها علم الفسيولوجيا الدماغية في العقود الأخيرة بفضل القفزات الهائلة التي تحققت في العقود القليلة الماضية.
وقال: "لربما تكون العلاقة بين الثورة الفسيولوجية الدماغية والفلسفة أقوى من أي علاقة أخرى مع العلوم لأن تطور الفسيولوجيا الدماغية مرتبط ارتباطا مباشرا بتطور معرفتنا للعقل البشري والذي يشكل موضوع الفلسفة بتجلياتها كافة.
وبين أن معرفة دماغ الإنسان هي المعول عليها لمعرفة خفايا سلوكه والمحركات الكبرى التي تحركه من خلال علم الأعصاب أو البيولوجيا العصبية.
أما الدكتور محادين، فقال إنه في الأزمنة الراهنة من عالم المالثوسية والداروينية الاجتماعية والليبرالية المتوحشة وما بات يعرف بـ(ما بعد الإنسان) ومن بين المقاربات المعروفة في الفلسفة تنحاز ورقته إلى مقاربة الفلسفة الماركسية كنهج نقدي إنساني كما تنطوي هذه المقاربة بحد ذاتها على مقاربة الفلسفة كفضاء لتيارات عديدة متناقضة تعبر عن خلافاتها انطلاقا من الإنسان وكسر اغترابه كقيمة أساسية وليس تكريسه تكنولوجيا من خلال فلسفة ما بعد الإنسان.
ولفت في ورقته إلى أهمية البحث عن قواسم مشتركة للفلسفة من أجل رسالتها الموضوعية التي تضع حدا لاختطاف العلوم والتكنولوجيا وتفريغها من المضمون الإنساني الحقيقي.
فيما قدم المهندس إبراهيم شرحا للمبادئ الأساسية لعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي من حيث قدرتها على التعرف على الأنماط والربط بين البيانات والتقنيات المستخدمة والتي تشمل خوارزميات التعليم الألي والتعليم العميق والشبكات العصبية.
وتحدث عن مفهوم "الوعي" من خلال النظريات المختلفة التي تتعرض له، مشيرا إلى محورين رئيسين الأول: أن جوهر الوعي هو وعي الذات، وأن هناك درجات متفاوتة للوعي تتدرج بين الكائنات والأجهزة مستقبلا طبقا لمقدار وعيها لذاتها، وثانيا: أن هناك مجموعة من المكونات لما اصطلحنا على تسميته وعيا أهمها الإحساس واللغة والإرادة والتفاعل البناء والعاطفة وغيرها.
ولفت إلى أن آليات الذكاء الاصطناعي غير قادرة على تحقيق جميع ما ذكر سابقا كون بعضها يعتمد على أسس غير قابلة للاحتساب رياضيا.
وشارك في الجلسة الثالثة التي حملت عنوان: "العلوم الإنسانية والفلسفة"، وترأستها عضو الهيئة الإدارية في الجمعية الزميلة الدكتورة آمال الجبور، شارك كل من الدكتور صالح سالم من السعودية بورقة حملت عنوان: "الفلسفة والعلم إلى أين"، والدكتورة سلطنة فرحات من ليبيا بورقة حملت عنوان: "احتياج العلم للفلسفة وتعزيز الروابط بينهما"، والدكتور تيسير أبو عودة من جامعة عمان الأهلية بورقة حملت عنوان: "نقد الحداثة وفلسفة التقدم".
وقال الدكتور سالم في ورقته إن قفزات العلم التجريبي أضحت أقوى من قفزات التنظير الفلسفي، مشيرا إلى أن الإنسان أدخل دماغه إلى المختبر فنقل الشيء الذي يفلسف به الدماغ إلى المختبر ليحل محله وليكشف للفلسفة كيف يمكن للدماغ أن ينتجها فانبهر الدماغ الذي يتفلسف من ذاته، لكنه لم يزل في مراحل تفلسفه ومايزال للفلسفة مكان يقبع في الوعي.
ورأى أن العلم التجريبي المختبري حينما يواجه الفلسفة ويصل إلى إجابتها فإنه يعمل ضمن ربط تنظيري متقارب بل يصل حد الاحتكام بين العديد من مجالات العلم كالفيزياء والفلك والأحياء، مشيرا إلى أن العلوم تنطلق من نظريات كبرى شمولية يسعى العلم من خلالها للوصول إلى "نظرية كل شيء".
ولفتت الدكتورة فرحات إلى أن الفلسفة اعتمدت منذ قرون إلى توجيه النظر إلى القضايا الأولي التي شغلت ومازالت تشغل العلماء، إذ أن الفلسفة سبقت إليها حتى وصل العلم إلى ما وصل إليه.
ورأت أنه مهما كانت من أهمية للتحولات التي طرأت على العلوم وتطورها، فقد كان للفلسفة (ومايزال) دورا فيها، مبينة أن الفلسفة تفتح التفكير في كل عصر على قضايا جديدة تواكب ذلك العصر، داعية إلى تعزيز دور الفلسفة في ظل التحولات الراهنة.
ويواصل المؤتمر جلسات يومه الثاني صباح غد الجمعة في المنتدى العربي بعمان وفي يومه الثالث السبت في مدينة مأدبا.
--(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات