المؤتمر الدولي الثالث حول الفقر والحرية والامن يبدا اعماله بجامعة مؤتة

المدينة نيوز - خاص - بدأت بجامعة مؤتة الخميس اعمال المؤتمر الدولي الثالث حول الفقر والحرية والامن الذي تنظمه كلية العلوم الاجتماعية بالجامعة بمشاركة 124 باحثا من 20 دوله صديقه وشقيقه .
واكد رئيس المؤتمر رئيس الجامعة الدكتور عبدالرحيم الحنيطي في حفل افتتاح فعاليات المؤتمر ان القضايا التي يتناولها المؤتمر تشغل جميع دول العالم كونها تمس حياة كل الافراد في المجتمعات مشيرا إلى ان توصيات المؤتمر ستقدم للجهات المعنية في قضايا الفقر والامن والحرية للمساهمة في ايجاد حلول مناسبة لها .
واضاف ان رسالة الجامعة التي تنطلق من التوجيهات الملكية السامية تترجم رؤى وتطلعات القيادة الحكيمة في خدمة المواطن اولا والبحث العلمي لمواكبة كل التطورات الحديثة في كافة المجالات.
واشاد الحنيطي باسهام الشركات الخاصة ومشاركتها في اقامة هذا المؤتمر لافتا إلى ان هذه المشاركة تترجم الشراكة الحقيقية بين الجامعات والقطاع الخاص في سبيل تقديم الحلول التي تسهم في حل القضايا التي تناولها المؤتمر .
وفي كلمة مدير الامن العام الذي القاها نيابة عنه مساعده للبحث الجنائي العميد طايل المجالي مؤكدا اهمية الدور الذي يضطلع فيه جهاز الامن العام في الاردن في مجال الأمن والحرية وترسيخ قواعد السلم الاجتماعي وحماية القانون وحريات المواطنين وتحقيق تطلعات الدولة العليا .
ولفت المجالي إلى التقدم والازدهار الذي يشهده الاردن في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة بفضل البرامج التنموية ومواكبة التطور الحديث في منظومة الامن العصري واستيعاب مفهوم العولمة الذي اثر في كل مناحي الحياة .
ولفت إلى النقلة النوعية التي شهدها المجتمع الاردني في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية رغم محدودية الامكانات مبينا اصرار القيادة الهاشمية على تطوير الانسان باعتباره الهدف والاساس لجميع برامج التنمية مستعرضا دور الاجهزة الامنية بعامة والامن العام خاصة في المحافظة على منجزات التنمية منذ تاسيس المملكة .
وبين المجالي ان حالة الاستقرار الامني هي ميزة نسبية للاردن دون غيرها من الدول بالرغم من حجم الازمات والصراعات الاقليمية والدولية التي القت بظلالها كتحدي صارخ للامن الوطني الاردني مما حدا بالاجهزة الى بناء استراتيجة لمواجهة هذه التحديات من خلال تعزيز الوحدة الوطنية كعامل اساسي للامن والاستقرار الوطني وترسيخ قواعد السلم الاجتماعي والحرية والعدالة وتاكيد مبدا حماية دولة القانون بالقانون .
واشار الى ان حاجة الامن في مقدمة الاحتياجات الانسانية لارتباطها بحماية حقوق وحريات واعراض وممتلكات المواطنين ولاطلاق العقول والافكار لبناء الوطن مشيرا الى هدف الاجهزة الامنية في حماية الوطن من الدالخل ودفع التهديد الخارجي عنه وتحقيق التطلعات العليا مستعرضا خطوات التطوير والتحديث والنجاحات التي حققها جهاز الامن العام ومواكبة كل ماهو عصري وتوفير دعائم بناء منظومة الامن العصري لتصبح مهمة رجل الشرطة هي خدمة انفاذ القانون بدل من سلطة تنفيذه مؤكدا ان الاجهزة ليست سيفا مشهرا على الحقوق والحريات العامة بل درعا واقيا لها حيث انصب عمله على التكيف مع المتغيرات المحلية والدولية واستيعاب مفاهيم العولمة بما يتفق مع خصوصية العمل الامني .
