تدخل وراء الكواليس للسيستاني.. أخمد غضب الصدر في العراق

تم نشره السبت 03rd أيلول / سبتمبر 2022 01:39 مساءً
تدخل وراء الكواليس للسيستاني.. أخمد غضب الصدر في العراق
صورة للمرجع الشيعي العراقي علي السيستاني وسط بغداد

المدينة نيوز :- منذ اشتعال الاشتباكات العنيفة في العراق يوم الـ 29 من أغسطس الماضي عقب إعلان الزعيم الصدري، مقتدى الصدر، اعتزاله العمل السياسي، لم يصدر أي تعليق عن المرجع الشيعي الأعلى في البلاد علي السيستاني.

إلا أن للرجل النادر الظهور أو التعليق أصلاً اليد الطولى على ما يبدو، في إطفاء حريق "القتال" الذي اندلع بين أنصار التيار الصدري الذين نزلوا في ذلك اليوم إلى وسط بغداد، وبين مسلحي الحشد والإطار التنسيقي.

وراء الكواليس

فقد أكد أكثر من 20 مسؤولاً حكومياً ومصادر شيعية مطلعة أن موقف السيستاني من وراء الكواليس نزع فتيل كارثة محدقة.

وأشاروا جميعا إلى تدخل حاسم للسيستاني، الذي لم يشغل قط منصبا سياسيا رسميا، لكنه يعتبر أكثر رجال الدين نفوذا في النجف، المركز الديني الشيعي بالعراق، بحسب ما نقلت رويترز.

تنديد بالاضطرابات

في التفاصيل، كشف المسؤولون أن مكتب السيستاني أوضح للصدر أنه ما لم يتوقف عنف أتباعه، فإنه سيندد بالاضطرابات.

وقال مسؤول بالحكومة العراقية "بعث السيستاني برسالة إلى الصدر، مفادها أنه إذا لم يوقف العنف فسيضطر إلى إصدار بيان يدعو إلى وقف القتال، وهذا من شأنه أن يجعل الصدر يبدو ضعيفا، وكأنه قد تسبب في إراقة الدماء بالعراق".

في حين لم تؤكد ثلاث شخصيات شيعية مقرها النجف ومقربة من السيستاني أن مكتبه بعث برسالة صريحة إلى الزعيم الصدري. لكنهم قالوا إنه كان من الواضح للصدر أن السيستاني سيتحدث قريبا ما لم يوقف الاضطرابات.

بدوره، رأى مسؤول موال لإيران في المنطقة أنه لولا مكتب السيستاني لما عقد مقتدى الصدر مؤتمره الصحافي الذي أوقف القتال.

عبر مكتب السيستاني

لكن مع احتدام المعارك المسلحة في وسط بغداد، والتزام الصدر الصمت قرابة 24 ساعة، حاولت شخصيات دينية شيعية من جميع أنحاء العراق إقناعه بالتهدئة. وقال مسؤولون في إيران ولبنان إن شخصيات شيعية في البلدين انضمت إلى تلك الجهود، وأضافوا أنه تم توجيه الضغوط على الصدر عبر مكتب السيستاني في النجف.

فيما أوضح مسؤول حكومي أن "الإيرانيين لم يتدخلوا بشكل مباشر، لأنهم يدركون رد الفعل القوي المناهض لنفوذهم في البلاد، لذا يحاولون التأثير على الأحداث من بعيد".

خيانة

إلى ذلك، أجمع بعض المراقبين على أن أعمال العنف التي اندلعت الأسبوع الماضي، أتت على خلفية اعتزال الصدر الذي كان غاضباً من "اعتزال رجل الدين كاظم الحائري، الذي يعيش في إيران الحياة العامة وإغلاق مكتبه بسبب تقدمه في السن"، في خطوة غير مسبوقة فعليا في تاريخ الشيعة.

وفي إعلانه عن اعتزال الحياة العامة، ندد الحائري بالصدر لتسببه في انقسامات بين الشيعة، ودعا أتباعه إلى إطاعة المرشد الإيراني، علي خامنئي.

ما دفع الزعيم الصدري إلى التلميح بأن استقالة الحائري جاءت بضغط من طهران.

تعليقا على تلك الجزئية، أوضح عضو بارز في التيار الصدري، أن الصدر كان غاضبا. وقال "الحائري كان المرشد الروحي له، لذا اعتبر بيانه خيانة تهدف إلى سلب شرعيته الدينية كزعيم شيعي، في وقت يصارع فيه الجماعات المدعومة من إيران على السلطة".

كما رأى مسؤولون في التيار الصدري في النجف أن هذه الخطوة تعني أنه كان على الصدر الاختيار بين طاعة الحائري، واتباع خامنئي، أو رفضه وربما إغضاب شخصيات أكبر سنا في حركته كانت مقربة من والد الصدر.

وبدلا من ذلك، أعلن انسحابه من الحياة السياسية تماما، وهي خطوة دفعت أتباعه إلى النزول إلى الشارع.

بدورهم أكد عدد من الخبراء في الشأن الشيعي أن تحرك الحائري بدا مريبا في السياق العراقي، حيث التلميحات إلى التدخل الإيراني شديدة الوضوح.

يشار إلى أنه رغم التهدئة التي حصلت قبل أيام، في العراق فلا تزال الأزمة السياسية التي انطلقت بعيد إجراء الانتخابات في العاشر من أكتوبر الماضي مستمرة، وسط تعثر انتخاب رئيس جديد للبلاد أو تشكيل حكومة.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات