عجوز يحمل كفنه في ميدان التحرير بحثاً عن رصاصة ترسله إلى صديقه شهيد الثورة

المدينة نيوز- تواجده في الميدان غير مبرر، فلا هو من شباب الثورة، ولا أحد المستفيدين من التواجد.
ولا يملك رفاهية أن يترك أكل عيشه من أجل التظاهر أو الاعتصام، لكنه باع كل هذا من أجل عشرة عمره، الذي راح ضمن شهداء الثورة في ٢٥ يناير، فقرر أن يلحق به بالتواجد في التحرير ربما تصيبه رصاصة غادرة يلقى بعدها رفيق عمره.
بمجرد أن سمع عن أحداث التحرير، استخرج سيد رمضان تحويشة عمره «مجرد كفن» احتفظ به لسنوات لعل ساعته تأتي ولا تملك أسرته حق الكفن، خاصة أنه اقترب من السبعين، وانطلق بكفنه إلى التحرير، جابه ذهاباً وإياباً بحثاً عن رصاصة، أو إصابة، لكنه لم يصب منذ تواجده إلا ببعض الاختناق نتجية القنابل المسيلة للدموع.
سيد أرزقي يحصل على قوته «يوم بيوم»، رأى في أحداث التحرير فرصة مناسبة للقصاص ممن سماهم «رجال العادلي» الذين قنصوا روح صديق عمره أحمد إبراهيم الذي رحل وترك في رقبته صغاره الثلاثة، ورغم أنه لا يملك شيئاً من حطام الدنيا، ترك وصيته لأولاده، أوصاهم فيها بأبناء صديقه، كما أوصاهم بألا يتركوا ثأره ولا ثأر صديقه.
شارك سيد في محاولة هجوم المتظاهرين على وزارة الداخلية، ليس اعتراضاً على محاولة الأمن فض اعتصام التحرير، ولا احتجاجاً على بنود وثيقة السلمي، بل إنه لا يعرف من هو السلمي، لكنه شارك بدافع الثأر لصديقه ضحية الشرطة.(المصري اليوم)