القوات المسلحة والقضاء.. الأعلى ثقة لدى الأردنيين

تم نشره الأربعاء 04 كانون الثّاني / يناير 2023 08:10 مساءً
القوات المسلحة والقضاء.. الأعلى ثقة لدى الأردنيين
الجيش العربي

المدينة نيوز :- أظهرت نتائج استطلاع لـ«باروميتر العربي»، أن القوات المسلحة والقضاء يتمتعان بمستويات عالية من الثقة لدى الأردنيين، فيما حصلت والمؤسسات والفاعلون السياسيون الرئيسيون على مستوى أقل، وفقا للنتائج التي نشرت نهاية العام الفائت.

هذه النتائج جاءت وفق تقرير استطلاعات الرأي العام في الأردن 2021-2022 الممثل لمستوى الدولة، الذي أجري بين منتصف شباط والرابع من نيسان الفائت، وضم 2399 مقابلة مع مواطنات ومواطنين تم اختيارهم عشوائيا من مختلف المحافظات باستخدام طريقة العينة متعددة المراحل المجمعة.

ولدى سؤال المشاركين عن المشكلة الأكبر والأخطر التي تواجه بلادهم، أجاب ثلثا الأردنيين تقريبا أنها الاقتصاد، وفي دول المنطقة الأخرى، يقول بالمثل أقل من النصف، وبالتواكب مع هذا، فإن تقدير المواطنين وتصنيفهم للحالة الاقتصادية قد تراجع كثيراً على مدار السنوات الـ 15 الأخيرة، إذ ترى نسبة أقل بواقع 40 نقطة مئوية الآن – مقارنة بمثيلتها في 2006 – أن الوضع الاقتصادي جيد.

وفي ذات الصدد، فإن التصورات حول النساء في الأردن تميل أكثر نحو المساواة، فالأردنيون أكثر إقبالا على الرأي القائل بضرورة المساواة للمرأة في التعليم قياسا إلى ما كان الوضع عليه قبل 15 عاما ً، وهم أيضا ً أكثر إقبالا على الاعتقاد أن النساء قادرات على شغل المناصب السياسية القيادية بنفس كفاءة الرجال، رغم أن الأغلبية ما زالت تقول إن الرجال أفضل في هذه الأدوار، وفي نطاق الأسرة، يقول أكثر من النصف بضرورة أن يكون للرجال القرار النهائي، وهذه النسبة لم تتغير منذ 2016.

كما أن الأردنيين وفقا لنتائج الاستطلاع يقبلون أكثر من المواطنين في أية دولة أخرى بالمنطقة على الرأي القائل بضرورة أن تفعل الحكومة المزيد من أجل التصدي للتغير المناخي، ولعل هذا سببه أنها مشكلة بعيدة عن أفق الحياة اليومية، بينما أكبر بواعث قلق الأردنيين فيما يخص البيئة تتعلق بقضايا من الحياة اليومية، مثل إمدادات المياه.

وحول سؤال المستطلعين عن أكبر مشكلة في منظومة المدارس، تبين انقسام الأردنيين في الرأي، ويقول الربع تقريبا إنها مشكلة ازدحام الفصول الدراسية، بينما يرى 18 بالمئة إنها مشكلة عدم كفاية المعلمين والعاملين المؤهلين، وفي المقابل، يقول 1 من كل 10 تقريبا إنها مشكلة عدم توفر التكنولوجيا الحديثة في التعليم (11 بالمئة) وتداعي البنية التحتية (9 بالمئة) وقدم المقررات الدراسية (8 بالمئة).

وعند سؤال المستطلعين عن الخطوة الأهم التي يجب أن تتخذها الحكومة لتحسين مدارس المملكة، يتفق الأردنيون حول خطوات أساسية قليلة، والخطوة الأكثر اتفاقا عليها هي تدريب المعلمين بشكل أفضل (31 بالمئة) ثم تقليل أعداد الطلاب في قاعات الدراسة (23 بالمئة) ثم تحسين جودة التكنولوجيا المتوفرة بالمدارس (18 بالمئة)، وإعادة بناء المدارس القديمة أو المتداعية (10 بالمئة).

