حرق صور مصطفى عبد الجليل في مظاهرات حاشدة في بنغازي
المدينة نيوز - تظاهر، أمس، المئات من المحتجين وسط مدينة بنغازي شرقي ليبيا، رافعين لافتات وشعارات تطالب بإسقاط المجلس الوطني الانتقالي، ومرددين هتافات تشبّه حكام ليبيا الجدد بالقذافي، في إشارة انتقاد لاستمرار سياسة القبضة الحديدية وكتم الصوت المعارض داخل ليبيا.
وبلغت المظاهرات التي هزت مدينة بنغازي معقل الثورة الليبية، ذروتها، عندما قام متظاهرون بحرق صور مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، في مشهد جديد ومفاجئ ينذر بتحولات قادمة في ليبيا، قد يكون أبرز مشهد فيها هو إسقاط الشرعية عن المجلس الوطني الانتقالي ودخول ليبيا في حرب أهلية تشمل كامل التراب الليبي وليس فقط مدينة طرابلس وضواحيها، مثلما هو جار هذه الأيام.
بداية المظاهرات كانت من شارع عمرو بن العاص، حيث ردد المتظاهرون في البداية شعارات تندد بتكريس الجهوية من طرف حكام ليبيا الجدد، قبل أن تشتد حمى الاحتقان في أوساط المتظاهرين، وتشتد معها لهجة الهتافات المرددة في المظاهرات، حيث انتقل المحتجون إلى اتهام قادة ليبيا الجدد بخيانة الليبيين والدفاع عن مصالحهم فقط، قبل أن يصلوا إلى المطالبة بإسقاط رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل. وسرعان ما تحولت المظاهرات في وقت لاحق من زوال يوم أمس؛ من احتجاجات تقودها منظمات شبانية إلى ثورة عارمة يشارك فيها الثوار من الكتائب المسلحة والنساء والشيوخ، الذين طالبوا كلهم بإصلاح المجلس الانتقالي وإعادة تشكيله وفق معايير شفافة وواضحة. كما دعا المتظاهرون إلى التحقيق في ملفات الفساد بالمجلس الوطني والمكتب التنفيدي والحكومة الإنتقالية، متهمين قادة بارزين بالتورط في محاولات لسرقة الثورة وتحويل مسارها.
وجابت المسيرات والمظاهرات ساحة تتوسط مدينة بنغازي وتُعرف باسم ميدان الشجرة، وصولا إلى فندق تيبستي قبل التوجه إلى مقر المجلس الانتقالي، لتأخذ الاحتجاجات منحى آخر؛ من خلال قيام المتظاهرين بإحراق صور مصطفى عبد الجليل.
(النهار الجديد)