رئيس المؤتمر الدكتور ذياب البداينة قال ان المؤتمر يفتح افاقا جديدة لمواجهة التحديات التي فرضتها الثورات الاجتماعية التي تسود مختلف دول العالم مستذكرا الموروث الحضاري والاسلامي الذي يؤكد على اهمية توفير العيش الكريم والامن والاستقرار لكافة المواطنين ليتسنى للاجهزة المختصة بناء الوطن ومؤسساته .
ولفت الى ان المؤتمر سيناقش خلال ايامه الثلاثة 70 ورقة علمية بمشاركة 124 عالما وباحثا ومختصا من 20 دوله عربية واسلامية مشيرا الى اهمية هذه الاوراق في دفع عجلة العملية البحثية والعلمية والديمقراطية وفتح افق الحوار بصورة تشاركية واسعة تعكس حضور الاردن في صدارة الدول المتحضرة والمتقدمة مستعرضا دور الجامعات الاردنية وجامعة مؤتة خاصة بهذا المجال .
واستعرض عميد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور طه الطراونة نظرة الغرب للعالم العربي ووصفه بالتخلف والتبعية والارهاب كرديف للفقر والجهل والبطالة والاستبداد اضافة الى الخوف الذي تعيشه عدد من البلدان العربية في الوقت الحالي لافتا الى ان استقطاب الكفاءات والخبرات واستثمارها في برامج داعمة لمعالجة القضايا الانسانية والاجتماعية المؤرقة يمثل روح العمل المشترك الموجه لانهاء حالة تمدد الفقر ومصادرة الحريات وانتهاك الامن مؤكدا ان التنمية التي لاتستهدف الانسان لاتفضي الا الى واقع مرير .
وبين خبير شؤون التنمية العين الدكتور محمد الصقور حالات الفقر في الوطن العربي والتي تقع ضمن الظواهر الخطرة لافتا الى ان المتوسط العام للحرية في العالم ياتي بين 7-1 وفي الوطن العربي 5,5 من اصل سبعة وان متوسط الحقوق السياسية يقع ضمن 8,5 و الحريات المدنية 2,5 لافتا الى ان عناوين المؤتمر الثلاث يلتصق بها مصطلحات الحرمان والنقص والعجز وان الجميع يسعون للتحرر من القيود التي تكبل طاقاتهم وانتاجيتهم مضيفا الى ان نيل الحرية يمثل مطمحا وتطلعا لدى كافة الشعوب مؤكدا ان الحرية هي الثمرة الاساسية لكل تطور اقتصادي وتقدم تنموي واجتماعي .
واشار الدكتور علي كوش الى ان الفقر مشكلة عالمية ويقف وراء تفاقمها عوامل عدة وان الفقر في الاردن ينطلق من واقع وبيئة المجتمع واقتصاده مشددا على اهمية عكس الخصوصية الاردنية على مشكلة الفقر وابعادها مبينا ان الاردن شهد معدلات نمو عالية للسكان وصلت الى 8,3 خلال السبيعنات من القرن الماضي وتراجعت حتى وصلت الى 1, 2 خلال عام 2008 وان الاردن شهد هجرات قصرية من الدول المجاورة خلال الاعوام 48 و67 و90 مما ضاعف في عدد سكانه ودفع الحكومة الى تبني استراتيجيات اقتصادية والاعتماد على الذات لتقليل التبعية الاقتصادية للخارج والتخفيف من اثار هذه التحولات على المواطنين خاصة الفقيرة والمهمشة .
وأشاد الاستاذ الدكتور عبدالله العثيمين من المملكة العربية السعودية بالعلاقات الاخوية التي تربط الاردن بالمملكة السعودية في كافة المجالات ودور الاردن في التعاون مع كافة الدول العربية والصديقة لافتا الى اهمية المؤتمر في مناقشة القضايا الانسانية والهموم التي تعانيها الشعوب وترجمتها الى دراسات وابحاث واقعية تخدم هذه القضايا بما ينسجم ومستجدات العصر .
ويناقش المؤتمر 80 ورقة علمية على مدى ثلاثة ايام تعقد جلسات اليوم الاول بجامعة مؤتة واليوم الثاني بمدينة البتراء جنوب الأردن واليوم الثالث بالجامعة الأردنية .