مؤسسة القدس الدولية تقدر المواقف الاردنية والمصرية من قضية جسر المغاربة

المدينة نيوز- اصدرت مؤسسة القدس الدولية بيان حول قضية جسر المغاربة مقدرة الجهود الاردنية والمصرية لحيولة دون هدم الجسر وفي مايلي نص البيان:
أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن إعادة فتح طريق باب المغاربة في السور الغربي للمسجد الأقصى، وتراجعها عن مخططات هدمه لبناء جسر حديديّ مكانه. ويأتي القرار الإسرائيلي هذا بعد جملة تطورات شهدتها القدس وطريق باب المغاربة على وجه الخصوص، حيث كان من المتوقع أن تقدم سلطات الاحتلال على هدم الجسر الخشبيّ عند باب المغاربة بحجة أنه آيل للسقوط واحتمال تعرضه لحريق إلا أن الضغوط من الأطراف المختلفة دفعت الاحتلال إلى التراجع. إننا في مؤسسة القدس الدولية وإزاء هذه التطورات نؤكد على التالي:
1. إننا نقدّر عاليًا الجهود التي قامت بها مختلف الأطراف الحية في الأمة العربية والإسلامية ولا سيما الشعوب العربية، ما دفع الاحتلال إلى التراجع عن مخططاته تحت وطأة هذه الضغوط باعترافه، وهذا يؤكد ما ننادي به دائمًا أن معادلة الردع وتكريس ميزان الربح والخسارة هي المعادلة الأنجع لمواجهة الاحتلال بحيث يشعر أن هناك ثمنًا قاسيًا سيدفعه إذا ما فكّر بالاعتداء على قدسنا ومقدساتنا، وندعو إلى ترسيخ هذه المعادلة وبقاء الأمة على جهوزية كاملة لأن الاحتلال تراجع في هذه الجولة من معركتنا معه ولكنه متقدم في جولات أخرى ولن يهدأ له بال حتى يكسر شوكة أمتنا ليكرّس سيطرته على القدس والأقصى.
2. إننا نخصص التقدير للموقف الأردني والمصري. فقد أكّد الأردن على لسان مسؤوليه أن الأقصى خط أحمر، وأرغم الاحتلال على الانتباه لجديّة الموقف الأردني الوصيّ على المقدسات في القدس. وهنا نؤكد احتشاد الأمة كلّها وراء الموقف الأردني الرافض لتدخل الاحتلال في شؤون الأقصى ككل وليس فقط في قضية باب المغاربة، فمن غير المسموح للاحتلال بأن يقتحم أقصانا متى شاء، ولا أن ينفذّ حفرياته تحت الأقصى ومحيطه، ولا أن يمنع المصلين من الوصول إليه، ولا بد من التأكيد أن الجهة الوحيدة المخوّلة الإشراف على الأقصى هي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية. وكذلك الأمر بالنسبة للموقف المصري المشرّف حيث أبدت القوى المصرية التصاقًا ليس بغريب بالقضية الفلسطينية وبالقدس تحديدًا، وأفشلت كل الرهانات على أن الثورة المصرية ستنشغل بذاتها عن قضايا الأمة المصيرية. إننا نؤكد هنا أن الموقفين الأردني والمصري كفيلان بردع الاحتلال ومنعه من الاعتداء على القدس وأهلها ومقدساتها.
3. إن قضية باب المغاربة لم تنتهِ بعد، وهي أكبر من مسألة تلة يريد الاحتلال هدمها بل هي مدخل لمواجهة الأحتلال في محاولته فرض سيطرته على المسجد الأقصى. فلا بدّ أن نتذكر أن الاحتلال ما زال إلى الآن يسرق مفتاح باب المغاربة منذ احتلال شرقي القدس عام 1967 ويسمح لغير المسلمين من اليهود والسياح وغيرهم من اقتحامه دائمًا، فالأمة مطالبة اليوم باستعادة حقها في عدم التدخل بمقدساتها، ومطالبة بمواجهة الاحتلال في مشروعه الرامي لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود وتثبيت ما يسمى "بالحق اليهودي في جبل المعبد".
4. إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتفتيت وتشتيت الضغط العربي والإسلامي عليه فهو يتنقل من ملف إلى آخر ضمن مشروعه التهويدي لإفقادنا السيطرة والتركيز والتحكم بأفعالنا وردّات أفعالنا، فهو يضيّق على أهلنا في القدس وقد وضع لائحة تضمّ أكثر من 300 شخصية مقدسية ينوي طردها وتهجيرها من القدس وما يحصل في قضية وزير القدس السابق ونوابها المهددين بالإبعاد يأتي في هذه السياق، فقد أرغمت سلطات الاحتلال منذ أيام قليلة النائب المقدسيّ أحمد عطون على الإبعاد إلى الضفة الغربية وكذلك فعلت مع النائب المقدسي محمد أبو طير منذ أشهر قليلة، وقد سلمت النائب المقدسي محمد طوطح ووزير القدس السابق خالد أبو عرفة رسالة تهديد تنصّ على ضرورة تسليم نفسيْهما تمهيدًا لإبعادهما. وفي هذه السياق يأتي أيضًا افتتاح حاجز شعفاط الذي سيعزل أكثر من 40 ألف فلسطيني مقدسي عن القدس. إن هذه الاعتداءات وغيرها تدعونا إلى التيقظ دائمًا لمخططات الاحتلال، ونحن ندعو جميع الأطراف المعنية بملف القدس إلى صياغة استراتيجة عملية لحماية القدس والدفاع عن أهلها ومقدساتها.
مؤسسة القدس الدولية 15/12/2011
القدس...
نحميها معًا...نستعيدها معًا