التصعيد يهدد "المصالحة مع دمشق".. تركيا تلوح بعملية برية والأكراد يستعدون للتصدي

تم نشره الأربعاء 23rd تشرين الثّاني / نوفمبر 2022 02:37 مساءً
التصعيد يهدد "المصالحة مع دمشق".. تركيا تلوح بعملية برية والأكراد يستعدون للتصدي
تركيا استهدفت عدة مواقع للأكراد في شمال سوريا

المدينة نيوز :- قصفت القوات الجوية والمدفعية التركية نحو 500 هدف للمقاتلين الأكراد في شمال العراق وسوريا منذ الأحد، في وقت تؤكد أنقرة أن "هذه هي البداية" قبل إطلاق "عملية برية في الوقت المناسب"، ما يثير قلقا من زيادة التوترات بين تركيا والنظام السوري.

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار وفق ما نقلت عنه وكالة الأناضول الرسمية "تم ضرب 471 هدفا وتحييد 254 إرهابيا حتى الآن" في إطار العملية العسكرية ضد مواقع المقاتلين الأكراد.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأربعاء، إن العمليات الجوية ضد مسلحين أكراد في شمال سوريا "هي مجرد بداية"، مضيفا أن بلاده ستبدأ عملية للقوات البرية هناك "في الوقت المناسب".

وفي كلمة لنواب حزبه العدالة والتنمية في البرلمان ذكر إردوغان أن تركيا عازمة أكثر من أي وقت مضى على تأمين حدودها الجنوبية، وأن عملياتها ستضمن وحدة أراضي سوريا وكذلك العراق حيث نفذت أيضا عمليات ضد مسلحين أكراد.

من جهته، صرح قائد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا بأنهم مستعدون للتصدي لـ"غزو بري تركي".

وقال قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، لـ"الأسوشيتد برس" إنهم "يستعدون للتوغل التركي منذ شن هجوم بري في المنطقة عام 2019". مضيفا: "نعتقد أننا وصلنا إلى مستوى يمكننا فيه إحباط أي هجوم جديد، على الأقل لن يتمكن الأتراك من احتلال المزيد من مناطقنا وستكون هناك معركة كبيرة".

وفي سياق متصل، أفاد تقرير لوكالة أسوشيتد برس أن الضربات التركية الموجهة للأكراد تثير توترات مع النظام السوري أيضا، في ظل بوادر وساطة روسية وإيرانية لإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة.

وتدفع روسيا منذ سنوات للمصالحة بين حليفها النظام السوري وتركيا، التي ساندت المعارضة السورية. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة إشارات صغيرة أولية على إحراز تقدم طفيف.

إلا أن هذا التقدم قد يتعرض للتهديد بعد التوترات التي اندلعت نهاية الأسبوع بين تركيا وأكراد سوريا الذين يسيطرون على جزء كبير من شمال وشرق البلاد.

ووجهت تركيا ضربات جوية لمواقع كردية في سوريا والعراق، كما أصابت الضربات مواقع لجيش النظام السوري وأسفرت عن مقتل وإصابة جنود.

وما يفاقم من مخاوف سوريا تكرار الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، تحذيراته من أن جيشه قد ينفذ توغلا بريا جديدا في سوريا، وهو أمر تعهدت القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة بالتصدي له.

وحث المبعوث الرئاسي الروسي في سوريا، ألكسندر لافرنتييف، تركيا، الثلاثاء، على التحلي بضبط النفس، معبرا عن أمله في "أن نتمكن من إقناع شركائنا الأتراك بالتوقف عن الاستخدام المفرط للقوة في أراضي سوريا".

وتعارض تركيا وحكومة رئيس النظام السوري، الأكراد السوريين، لأن أنقرة تتهمهم بالصلة مع مسلحين أكراد على أراضيها، بينما تعارضهم دمشق بسبب سيطرتهم على نحو ثلث أراضي البلاد، ومنها الشرق الغني بالنفط.

لكن التشارك في الخصومة لم يكن كافيا حتى الآن للتغلب على أسباب الخلاف الأخرى. إذ تدين دمشق سيطرة تركيا على مساحات شاسعة من شمال سوريا على طول الحدود المشتركة، تم الاستيلاء عليها بعد توغلات عسكرية تركية سابقة ضد الأكراد منذ عام 2016.

