ممرض يضرب معاقاً بـ «الطب النفسي» ويتسبب بنزف في دماغه

المدينة نيوز - من المسؤول عن الإهمال الذي لايزال يتمدد في مرافق وزارة الصحة، ويتوغل بين أسرّة المرضى، ويتوغل في ردهات العيادات، فيغتال صحة المرضى ويهدر كراماتهم ويضيع حقوقهم أيضا؟ وبماذا نبرر لمريض يتعرض للضرب والتعذيب والايذاء على يد الممرض الذي يفترض فيه تقديم المعونة والسهر على مساندته؟
المواطن س عمره (48 عاما)... نزيل بمستشفى الطب النفسي على خلفية معاناته اعاقة ذهنية ألمت به منذ ولادته... وقد ألقت به ظروفه الصحية وراء أسوار «الطب النفسي» منذ كان عمره 12 عاما، وبحسبة بسيطة يتبين انه يعيش رهن المستشفى من قبل 36 عاما، لا يقطعها الا بضعة ايام قليلة في المناسبات يقضيها مع ذويه قبل ان يعيدوه مجددا الى عنبره الدائم.
ع لجأ الى «الراي» ليحكي قصة أخيه س مع ممرض نسي مهنته الانسانية في التخفيف عن المرضى وتصور نفسه جلادا ينفذ عقوبات جسدية بمساجين عتاة!!
يقول ع: «ذهبت الى المستشفى لأصطحب أخي المريض الى بيت الأسرة، كي يقضي معنا عطلة العيد ويحظى بشيء من المواساة يخفف عنه معاناة الغياب وراء أسوار المستشفى، لكنني فوجئت بأن أخي ليس طبيعيا وانه يبدو مترنحا كأنه واقع تحت تأثير مخدر، ولا يعي شيئا مما يدور حوله... فأخذته وسارعت به الى مستشفى الصباح برفقة أحد الممرضين بدلا من الذهاب الى منزلنا، وعندما كشف عليه الطبيب وفحصه جيدا اكتشف انه يعاني نزيفا في المخ وتجمعا للدم، فأمر بإدخاله العناية المركزة حيث أجريت له عملية فورية تضمنت فتح الجمجمة بهدف وقف النزف وإزالة التجمع الدموي، وهو لايزال طريح الفراش في العناية المركزة فاقدا الوعي حتى هذه اللحظة».
ع الذي زود «الراي» بتقرير رسمي عن حال شقيقه، قال ان «ممرضا عربي الجنسية قام بإخضاع س لإجراءات حمامه اليومي ولوحظ وجود ورم واحمرار في الوجه والأذن من الجهة اليمنى، وكذلك كدمة بالبطن من الجهة اليمنى، كما تم إبلاغ طبيب الخفارة، وأثناء فحص المريض سأله الطبيب عن سبب الاصابة فأفاده بأنه تعرض للاعتداء على يد الممرض يوم 11 أغسطس الماضي، وذكر في التقرير ان هناك شهودا من زملاء الممرض أنفسهم، وهم ممرضان والمشرفة على الجناح، كما ان هناك اعترافا رسميا من الممرض بأنه اعتدى على أخي المريض».
ومضى ع يقول: «العجيب والصادم اننا اكتشفنا ان الممرض المعتدي لم ينل عقابا، ولا حتى توبيخا من اي مسؤول في المستشفى، بل ان احد المسؤولين منحه اجازة خاصة للسفر والاستجمام، كما أصدر قرارا بنقله من الجناح رقم 7 الى الصيدلية!!».
المفاجأة التي فجرها شقيق المريض ان مدير مستشفى الطب النفسي تقاعس عن أداء صلاحياته في معاقبة الممرض، بل تستر عليه وتجاهل اعتداءه على مريض لا حول له ولا قوة، ولم يتخذ اي اجراء قانوني بحقه.
وناشد شقيق المريض المعتدى عليه كبار المسؤولين ان يوعزوا بفتح تحقيق في هذا الاعتداء السافر على صحة أخيه المريض وكرامته التي يجب ان تصان عرفا وقانونا ودينا، مستنكرا ان يتناسى البعض واجباتهم الوظيفية ويعمدوا الى ارتكاب جرائم بحق مرضاهم الذين يحتاجون الى العون.
واختتم بالقول: «أناشد صاحب القلب الكبير رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد، ووزير الصحة الدكتور هلال الساير، ووكيل الوزارة الدكتور ابراهيم العبد الهادي، ان ينظروا بعين العطف الى واقعة الاعتداء غير الانساني على أخي المعاق، وأن يرحموا معاناة والدتي المسنة والمريضة والتي تتألم من اجل ابنها الذي يرقد حاليا على فراش الموت في غرفة العناية الفائقة نتيجة سلوك ممرض تحول الى جلاد، وطبيب مسؤول تستر عليه ومنحه اجازة بدلا من ان يرسله الى التحقيق الجنائي، وأسألكم جميعا الرحمة بمرضانا الذين يعانون ليس من أمراضهم فقط، بل من بعض قساة القلوب الذين يعتدون عليهم ويرسلونهم الى الموت»!!
(الراي الكويتية)