وبحسب الاستطلاع ذاته، أجاب الأردنيون الأصغر سنا ً (18 – 29 عاما) وهم الأكثر إقبالا على أهمية خطوة تحديث التكنولوجيا (7 +نقاط مئوية) وهم أقل إقبالا على اختيار خطوة تحسين تدريب المعلمين (9 -نقاط مئوية) مقارنة بمن يبلغون من العمر 30 عاما فأكبر.

وبخصوص القوات المسلحة أظهرت النتائج، تقدمها وبفارق كبير عن أي أطراف سياسية أخرى باعتبارها المؤسسة الأعلى نصيبا من الثقة في الأردن، إذ يقول 93 بالمئة إنهم يثقون في القوات المسلحة،

بما في ذلك 78 بالمئة يثقون بها بدرجة كبيرة جداً، وهذا المستوى من الثقة لا يفوقه نظير في أية دولة أخرى غطتها استطلاعات الباروميتر العربي في الدورة السابعة، باستثناء تونس.

كما وأظهرت النتائج تمتع القضاء بمستوى مرتفع من الثقة، إذ يقول 6 من كل 10 أشخاص (61 بالمئة) إنهم يثقون بالمنظومة القضائية في الأردن، وهذه أعلى نسبة ثقة بالقضاء في أية دولة شملها استطلاع هذه الدورة من الباروميتر العربي. أما فيما يتعلق بالبيئة، فتزايد النقاش حول المناخ والقضايا المناخية عبر السنوات الأخيرة بالمنطقة، ولدى السؤال عن أكثر المشاكل البيئية إلحاحا في الأردن، يتبين قلق المواطن الأردني بالأساس حول مشكلات تمس حياته اليومية.

ووفق نتائج الاستطلاع فإن أكبر مصدر للقلق لدى المستطلعين تمثل بمشاكل المياه (44 بالمئة)، لا سيما تلوث مياه الشرب (22 بالمئة) ونقص الموارد المائية (21 بالمئة)، وتدوير النفايات (16 بالمئة) ثم جودة الهواء (10 بالمئة)، ويذكر 4 بالمئة فقط التغير المناخي بصفته أكبر مصدر للقلق فيما يخص البيئة.

النوع الاجتماعي

وفيما يتعلق بالنوع الاجتماعي، فقد زاد إقبال الأردنيين على القول بضرورة تمتع النساء بالمساواة في الحقوق مع الرجال، على مدار السنوات الـ 15 الماضية، إذ يقول 15 بالمئة إن التعليم الجامعي أهم للرجال مقارنة بالنساء، وهي النسبة التي تراجعت 20 نقطة مئوية منذ 2006. وبحسب النتائج هنالك «اتفاق قوي على ضرورة ألا يتم ربط حصول الطفل على الجنسية بجنسية والده فقط، فيقول ثلاثة أرباع الأردنيين (74بالمئة) إن المرأة يجب أن يتاح لها إعطاء الجنسية لأطفالها، فيما النساء أكثر إقبالا على هذا الرأي بواقع 7 نقاط مئوية أكثر من الرجال، لكن لا يوجد تفاوت كبير بحسب مستوى التعليم».

وفي مجال الحياة الخاصة، أشارت النتائج إلى أن أكثر من النصف بقليل (53 بالمئة) قالوا إن الرجل يجب أن يكون له القرار النهائي في جميع القرارات المتصلة بالأسرة، وهي النسبة التي لم تتغير منذ 2018، وهنا أيضا يتبين أن الرجال أكثر إقبالا على التعبير عن هذا الرأي مقارنة بالنساء (66 بالمئة مقابل 40 بالمئة)، كما أن الشريحة العمرية 18 – 29 عاما تقبل على هذا الرأي بواقع 8 نقاط مئوية أكثر من الأكبر سنا، لكن لا توجد تفاوتات تُذكر بحسب مستوى التعليم.

