بدء اعمال الموسم الثقافي التاسع والعشرين لمجمع اللغة العربية الأردني
المدينة نيوز - قال رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور عبد الكريم خليفة إن هوية الأمة العربية نسيج من لغتها (اللغة العربية السليمة) وعقيدتها وإن وحدتها تتكامل بتاريخها وامتدادها الجغرافي المتصل ومصالحها المشتركة.
وأضاف خلال افتتاح الموسم الثقافي التاسع والعشرين للمجمع الذي يحمل عنوان (مؤتمر اللغة العربية ووحدة الأمة ) الثلاثاء ان استعادة الأمة لغتها الجامعة، اللغة العربية السليمة، هي استعادةٌ لهويتها وتراثها " فاللغة السليمة تمثل جوهر وجودها وأساس نهضتها، فلا وجود لأمة عربية ولا لنهضة علمية أصيلة ولا لفكرٍ مبدع بغيرها ".
وقال الدكتور خليفة "إن استعادة كرامة الأمة العربية في جميع أقطارها وحقها في بناء نهضة علمية أصيلة ومعطاءة تقتضي بالضرورة التصدي للهجوم الشرس على اللغة العربية السليمة".
اشتملت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الذي يستمر يومين ويعقد في مقر المجمع على ثلاث جلسات , الأولى ترأسها الدكتور إسحق فرحان، وكانت مخصصة لبحث للدكتور حسن نافعة من مصر حول اللغة العربية والأمن القومي العربي ألقاه بالنيابة عنه الدكتور عبد الجليل عبد المهدي .
ورأى الباحث أنه يمكن النظر إلى قضيتي اللغة العربية , والأمن القومي العربي باعتبارهما وجهين لعملة واحدة أو ذراعين في كيان واحد أحدهما يجسد قوته الناعمة والآخر يجسد قوته الصلبة ، "وبهذا المعنى من الطبيعي أن ترتبط أوضاع اللغة والثقافة في العالم العربي ارتباطا عضويا, ازدهارا واضمحلالا, بالأوضاع الأمنية لشعوب هذه المنطقة من العالم".
وحاول نافعة إلقاء الضوء على جدلية العلاقة بين اللغة العربية والأمن القومي العربي في ضوء الآفاق الجديدة التي يتيحها (الربيع العربي) مشيرا إلى الازدهار الذي شهدته اللغة العربية في مرحلة المد القومي العربي.
وفي الجلسة الثانية التي رأسها الدكتور عبد اللطيف عربيات قدم المحامي فهد أبو العثم بحثاً عن اللغة العربية ودورها في التشريع والقضاء أكد فيه ضرورة أن تكون لغة التشريع والتقنين مصاغة بعبارات بسيطة شديدة الوضوح محكمة البناء .
ودعا إلى تفعيل النصوص الدستورية والقانونية الخاصة للمحافظة على اللغة العربية والالتزام بها في شتى المناحي الرسمية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، وإعادة دراسة مواد مشروع قانون اللغة العربية المقدم من مجمع اللغة العربية الأردني، وأن يتحمل المجتمع مسؤولية وصول هذا المشروع إلى مراحله الدستورية النهائية.
ورأس الجلسة الثالثة الدكتور عبد الجليل عبد المهدي التي تحدث فيها الدكتور إبراهيم بن أحمد الحارثي من السعودية عن أثر التعليم باللغة الأجنبية على التعليم في اللغة العربية .
وقال إن الأمة لا تنهض بلغة غيرها إذ أثبتت كثير من الدراسات أن التعليم ثنائي اللغة أدى إلى ظهور (حالات مرضية ) لدى الطلبة مثل العجز والاختناق اللغويين داعياً إلى إجراء دراسات ميدانية علمية لاستكشاف الآثار التربوية المترتبة على هذا النوع من التعليم , وعدم التوسع فيه حتى تنجلي نتائج الدراسات ومن ثم اتخاذ القرارات الحاسمة لضبط هذه القضية الحساسة.
وتحدث في الجلسة كذلك الدكتور فتحي جروان من جامعة عمان العربية للدراسات العليا، عن التعليم الجامعي بغير اللغة العربية وأثره في الاستيعاب والإبداع مؤكداً أن التساؤل يبدو منطقياً حول العلاقة بينهما وبين التعليم بغير اللغة العربية في مؤسسات التعليم العام والجامعي .
وقال إن مراجعة العديد من الدراسات والبحوث العلمية العربية التي تعرضت لمعوقات الإبداع لم تشر إلى التعليم بغير اللغة العربية كأحد محفزات الإبداع الذي في معظمه نتاج مجهودات أفراد قبل أن يصلوا إلى مرحلة التعليم الجامعة أو يتعلموا لغات أجنبية .
وشدد على أن عدد براءات الاختراع بالنسبة لعدد السكان في الدول التي تدرس العلوم بلغاتها الوطنية يزيد على نظيراتها في الدول التي اعتمدت لغات أجنبية في تدريس العلوم.(بترا)
