خمس «أكاذيب» عن المال يجب أن لا نخدع أنفسنا بها

المدينة نيوز - هل كذبت في إحدى المرات على نفسك، وقلت شيئاً ما لنفسك وأنت تعلم أنّه ليس دقيقاً؟ كثيراً ما نقول لأنفسنا بعض الأشياء الكاذبة، والتي نعلم أنّها ليست صحيحة تماماً، وذلك لنتجنب المشاعر السلبية التي نشعر بها عندما نواجه الحقيقة.
وغالباً ما تطاول مسألة كذبنا على أنفسنا معظم نواحي حياتنا اليومية، وقد تصل أيضاً إلى المال ونظرتنا إليه، فهل أنت من بين الأشخاص الذين يقولون لأنفسهم هذه «الأكاذيب المالية»، بحيث يتجنبون مواجهة الحقيقة؟ وهل يمكن اعتبار هذه الأكاذيب «بيضاء»، وغير مؤذية، أم أنه من الضروري التخلص من هذه العادة السلبية؟
يمكن أن تعطينا الأكاذيب المالية التي نقولها لأنفسنا مشاعر إيجابية، وتدفع فينا الراحة النفسية التي تعتبر أجمل بكثير من أن نقول الحقيقة لأنفسنا، وبالتالي فإنّ الكثير من الناس يمكن أن يميلوا إلى الكذب على أنفسهم لتجنب الكثير من المشاعر المعقدة التي قد تنتابهم عندما يواجهون ذاتهم في الحقيقة، كالشعور بالقلق أو الخوف أو تأنيب الضمير.
إلا أنّ هذه المشاعر الإيجابية، بحسب ما يقوله الخبراء، مؤقتة؛ لا تدوم طويلاً، وسرعان ما نضطر إلى مواجهة عواقب هذه الأكاذيب المالية التي قلناها لأنفسنا.
ويقول الخبراء: عندما يتعلّق الأمر بالأمور المالية، فإنّه من الأفضل أن نكون صادقين مع أنفسنا، ونتجنّب هذه الأكاذيب، بحيث نستطيع أن نسيطر على كمية المال التي بين أيدينا من دون أن ندعها هي تسيطر علينا، وقام الخبراء بتحديد أكثر الأكاذيب المالية التي نميل إلى قولها لأنفسنا شيوعاً، فهل تعتمد عليها في حياتك؟
الكذبة المالية الأولى
«استمتع بمالك الآن فلن تأخذ معك شيئاً»
يمكن أن يميل أيّ شخص منّا إلى ترديد هذه الكذبة على نفسه.
صحيح أنّ الحياة قصيرة، ومن الضروري أن نستمتع بها بقدر ما نستطيع، وأن نستفيد قدر المستطاع من كلّ يوم نمرّ به، إلا أنّ ذلك لا يعطينا الحق في ترديد هذه الكذبة على أنفسنا دائماً.
وفي حين يمكن أن يساعد المال على جلب السعادة لنا، كونه يساعدنا على الحصول على ما نريد، إلا أنه من الخطأ النظر إلى المال على أنه الأداة التي تحقق لنا السعادة، فنسمح بالتالي لأنفسنا الإفراط في شراء الأشياء التي قد تؤثّر بشكل كبير في رصيدنا المالي.
ويقول الخبراء إنّه من الخطأ أن نعيش يومنا من دون التفكير في المستقبل خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمور المالية.
ولا يقصد الخبراء هنا أن لا «تدلل» نفسك أبداً بشراء ما تحبّ من أغراض، إلا أنّه من الضروري التعقّل والانتباه إلى رصيدك المالي، ولا تخدع نفسك بهذه الكذبة.
الكذبة المالية الثانية
«لا أكسب الكثير من المال لكي أدخر منه شيئاً»
يقول الخبراء إنّ العديد من الناس يمكن أن يكذبوا على أنفسهم هذه الكذبة، إلا أنّ مسألة ادخار المال لا تقوم على الكمية التي تجنيها من عملك؛ بل تقوم بشكل أساسي على إصرارك أنت على أن تضع جانباً نسبة معينة من المال لمواجهة المستقبل.
وأشار الخبراء إلى أن عملية الادخار تعود إلى الشخص نفسه وسماته الشخصية أكثر من ما يمكن أن تعود إلى كمية المال التي يجنيها، ولذلك على كلّ شخص منّا أن يحاول إدخال هذه العادة الإيجابية إلى حياته.