وأشارت النتائج إلى أن نسب مشاركة النساء في قوة العمل منخفضة نسبيا عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مقارنة بمناطق العالم الأخرى، وسأل الباروميتر العربي عدة أسئلة لقياس التحديات التي تواجه النساء بقدر أكبر من الرجال في دخول قوة العمل، وتشمل تحديات هيكلية وثقافية.

ولدى السؤال عن أية درجة تمثل وسائل المواصلات عائقا لدخول قوة العمل، أجاب النصف (49 بالمئة) إنها عائق يعترض الرجال والنساء بنفس الدرجة، لكن أكثر من الربع (28 بالمئة) يقولون إنها عائق أكبر للنساء، وبالمقارنة، ترى نسبة أقل أن غياب المهارات عائق يضر النساء بقدر غير متناسب، وتقول الأغلبية (61 بالمئة) إنه عائق بنفس الدرجة للرجال والنساء، في حين يقول 13 بالمئة فقط إنه عائق أكبر في حق النساء، ويقول 14 بالمئة إنه عائق أكبر يعترض الرجال. ولدى السؤال عن أكبر عائق يعترض دخول النساء قوة العمل، كانت المشكلتان الأكثر ذكراً هما غياب رعاية الأطفال (34 بالمئة) وتدني الأجور (24 بالمئة)، ثم التصورات أن عمل النساء غير مقبول مجتمعيا (13 بالمئة)، ومنح الرجال الأولوية في قرارات التوظيف (11 بالمئة) وغياب الفصل بين الجنسين في أماكن العمل (9 بالمئة).

وفي المقابل أشارت النتائج إلى أن النساء أكثر إقبالا من الرجال على اختيار غياب رعاية الأطفال كعائق (40 بالمئة مقابل 27 بالمئة)، وكذلك الشريحة الأكبر من 30 عاما، مقارنة بالشباب،26 بالمئة مقابل 38 بالمئة (18–29). وفي البيت، هناك تصور سائد أن الرجال والنساء يجب أن يتشاركوا عدة مسؤوليات بنفس الدرجة، وترى الأغلبية (57 بالمئة) أن الأمهات والآباء عليهن/م مسؤولية مشتركة ومتساوية بمساعدة الأطفال في الدراسة، فيما يرى الثلث (34 بالمئة) أن المسؤولية هنا تقع على الأم، فيما يقول 3 بالمئة إنها على الأب.

وبخصوص السؤال المتعلق على من تقع مسؤولية ميزانية البيت وقرارات الإنفاق، تقول نسب متساوية تقريبا إن الرجل والمرأة يجب أن يتشاركا المسؤولية (46 بالمئة)، وأن الرجل يجب أن يكون المسؤول الأول عن هذا الأمر (43 بالمئة)، ويقول 8 بالمئة فقط إن المرأة هي التي يجب أن تكون مسؤولة. وفيما يخص مساعدة الأطفال على الدراسة، أظهرت النتائج أنه لا توجد اختلافات تُذكر في الآراء بين الرجال والنساء، وإن كانت النساء أكثر إقبالا من الرجال بكثير على القول إن قرارات الأسرة المالية يجب أن تكون مسؤولية مشتركة بالتساوي بين الأب والأم (52 بالمئة مقابل 41 بالمئة). وبخصوص المكتسبات الكبيرة المتحققة للنساء خلال السنوات الأخيرة، أظهرت نتائج الاستطلاع في هذا الصدد أن الأردن لم يكن بالاستثناء، فلدى السؤال حول ما إذا كان العنف ضد المرأة قد زاد خلال السنة الماضية في تقدير المواطنين، يقول النصف (51 بالمئة) إنه قد زاد، مقارنة بـ 10 بالمئة ممن يرون أنه تراجع، ويقول 29 بالمئة إن معدلاته لم تتغير، ويلاحظ أن النساء أكثر إقبالا من الرجال بواقع 18 نقطة مئوية على القول بزيادة العنف خلال السنة الماضية.

ويشار إلى أن الباروميتر العربي هو شبكة بحثية مستقلة وغير حزبية، تقدم نظرة ثاقبة عن الاتجاهات والقيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطنين العاديين في العالم العربي.

الرأي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات