رسالة من رابطة الفنانين الاردنيين لرئيس الحكومة ( نص الرسالة )

المدينة نيوز - بعثت رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين رسالة الى رئيس الوزراء وصلت المدينة نيوز تبين هموم ومعاناة الرابطة .
وتاليا نص الرسالة :
دولة رئيس الوزراء الأكرم
الموضوع: دعم رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين
تحية طيبة وبعد:
منذ خمسين عاماً لم يتخلف الفن التشكيلي عن أداء دوره في المساهمة ببناء حاضر ومستقبل أردننا الغالي، واندفع في طريق الأهداف الوطنية يُعبر عن الأردن وتراثه وعن أحاسيس وآمال شعبه في التطور والتقدم..
وإيماناً بدور الفن وأهميته كضرورة من ضرورات الحياة، وكونه لبنة أساسية في بناء الإنسان الأردني، وبوتقة ينصهر فيها الحس والفكر الإنساني، أصبح من الضرورة أن تولي رئاسة الوزراء عناية أكبر بالفن والإبداع حيث أنهما يمسان أدق خصائص حياتنا اليومية، إضافة إلى أن الفن بات في وقتنا الحاضر مقياساً أساسياً من المقاييس التي تتحدد بها درجة رقي الأمم ومستواها الحضاري.
فالفن ضرورة حضارية حتمية، لا يسع أي إنسان أو أي مجتمع أو أي حكومة، وعلى مدى الأجيال، التغاضي عنه، فهو يجسد مظاهر الممارسات الفكرية والوجدانية لأي شعب من الشعوب، وان فن كل حضارة يحمل سماتها الحضارية ومميزاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية...
والفن هو بمثابة المرآة الحقيقية لأي شعب من الشعوب، لذا لا يمكن فصل حضارة معينة عن تاريخ الفن في هذه الحضارة، حيث يكتسب الفن معناه الحقيقي بما ينطوي عليه من أبعاد حضارية.
وفي هذا الصدد يقول الناقد الفني والكاتب البريطاني المعروف " جون رسكين " عن مفهوم المدنية: " الأمم العظيمة تكتب سيرتها في كتب ثلاث مختلفة: كتاب أعمالها، وكتاب أقوالها، وكتاب فنونها، ولا سبيل للمرء إلى فهم أحد هذه الكتب ما لم يطلع على الكتابين الأخيرين، أما الكتاب الأجدر بالثقة بين الكتب الثلاثة، فهو بلا ريب الكتاب الأخير، كتاب الفنون ".
تلك إشارة مكثفة إلى أهمية الفن التشكيلي، الذي نأمل أن يعطى كل الاهتمام والرعاية، وبقدر ما تكون وقفة رئاسة الوزراء موضوعية إلى جانب الفن والفنان ومؤسسته، بقدر ما يكون المستقبل أكثر أماناً واستقراراً، والوطن أكثر منعة وقوة!!
دولة رئيس الوزراء:
تعاني رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين منذ تأسيسها وحتى الآن من شح الموارد المالية.. وهذه مشكلة تاريخية ( قديمة جديدة ).. وما تتلقاه الرابطة من وزارة الثقافة وامانة عمان لا يغطي أجرة المقر والموقع الالكتروني والموظفين والمصاريف النثرية من كهرباء وماء واتصالات ومواصلات وغير ذلك.
وإذا بقي الدعم على حاله فهذا يعني إبقاء الرابطة في غرفة الإنعاش مما يعني أيضاً توقف كافة مشاريعها الداخلية وعدم الانفتاح على الخارج.
هذا الدعم المحدود للرابطة حال في السابق دون توقيع اتفاقيات فنية مع الروابط والجمعيات والاتحادات التشكيلية العربية والعالمية، بل وعطل مشاريعها... مما جعل الفنان التشكيلي الأردني غائب عن الساحة المحلية والخارجية، حتى أن معرفة تجربته لا تتعدى حدود مدينة عمان.. وهي غير معروفة لدى أقرب الأشقاء العرب، مع العلم أن دولة مثل هولندا لا يوجد عندها نفط أو ذهب لكنها عرفت من خلال الفنانين التشكيليين الذين خلدوا اسمها أمام الأمم.
إن توفير الدعم المناسب من قبل رئاسة الوزراء أسوة برابطة الكتاب الأردنيين والهيئات الثقافية الأخرى والاتحاد الرياضي يحقق ما يتطلع إليه الفنان التشكيلي الأردني منذ زمن بعيد وهو التواصل المحلي والإقليمي والعالمي مع المؤسسات والروابط والاتحادات والهيئات التشكيلية المناظرة للرابطة بما يليق بالنهضة الحضارية الكاملة التي يعيشها أردننا الحبيب.
دولة الرئيس:
إن رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين هي الممثل الرئيس للفن التشكيلي في الأردن وهي تتطلع بأن تضاف مكرمة المساعدة إلى مكرماتكم التي هي امتداد لمبادرات دولتكم التي تصب في خدمة الفن التشكيلي الأردني، وتوفير كل مقومات النجاح والإبداع للفنانين كي يستمروا في تطوير أدائهم والنهوض والارتقاء بمستوى مؤسستهم التشكيلية.
وبناءاً على ما تقدم تضع الهيئة الإدارية لرابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين مؤسستهم الوطنية أمانة في أعناقكم.. ولذلك نضعكم أمام مسؤولياتكم الثقافية والتاريخية لمد يد الدعم والمساعدة لها.. لأن الرابطة بدأت في الآونة الأخيرة تفرض حضورها وتستعيد عافيتها وألقها وبدأت تعيد للفنان الأردني هيبته ومكانته على الصعيد المحلي والخارجي.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام