الملك يجري مباحثات مع ميركل ويوجه رسالة بمناسبة التضامن مع الشعب الفلسطيني ( صور )

المدينة نيوز - اجرى جلالة الملك عبد الله الثاني في برلين الثلاثاء مباحثات مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تركزت على علاقات التعاون بين البلدين واليات تطويرها في مختلف الميادين بالاضافة الى جهود تحقيق السلام في الشرق الاوسط ومختلف التحديات التي تمر بها المنطقة.
واكد جلالة الملك اهمية دور المانيا والاتحاد الاوروبي في العمل على تكثيف الجهود الدولية لتحقيق السلام من خلال احياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط عام1967 والتي تعيش بامن وسلام الى جانب اسرائيل وفق حل الدولتين.
وعلى صعيد العلاقات بين البلدين، اكد جلالته والمستشارة ميركل الحرص المشترك على تطويرها والبناء عليها في مختلف المجالات وخصوصا الاقتصادية منها.
كما اكد جلالته خلال المباحثات التي حضرها سمو الامير طلال بن محمد ووزير الخارجية ناصر جودة ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري والسفير الاردني في برلين مازن التل وعدد من كبار المسؤولين الالمان اهمية الدور الالماني في دعم البرامج التنموية في المملكة.
وبحث جلالته مع ميركل التطورات والمستجدات التي تشهدها الساحة العربية، حيث اطلع جلالته ميريكل على اجندة الاصلاح الشامل في المملكة التي تستند الى ارضية صلبة وخارطة طريق واضحة، لافتا جلالته إلى أن الربيع العربي يشكل فرصة للمضي قدما في تحقيق الاصلاح.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب المباحثات قال جلالته " اشكرك السيدة ميريكل على حفاوة الاستقبال لقد اجرينا مباحثات بناءة للغاية اليوم حيال القضايا الثنائية والتطورات الاقليمية في الشرق الاوسط".
وعبر جلالته عن تقديرالاردن عاليا للدور الذي تقوم به المانيا كجزء من اوروبا، معربا جلالته عن اعتزازه بما يربط الاردن من علاقات فريدة مع المانيا.
وقال اننا متفقون حيال العديد من القضايا، كما اتفقنا على أن نبقى على تواصل وتنسيق مستمرين حيال التحديات في الشرق الاوسط.
على المستوى الثنائي، قال جلالته يشجعني كثيرا مستوى التعاون والمشاريع الناجحة المشتركة ومثال على ذلك الجامعة الالمانية الاردنية التي اوضحت من اكثر المشاريع نجاحا في الاردن على مدى السنوات العشرة الماضية وآمل ان يتم البناء على هذا الانجاز.
واضاف جلالته تحدثنا كذلك عن الربيع العربي والتطورات الخاصة بالاصلاح السياسي في الاردن، ونتطلع الى دعم المانيا لنا كحكومة وبرلمان ومساعدتنا في تحقيق هذا الاصلاح، خصوصا سبل الاستفادة من تجربة المانيا واوروبا في تشكيل الاحزاب السياسية.
وقال جلالته ناقشنا ايضا ما يوفره الاردن للشركات الالمانية من فرص استثمارية كبيرة في مجالات التعدين والطاقة بما في ذلك الطاقة المتجددة والبنى التحتية وفي ضوء ما يتمتع به الاردن من استقرار وموارد بشرية، وكونه نقطة انطلاق نحو الدول الاخرى في المنطقة.
واضاف جلالته كما بحثت مع المستشارة ميريكل عملية السلام وما يشكله عدم تحقيق تقدم فيها من زعزعة للاستقرار في المنطقة برمتها.
واكد جلالة الملك اهمية استمرار تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية لتمكينها من استكمال البنى التحتية وتطوير الاقتصاد، داعيا جلالته اسرائيل الى الافراج عن العائدات الضريبية وتحويلها الى السلطة الفلسطينية خاصة ان هذا الامر سيساعد في استمرار فتح المستشفيات والمدارس وتلبية الاحتياجات الضرورية الاخرى للشعب الفلسطيني .
وشدد جلالته على ضرورة ان توقف الحكومة الاسرئيلية النشاط الاستيطاني خصوصا في القدس الشرقية والذي يؤثر بشكل خاص على جهود جمع الفلسطينيين والاسرائيليين معا.
وقال جلالته من صالح الاردن والمانيا العمل على اعادة الفلسطينيين والاسرائيليين الى طاولة السلام وسنعمل بالتنسيق مع الاوروبيين حول كيفية تحقيق ذلك.
وقال جلالته "تحدثنا بايجاز عن الوضع في سوريا، حيث اكدنا على القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية مؤخرا، ونحن في الاردن كطرف في الاجماع العربي لا نؤمن بالتدخل العسكري في سوريا ولكن مضاعفات ما يحدث هناك مقلقة خاصة على المستوى الانساني. وسيكون الاردن طرفا في اللجان الفنية التابعة للجامعة العربية حيال موقف الاردن بما يخص العقوبات الاقتصادية وكيف سيؤثر ذلك على المملكة".
من جهتها اكدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل حرص المانيا على المضي قدما في تطوير علاقات التعاون مع الاردن, معربة عن ترحيبها بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لبرلين.
وقالت" التقيت بجلالته اخيرا في باريس خلال مؤتمر حول ليبيا، وانا التقي بجلالته بشكل منتظم. وناقشنا اليوم العلاقات مع الاردن والاوضاع في المنطقة".
وثمنت علاقات الصداقة التي تربط بين البلدين.
وقالت" بحثت مع جلالته الاصلاحات في الاردن والتطورات المتصلة بعملية السلام"، معربة عن قلق بلادها لعدم تحقيق تقدم في هذه العملية.
