جوانب من حياة الامير سلطان بن عبدالعزيز السياسية والانسانية

المدينة نيوز- بدأ الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود حياته السياسية عام 1947 بتولي إمارة منطقة الرياض، وعين في عدة مناصب وزارية، فقد عين وزيراً للزراعة والمياه عام 1953، ووزيراً للمواصلات عام 1955، كذلك تولى منصب وزير للدفاع عام 1972، وأصبح نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء عام 1983، بعد وفاة الملك خالد بن عبد العزيز.
وأصبح ولياً لعهد الملك عبد الله بعد وفاة الملك فهد عام 2005، الى جانب منصبه كنائب لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع.
وقد ظهر الأمير سلطان لأول مرة في محفل دولي بعد توليه ولاية العهد، في خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول عام 2005 وكان ممثل بلاده وقد ألقى كلمة بإسم السعودية.
وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز مسؤولاً عن قيادة برنامج تحديث القوات المسلحة السعودية، بإبرام برامج تسلح مع الولايات المتحدة وبريطانيا، بما فيها الدبابات والمروحيات والصواريخ وأنظمة الانذار المحمولة جواً، وزاد منذ توليه منصب وزارة الدفاع عدد عناصر الجيش السعودي الى أكثر من مئة ألف .
جاء خياره ولياً للعهد ليضعه في المرتبة الاولى لوراثة العرش، لكن سرعان ما بدأ يعاني من مشكلات صحية ابعدته في فترات كثيرة عن العمل العام. فقد بدأ يتردد عام 2004 انه مصاب بالسرطان وهو زار جنيف عام 2008 لاجراء فحوص روتينية، بحسب المصادر الرسمية السعودية. وفي تشرين الثاني 2008، توجه الامير سلطان الى الولايات المتحدة لاجراء فحوص وتلقي علاج طبي، من دون الكشف عن حقيقة مرضه. في شباط عام 2009 خضع لجراحة في نيويورك، توجه بعدها الى قصره في اغادير بالمغرب لقضاء فترة نقاهة استمرت حتى كانون الاول 2009، ليمارس بعدها نشاطه العادي ويترأس جلسات عدة لمجلس الوزراء.
ويوم السبت 22 تشرين الاول 2011, اعلن الديوان الملكي وفاة ولي العهد، عن عمر يناهز 86 عاماً.
جوانب انسانية في حياته
كان النشاط الخيري للأمير سلطان بن عبدالعزيز واضحاً داخل أرجاء السعودية وخارجها، فقد كانت استجابة الأمير لاحتياجات المحرومين والفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة سريعة، وتدخلاته لصالحهم فعالة.
ويُحسب للفقيد، ولي العهد السعودي، الذي رحل فجر السبت، عمله على وضع أسس مؤسسة للعمل الخيري والإنساني، تضمن له الاستمرارية وتؤهله للتدخل السريع لمساعدة المحتاجين.
وقد أنشأ الأمير سلطان مدينة سلطان للخدمات الإنسانية، التي اتسع نشاطها لتهتم بالفئات الأقل حظاً، وبذوي الاحتياجات الخاصة.
ومدينة الأمير سلطان شريكة مع الجمعيات الخيرية ومؤسسات المعاقين ودور الأيتام، ولها تبرعات التزامات سنوية معها.
وكانت الحاجة الإفريقية على نحو خاص حاضرة عند الأمير سلطان، ومساهمة في سد الاحتياجات الإنسانية الملحة، تم إنشاء لجنة الأمير سلطان للإغاثة، والتي عهد لها بتلبية احتياجات الملايين من الفقراء في كل من النيجر وتشاد وأثيوبيا، بالإضافة إلى عدد من الدول الإفريقية الفقيرة.
وداخلياً، لم يدخر الأمير سلطان جهداً في لمساعدة المحتاجين، فأنشأ عدداً من مؤسسات العمل الاجتماعي والخيري، التي عهد لها بتشجيع الطاقات السعودية، في المجالات العلمية والطبية، ومراكز العلوم والتقنيات الحديثة، التي تضمها مدينة سلطان للعلوم الإنسانية.
ولمؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية العديد من البرامج، والأعمال الخيرية والبحوث العلمية التي نفذتها أو دعمتها منها ما هو للجامعات والكليات الأهلية والجمعيات الخيرية أو للمستشفيات الخاصة والعامة، أو لتوفير بعض متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأجهزة والمعدات الطبية المساعدة.
إضافة إلى تعبيد الطرق، وحفر الآبار داخل المملكة وخارجها، وتشجيع الباحثين والمفكرين بطباعة مؤلفاتهم على نفقة المؤسسة، ودعم المؤتمرات والندوات المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، والعديد من المشروعات الإنسانية الأخرى.
كما أنشأ الراحل مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية للإسكان الخيري، التي عملت على تأمين السكن المناسب للمحتاجين في مناطق سعودية مختلفة.
وفي السعودية أيضاً، وجه الأمير سلطان اهتمامه بالمرأة المنتجة، من خلال إنشاء صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات، لتوفير الحياة الكريمة لنساء الوطن.
جوانب إنسانية خفية
قال الكاتب الصحفي والمحلل في صحيفة "الرياض" السعودية هاني وفا إن خبر وفاة الأمير سلطان كان فاجعة كبيرة، فالفقيد كان شخصية غير عادية، فقد كان رجل دولة ورجل إنسانية، والشعب السعودي يطلق عليه "سلطان الخير".
وقال وفا: "للأمير سلطان جوانب إنسانية خفية لا يعلمها الكثيرون، فهو ذو أيادٍ بيضاء في الداخل والخارج، ففي الفترة الأخيرة أنشئت مؤسسة سلطان الخيرية، وقد كانت مؤسسة متكاملة، تضم مدينة طبية، وجامعة، بالإضافة إلى أن جميع الأوجه الخيرية كانت موجودة فيها، وتقدم خدمات كبيرة للمواطنين في الداخل، وحتى للأشقاء في الخارج، وأجانب تم علاجهم في مراكز الأمير سلطان الطبية.
وحول تبرعاته للخارج، أشار الوفا إلى أنه في جميع حملات التبرعات التي قامت بها السعودية لمساعدة الأشقاء، سواءً في باكستان أو الصومال أو إفريقيا، كان للأمير سلطان دوماً أيادٍ بيضاء وتبرعات بملايين الريالات لها.
وتابع: "الأمير السلطان كانت له مسؤوليات متعددة وكبيرة- رحمه الله-، فهو الرجل الثاني في المملكة، ولكن بحسب ما أعرف، فقد كان يشرف على هذه الأعمال شخصياً على وجه العموم، وحتى أحياناً على وجه الخصوص، فهناك حالات إنسانية كان يتابعها ويهتم بها شخصياً.