ومهما كانت كمية المال التي تدخرها بسيطة فإنّ تراكم الكميات البسيطة من المال كلّ شهر أو كلّ فترة زمنية معيّنة يمكن أن يقدّم لك مبلغاً جيداً من المال تستطيع الاعتماد عليه عندما تكون في حاجته، ولا تتردد في إدخال عادة الادخار إلى حياتك منذ الآن، ورغم أنّ هذه الكذبة يمكن أن تعطيك الشعور بالراحة وتبعد عنك مشاعر القلق وتأنيب الضمير إلا أنّ هذه المشاعر لا تدوم طويلاً، ولذلك لا تترك عملية الادخار إلى الغد، ولا تدع هذه الكذبة تسيطر عليك.
الكذبة المالية الثالثة
«سأبدأ الالتزام بميزانية محدّدة.. الشهر القادم»
لا يعتبر أبداً الالتزام بميزانية محددة من الأمور المعيبة، فمن الضروري أن تعرف أين تذهب أموالك، وعلى ماذا تنفق نقودك، كما أنّه من الضروري أن تحدّد نسبة المال الذي تصرفه، بحيث يتناسب مع دخلك لتتجنب الوقوع في شباك الديون المربكة.
ويقول الخبراء إنّ كلّ شخص منّا ينبغي أن يحدد لنفسه ميزانية معينة تتفق مع نسبة دخله منذ الآن من دون أن ينتظر حتى يقع في مشكلة مالية كي يبدأ بذلك.
ويعتبر وضع الميزانية من الأمور البسيطة التي تساعدك على معرفة «جريان» النقود، وتجبرك على صرف أموالك بشكل واع.
ولا تعتقد أنّ الدخول في دوامة هذه الكذبة يمكن أن يساعدك على التخلص من القلق، حيث إن القلق سيعود ليراودك الشهر التالي، ولذلك تخلّص منه نهائياً بالابتعاد عن هذه الكذبة.
ويمكن أن تستغرب مدى نسبة المال التي يمكن أن تجدها بين يديك عندما تحدّد لنفسك ميزانية معيّنة تلتزم بها خلال الشهر.
وأوضح الخبراء أنّ وضع الميزانية يمكن أن يمنعك من صرف الأموال على أمور غير ضرورية.
الكذبة المالية الرابعة
«ليس لديّ الوقت لأتابع الأمور المالية»
من بين أكثر الأكاذيب التي تعتبر سلبية، إلى حدٍّ ما، هي الكذب على أنفسنا بالقول إننا لا نملك الوقت لمتابعة أمورنا المالية وكيفية صرفنا للمال، فمن الخطأ أن تهمل أمورك المالية وتتركها من دون متابعة.
أشار الخبراء إلى أنّه من الضروري أن تجعل مسألة إدارة المال من أولويات حياتك، ولا تعتقد أبداً أنّ مسألة إدارة المال تكون ضرورة فقط للأشخاص الذين يحققون دخلاً مالياً مرتفعاً، ولا تعتقد أبداً أنّ مسألة متابعة الأمور المالية تتطلّب الكثير من الوقت والجهد، ومن خلال أخذ هذه الخطوة البسيطة يمكنك أن تسيطر على كمية المال التي بين يديك، كما أنّ أخذ هذه الخطوة يساعدك على أخذ وجهة نظر أكثر شمولية للمال، وبالتالي يمكنك أن تقلل من القلق حول المال.
الكذبة المالية الخامسة
«لو حصلت على راتب أعلى فسأكون أكثر قدرة على السيطرة على أموالي»
يميل الكثير من الناس إلى ترديد هذه الأكذوبة، بحيث يبعدون عن تفكيرهم ذنب عدم القدرة على السيطرة على المال، ولكن هل يمكن فعلاً أن تعتبر هذه الكذبة مقبولة وغير مؤذية؟
في حين يمكن أن تعتبر هذه العبارة منطقية في حال كنت تعاني من الدين، فلو حصلت على دخل أكبر كنت ستتخلص من الدين، إلا أنّه في حال أردت الوقوع في عادات مالية سيّئة بإمكانك اتباع هذه الكذبة.
يقول الخبراء إن مسألة السيطرة على المال لا تعتمد على الراتب الشهري، وبيّنت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يربحون كميات كبيرة من المال يخسرون معظم مالهم ضمن فترة زمنية بسيطة لا تتجاوز الخمسة أعوام رغم كمية المال الكبيرة التي ربحوها.
أوضح الخبراء أنّ المشكلة لا تكمن في نسبة المال؛ بل في القدرة على إدارته.
وتذكر أنّ كمية المال التي تحصل عليها نهاية الشهر لا تؤثر بشكل كبير في قدرتك على إدارة أموالك، وينبغي الابتعاد عن هذه الكذبة التي غالباً ما يكون لها أثرها السلبي، وتذكّر أنّك قادر على السيطرة على أموالك مهما كان راتبك الشهري.
(انترنت)