رغم العداء التاريخي بينهما قطة تتبنى أربعة جراء بعد دهس الام
المدينة نيوز - مشهد من مشاهد الأمومة لا يتكرر كل يوم ، حيث يؤكد لنا أن غريزة الأمومة لا حدود تحدها ولا قيود تقيدها، انه مشهد لقطة أنجبت صغيرين حديثي الولادة لتضم إليهما أربعة جراء ماتت أمها بحادث دهس وتركتها وراءها، ليضمها صدر هذه القطة بدافع غريزة الامومة ولا يعكر ذلك طبيعة العداء الغريزي بين عالم القطط وعالم الكلاب لترينا مدى عطاء وحنان الامومة حتى وان كانت هذه الامومة نابعة من حيوان أليف.
\"الدستور\" التقت \"محمد الحموري\" صاحب أحد صالونات الحلاقة في \"ضاحية الرشيد\" ليحدثنا عن قصة القطة الأم وجرائها بالتبني حيث ذكر أن القطة التي يدعوها \"سميغيل\" تعيش عنده منذ أن كانت صغيرة حتى كبرت وولدت جرويها الرضيعين. وليصادف في ذلك اليوم ان انجبت كلبة صديقه اربعة جراء ذات منشأ فرنسي من نوع (تيرير) حيث تعرضت هذه الكلبة لحادث دهس اودى بحياتها مخلفة وراءها الجراء الأربعة التي لا تتجاوز أعمارها العشرة أيام.
ويضيف صاحب الكلبة أن موت أم الجراء وضعه في حيرة كبيرة ، مما دعاه إلى مشاورة صديقه صاحب القطة \"سميغيل\"في أمر الجراء ، آملا في أن يجد عنده الحل بشأنهم ، وقد اقترح عليه أن يأتي له بأحد الجراء ليضعه مع جراء القطة كتجربة لمعرفة ردة فعل هذه الأم في تقبلها أو رفضها للجرو الصغير. وكانوا خائفين وشبه متأكدين من عدم قبولها له لاختلاف طبيعة النوع بين الفصيلتين وكانت المفاجأة وهي أن القطة \"سميغيل\" قامت بالحنوّ على الجرو من خلال لعقه ومن ثم ضمه بين أحضانها مرضعة إياه.
وأشار الحموري أن تصرف وردة فعل القطة الأم شجعهم على إحضار باقي الجراء لتنضم إلى أخيها الذي سبقها في أحضانها ، ولتلاقي نفس تصرف القطة معها في تقبلها للجرو الأول لتطبع على وجوهنا البهجة وشفاهنا البسمة معلمة إيانا مدى كبر واتساع غريزة الأم حتى مع أكثر الأنواع لها عداء ، مضيفا أن القطة \"سميغيل\" لا ترضى ولا تقبل فكرة الاقتراب أو انتشال أحد الجراء من أحضانها ، لاجئة إلى التصرف بعدائية نحو من يقوم بمثل هذا التصرف بسبب أن هذه الجراء قد أصبحت كأطفالها القطط ولا تنظر إليها إلا بنظرة الأم التي تخشى وتدافع عن مواليدها .
ونوه الحموري الى انه ومراعاة لوضع القطة مع الجراء فيما يخص إدرارها للحليب فإنهم يقومون بتزويد الجراء بثلاث وجبات من الحليب يوميا مساعدة منهم للقطة.