وصعد مقتل جنود سوريين في قصف نهاية الأسبوع من التوترات، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، بمقتل 18 جنديا سوريا.

وقبل الضربات ظهرت بوادر أمل في أن تؤتي جهود المصالحة ثمارها. ففي يوليو الماضي جرت محادثات في موسكو بين رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، علي مملوك، ورئيس الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، وفق ما ذكر إبراهيم حميدي، كبير المحررين الدبلوماسيين للشؤون السورية في صحيفة الشرق الأوسط ومقرها لندن.

وفي أكتوبر الماضي، قال إردوغان إن محادثات على مستوى منخفض تجري بين الجانبين السوري والتركي. وفي حديثه إلى مراسلين في قمة أوروبية في براغ قال إنه على الرغم من عدم ترتيب لقاء مع الأسد حاليا، إلا أنه عندما يحين الوقت لذلك "يمكننا خوض مسار لقاء الرئيس السوري".

ونقلت الوكالة عن سياسي لبناني متحالف مع سوريا يلتقي بانتظام مسؤولين سوريين إن ايران، الحليف الوثيق لموسكو، نقلت مؤخرا رسالة من إردوغان إلى الأسد، دعا فيها إردوغان إلى عودة جيش النظام السوري إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، والعمل على منعهم من استخدام الغاز والنفط السوريين، وإعادة اللاجئين السوريين في تركيا إلى سوريا.

ويتعرض إردوغان لضغوط شديدة في الداخل لإعادة اللاجئين السوريين. إذ تتصاعد المشاعر المعادية للاجئين في تركيا وسط أزمة اقتصادية، وانتخابات رئاسية وبرلمانية مقررة في تركيا العام المقبل.

وبالنسبة لروسيا، فإن أي اتفاق بين دمشق وأنقرة من شأنه أن يساعد في تعزيز حليفها الأسد وأن يعزز أيضا نفوذ موسكو بشكل أكبر لدى تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تتوثق علاقتها بموسكو يوما بعد يوم.

وفي الرسالة التي حملها وسطاء إيرانيون عبر إردوغان أيضا عن استعداده لإيفاد مسؤولين أتراك إلى دمشق، لكن الأسد رفض، قائلا إنه يمكنهم الاجتماع في دولة ثالثة، بحسب السياسي اللبناني الذي تحدث بشرط تكتم هويته لأنه ليس مخولا التحدث علنا بشأن قضايا سورية حساسة.

ونفى مسؤول حكومي تركي بارز وجود أي وساطة إيرانية، قائلا للوكالة إن طهران "تعارض" وجود تركيا في سوريا.

وأضاف أن روسيا هي التي دفعت تركيا نحو المصالحة لكن "لم يحدث تقدم على الإطلاق"، مشترطا بدوره تكتم هويته لأنه غير مخول مناقشة دبلوماسية الكواليس الخلفية.

وهذا يعني أن وجود تركيا داخل سوريا يمثل عقبة رئيسية أمام المصالحة مع دمشق.

من جانبها قالت ميس الكريدي، وهي عضوة في اللجنة المكلفة بوضع دستور جديد لسوريا، إن دمشق لن تقبل بأقل من الانسحاب التركي الكامل قبل استعادة العلاقات، مضيفة "في سوريا لدينا خطوط حمراء وهي تشمل تحرير أرضنا".

ومع ذلك، قال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري، إنه يشك في أن تتأثر المحادثات بمقتل جنود سوريين في الضربات التركية، بالنظر إلى مصلحتهما المشتركة ضد قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.

وأكد أن "قوات سوريا الديمقراطية هي عدو الطرفين".

وأعربت قوات سوريا الديمقراطية، الاثنين، عن تعازيها لعائلات الجنود السوريين الذين قتلوا في الضربات الجوية التركية، وقالت إن على السوريين أن يتذكروا "مخططات الاحتلال التركي ومرتزقته"، في ترويج من جانب الأكراد لقضيتهم المشتركة مع دمشق.

الحرة



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات