تحذيرات من زلزال مرتقب في الأراضي الفلسطينية متأثرا بالزلزال التركي

المدينة نيوز - قال د. جلال دبيك مدير مركز التخطيط والحد من خواطر الكوارث في جامعة النجاح ومدير وحدة هندسة الكوارث الوطنية لتحقيق في أخطار الكوارث ، أن تأثير حصول الزلزال الذي وقع جنوب شرق تركيا ، قد يؤدي إلى حدوث نشاط زلزالي بالمسقبل في الأراضي الفلسطينية .
وقال دبيك إن زلزال تركيا الأخير له علاقة بالصفيحة العربية بالجزء الشمالي ، موضحا أن هناك ارتباطا جيولوجيا لحركة هذه الصفائح ، وبالتالي قد يؤدي زلزال تركيا الذي حصل خلال الأشهر الماضية إلى نشاط زلزالي في منطقة حواف الصفيحة العربية وهي المناطق الممتدة من البحر الأحمر والبحر الميت وغور الأردن وإصبع الجليل إلى البقاع إلى أنطاكيا.
وتابع قائلا : ” ربما يحدث نشاط زلزالي للمنطقة الشرقية للضفة الغربية وهي المناطق المحاذية لحدود إيران كون هذه المنطقة جميعها تقع على حواف الصفيحة العربية.
وأوضح دبيك انه استنادا للصفيحة العربية فمن المعروف أن هناك حركة شبة انزلاقية بين الأردن وفلسطين بمعدل 5 إلى 7 مليمتر حيث تنزلق فلسطين بحركة نسبية مبتعدة عن الأردن كل سنة.
وأشار دبيك أن منطقة فلسطين تصنف كمنطقة نشطة زلزاليا ، ويحتمل أن تتعرض لزلزال تتراوح مستوى قوته ما بين المتوسطة إلى القوية وهذا يعني احتمال تعرض البلاد لزلزال بقوة 6-7 درجات حسب مقياس ريختر كحد أقصى.
وأكد دبيك أن الدراسات التي أجريت بالمنطقة اعتمدت على تحديد القوى الزلزالية واستدلت للتاريخ الزلزالي للمنطقة وتكرار حدوثها ، وموقع المنطقة فهي موجودة في منطقة حفرة الانهدام ، حيث أن هناك العديد من الدوع الارضية النشطة، وكذلك النشاط الزلزالي التي تسجله الأجهزة.
وأوضح الدبيك أن الدراسات والعلم لا يستطيعان تحديد الساعة أو اللحظة التي يحدث فيها الزلزال ، لكن التوقعات تتحدث عن فترة زمنية ممتدة قد يحصل خلالها الزلزال المتوقع.
وفسر دبيك معنى كلمة ” ممتدة ” حيث أن لكل بؤرة أو مركز زلزالي في البلد الواحد يوجد أكثر من بؤرة يتوقع أن يحدث تحتها زلزال ، حيث أن هناك دورة زمنية يتكرر فيها حصول الزلزال لكل بؤرة.
ففي البلاد معظم المراكز الزلزالية النشطة دخلت ضمن الزمن الدوري لحدوث الزلزال ، وهذا يعني أن الزلزال قد يحصل اليوم أو غدا أو يعد شهر أو بعد 10 سنوات.
وأضاف دبيك أن تأخر حدوث زلزال في مركز زلزالي معين قد يؤدي إلى حدوث تراكم الانهيارات داخل الأرض ، وبالتالي حدوث زلزال أكثر قوه .
وتابع: ” إن هناك احتمالا آخر حيث قد يحصل تكسرات أرضية محددة وكثيرة العدد ، تؤدي إلى حصول زلازل كثيرة وقليلة القوة ، ما يؤدي إلى تفريغ الطاقة ، والرأيان لهما مؤيدين ولهم مدارس خاصة بهم.
وقال دبيك: من هنا نقول إن علم الزلزال احتمالي وليس يقيني أي ليس شيئا نراه ، ولا نملك حياله إلا الجاهزية التي هي كل ما نستطيع فعلة لمواجهة الزلازل.
وأكد دبيك أن عملية الاهتمام بالجاهزية بالمؤسسات أو جاهزية الأفراد أو المنشآت لمواجهة الزلازل هي مسؤولية جماعية للمختصين وصناع القرار للحد قدر الإمكان من مخاطر الزلازل ، حيث يتطلب ذلك معرفة وحملات توعية ومشاركة مجتمعية وقوانين وتشريعات ومؤسسات لها القدرة للاستجابة للطوارئ ، وغير ذلك من الضوابط ، حيث أن المعيار المطلوب هو تحقيق مؤشرات السلامة العامة.
وأكمل دبيك حديثة عن أكثر المناطق تضررا بحال حدوث زلزال قائلا : ” إن فلسطين منطقة صغيرة المساحة ويحيطها العديد من البؤر الزلزالية ، فمعظم المدن الفلسطينية بشكل عام قد تتعرض لشدة زلزالية ، لكن سيكون هناك اختلاف بين مدينة وأخرى ، وبالتالي فان أكثر مدينة ستتعرض للأذى إذا كان مركز الزلزال في البحر الميت فسكون المنطقة الممتدة من القدس لنابلس ، بينما ستكون منطقة الجليل وشمال الضفة الأكثر تضررا إذا ما كان مركز الزلزال شمالا.
وأوضح دبيك أيضا أنه في حال كان مركز الزلزال شمال فلسطين تاريخيا أي طبريا وبيسان فان المنطقة الأكثر تضررا ستكون منطقة الجليل وشمال الضفة من جنين لنابلس.
أما بالنسبة لغزة فان تأثير الزلزال في الحالتين السابقتين سواء كان مركز الزلزال بالبحر الميت أو شمال فلسطين فسيكون تأثيره على غزة محدود ، أما إذا كان مركز الزلزال في وداي عربة فسيكون تأثيره اكبر على غزة من حيث الأضرار.
وقد تطرق دبيك إلى احتمالية عدد الإصابات في حال وقوع زلزال في فلسطين قوته معتدلة إلى قوية ما بين 6-7 درجة حيث يحتمل أن يؤدي إلى خسائر بشرية ومادية ، وحيث أشارت الدراسات الفلسطينية إلى وقوع أكثر من 5 إلى 6 آلاف قتيل وأكثر من 15 ألف جريح ، فيما أشارت الدراسات الإسرائيلية إلى وقوع 16 ألف قتيل وعشرات آلاف الجرحى ، وكذلك سيؤدي إلى خسائر في الأبنية والمنشآت.
وأوضح دبيك أن عدم وجود منشآت فلسطينية مقاومة للهزات الارضية تزيد من حجم الخسائر – لا سمح الله – في حال حدوث الزلزال المتوقع ، حيث ستعاني المدن الأقرب لمركز الزلزال من أضرار كبيرة في الخسائر البشرية والمادية.
وأوضح دبيك أن جميع دول المنطقة تعاني من ضعف في جاهزية المباني لكن تختلف في قدرة الاستجابة بعد وقوع الزلزال ، مشيرا أن الدول المحيطة لديها القدرة أكثر من الجانب الفلسطيني بسبب امتلاكها للجيوش والمطارات والمعدات اللازمة ، أما فلسطين فستكون الحلقة الأضعف مرة أخرى بسبب الاحتلال ، وهنا يتطلب وقفة واضحة من قبل جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لرفع مستوى الجاهزية الفلسطينية والتعويض عن جوانب الضعف بجوانب قوة للتركيز على التطوع من خلال إيجاد البدائل المناسبة ، حيث يجب خلق عناصر قوة للتغلب على عناصر الضعف.
وقال دبيك إنه خلال الفترة الأخيرة حصل تطور ملحوظ في جاهزية المؤسسات الفلسطينية في مجال الدفاع المدني والمجال الطبي ، لكن هناك حاجة للمزيد من الجاهزية.
وتم المصادقة من قبل وزارة الأشغال والحكم المحلي ونقابة المهندسين ومركز التخطيط الحضري للحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح لتطبيق الكود الزلزالي للبناء خلال تصميم وتنفيذ المنشآت، حيث تعمل نقابة المهندسين ومركز الحد من الكوارث على وضع آلية لتطبيق هذه القوانين بحيث يكون هناك قوانين بشكل إجباري للحصول على مباني مقاومة للزلزال في المستقبل القريب.
وفي نهاية حديثه دعا دبيك المؤسسات الإعلامية لتشكيل رأي عام مساند حتى تلتزم جميع المؤسسات والمقاولين والمهندسين بهذه القوانين التي سيعلن عنها خلال الأيام القريبة القادمة. ( مركز اعلام القدس )