واضافت ان المانيا ستعمل ما بوسعها من اجل تحقيق تقدم فيها.
واعربت عن سرورها للخطوات الايجابية التي اتخذها الاردن تجاه تحقيق مزيد من الانفتاح والديمقراطية، موضحة انها بحثت مع جلالة الملك القضايا الثنائية.
واكدت ان التعاون الثنائي يرتكز الى العديد من المشاريع التي" انجزناها سويا، خاصة الجامعة الالمانية الاردنية، وهناك تعاون جيد بيننا في مجال المياه والري على سبيل المثال، ونعمل على تكثيف التعاون في مجال الطاقة المتجددة".
وقالت "إن المانيا ستبقى صديقة للاردن وستدعمه لتحقيق التطور والمزيد من الازدهار".
ولفتت الى أنه تم كذلك بحث قرار الجامعة العربية حيال الوضع في سوريا وفرض العقوبات عليها، مؤكدة أن المانيا تشيد بهذا القرار وتدعمه خاصة ان الاتحاد الاوروبي يتبع سياسة مماثلة.
وكان جلالته التقى رئيس البرلمان الالماني (البوندستاغ) نوربرت لمرت، وعقد اجتماعا مع رئيس واعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، حيث عرض جلالته موقف الاردن حيال التطورات في المنطقة وجهود تحقيق السلام وقضايا التعاون الثنائي الاردني الالماني وفرص تطويرها في المجالات كافة، وجهود تحقيق الاصلاح في المملكة.
وعبر جلالة الملك خلال الاجتماع، الذي حضره سمو الامير طلال بن محمد والوفد المرافق لجلالته، عن تقديره للدعم الالماني للاردن ولبرامجه الاصلاحية.
واشاد البرلمانيون الالمان بجهود جلالته لتحقيق السلام، وبعملية الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل الذي يقوده جلالة الملك، معربين عن الاستعداد لتقديم الدعم للاردن في هذا المجال.
وعبروا بشكل خاص عن تثمينهم لشمولية عملية الاصلاح السياسي الذي تضمنت تعديلات دستورية وتبني نموذج انشاء هيئة مستقلة لادارة والاشراف على الانتخابات، اضافة الى الحوار الوطني لتطوير قانوني انتخابات واحزاب جديدين وانشاء محكمة دستورية.
وعرض الجانب الالماني تقديم تجربة المانيا في العمل السياسي البرلماني والحزبي لافادة الاردن منها وتبادل الخبرات مع المشرعين الاردنيين.
وبين جلالته ان الاردن شرع في عملية الاصلاح حتى قبل بدء الربيع العربي، معتبرا جلالته ان الاصلاح السياسي يجب ان يوازيه اصلاح اقتصادي يمكن الطبقة الوسطى ويقويها.
واعرب جلالته عن أمله في انشاء احزاب سياسية في الاردن تمثل اليسار والوسط واليمين يكون لها برامج واضحة تعالج جميع التحديات كالصحة والتعليم ومعالجة مشاكل الفقر والبطالة.
وفما يخص عملية السلام اكد جلالته محورية ومركزية القضية الفلسطينية باعتبارها تشكل اساس الصراع في المنطقة. كما اكد جلالته ان حل الدولتين لا بديل عنه، متسائلا عن مدى استطاعة اسرائيل وتجاوبها مع تحقيق هذا الهدف.
واستقبل جلالة الملك في مقر اقامته ببرلين وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيلي حيث جرى بحث علاقات التعاون بين البلدين في شتى المجالات، مؤكدا جلالته الحرص على المضي في بناء علاقات تعاون وثيقة مع المانيا بما يعود بالفائدة المشتركة على البلدين.
كما تطرق البحث الى اخر المستجدات في منطقة الشرق الاوسط وجهود تحقيق السلام فيها، مؤكدا جلالته في هذا الاطار ان حل الدولتين هو السبيل الامثل لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال مفاوضات سلام تعالج جميع قضايا الوضع النهائي وتنتهي باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلى صعيد متصل أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن المنطقة التي تمر بتحولات غير مسبوقة، باتت بأمس الحاجة إلى تحقيق إنجاز تاريخي على صعيد التوصل إلى السلام الشامل والعادل، الذي سيحميها وشعوبها، بدلا من الدخول في نفق مظلم لا يعرف مداه أحد.
وقال جلالته في رسالة وجهها الثلاثاء لرئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني عبدو سلام ديالو بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني إن الفشل في الوصول إلى السلام سيشكل تهديدا للأمن والاستقرار الدوليين، وسيجر المنطقة إلى الهاوية ويدفع بها نحو المجهول.
ولفت جلالته الى ان لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني نجحت على مدى عقود طويلة، في الإبقاء على القضية الفلسطينية حية على الساحة الدولية، باعتبارها جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط.
وشدد جلالته، في هذا الصدد، على ان اللجنة برهنت على تفاعلها الكبير وقدرتها على توظيف الجهد والعمل الدوليين في الأمم المتحدة لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه في العديد من المجالات ومنها إدانة سياسات الاستيطان الإسرائيلية، وأعمال الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات التهويد المستمرة للمناطق الفلسطينية، خصوصا في القدس الشرقية وإفراغها من سكانها العرب من مسلمين ومسيحيين.
وأكد جلالته إن الدول العربية تحدثت بصوت واحد باسم السلام العادل والشامل، والقائم على حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على أساس خطوط1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والذي يشكل السبيل الوحيد لإنهاء عقود طويلة من الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وقال إن هذا يستدعي شراكة صادقة من الجميع في جهود إحلال السلام وتحقيق الازدهار، كي ندفع بالفلسطينيين والإسرائيليين مجددا لإحياء المفاوضات والوصول إلى اتفاق نهائي يعالج جميع قضايا الوضع النهائي.(بترا)